سامي الجميل: مشكلتنا مع “حزب الله” انه لا يريد ان يتحاور معنا

أكد النائب سامي الجميل، في حوار مع "الصياد"، "ان حزب الكتائب يسير في نفس الاتجاه الذي يسلكه كل افرقاء 14 آذار لا سيما في الملفات الاساسية سلاح "حزب الله"، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والحفاظ على النظام الديموقراطي في لبنان".

وقال: "جميعنا في 14 آذار على نفس "الموجة" في هذه الملفات، ونحن داعمون للثورات العربية التي تحصل ولكل مسيرات الشعوب العربية الهادفة الى التحرر وصولا الى الانظمة الديموقراطية، واننا مع ان تقرر الشعوب مصيرها وصولا الى قيام انظمة ديموقراطية تخول الاحزاب القيام بالعمل السياسي وتخول الشعوب ان تقرر مصيرها.هذا مبدأ اساسي عندنا ولا نخجل به على الاطلاق. لكن المفارقة الوحيدة التي ربما تفسر بشكل خاطىء احيانا، وهي اننا لا يجوز ان نعمل على جر الازمة السورية الى الداخل اللبناني، وان تتحول المشاكل الحاصلة في سوريا الى مشاكل بين اللبنانيين. هذه هي الحدود التي نضعها لانفسنا".

ودعا النائب الجميل اللبنانيين الى "ان يكون لديهم موقف مبدئي مندد بقمع الحريات في سوريا وبقمع الشعب السوري ويؤكد احترام ارادته". وقال: "علينا ان لا نتدخل في هذا الملف كي لا ننجر الى ما هو ليس في مصلحة لبنان والشعب اللبناني. باختصار علينا ان لا نضع انفنا بشؤون غيرنا ولا نعلم الشعب السوري كيف عليه ان يتصرف. فالشعب السوري هو الذي يقوم بالثورة، وهو الذي يقرر مساره ومصيره، يفاوض او لا يفاوض هذا شأنه. يسقط النظام او لا يسقطه، هذا قراره. هذا هو بوضوح موقف حزب الكتائب.

وعن وصول الاسلاميين الى الحكم بعد "الربيع العربي" في تونس ومصر وليبيا واليمن، قال: "ليس من حقنا ان نقول لشعوب هذه الدول كيف تنتخب ممثليها، كل شعب حر في اختيار من يمثله من احزاب او تيارات يرى انها تمثل افكاره وطروحاته".

أضاف: "انطلاقا من هنا، علينا ان نعطي وجهة نظرنا وهذا ما نقوم به، من خلال المؤتمر الدولي الذي اقيم في حزب الكتائب في 27 و 28 الشهر الماضي، بمشاركة اكثر من 80 حزبا من الدول العربية والاوروبية واميركا اللاتينية واميركا الشمالية، وذلك لمناقشة موضوع "الربيع العربي". والرئيس أمين الجميل طرح مبادرة لوضع "شرعة" تتبناها جامعة الدول العربية. ومن خلالها وضع توجها عاما للانظمة لتحترم التعددية وعلى ان تأخذ الديمقراطية بخصوصيات التعددية الموجودة ضمن المجتمعات… هناك افكار نطرحها على جامعة الدول العربية وعلى شيخ الازهر وعلى عدة مستويات كي لا تسير الامور باتجاهات خاطئة.

العلاقة مع بري
وأعلن النائب الجميل ان العلاقة بين الرئيس الجميل والرئيس نبيه بري كانت دائما قائمة، وقال: "من خلال العمل النيابي التشريعي، قدمنا اكثر من 15 اقتراح قانون، الى مجلس النواب، منذ الانتخابات النيابية الاخيرة. التواصل دائم مع الرئيس بري. ونحن نعتقد انه قادر على لعب دور في هذه المرحلة لتسهيل امكانية الحوار بين اللبنانيين".
ومع "حزب الله"
ورأى النائب الجميل "ان حزب الكتائب وحده في المواجهة مع ملف "حزب الله". ولا احد غيرنا يجرؤ على مساجلته وفي كل المحطات. نحن نقول كلمة الحق، ودعاة حوار ولسنا دعاة حرب ولا دعاة تقوقع وانعزال، ولكن نريد الحوار الصريح وليس حوار "تبويس اللحى".

وقال:"اليوم "حزب الله" هو من يقفل باب الحوار وليس نحن، وهو الذي ينغلق على ذاته ويعتمد منطق تخوين الآخر، وهذا التخوين الذي يحصل باستمرار سواء لنا او لغيرنا يضع حاجزا بيننا وبينه، ويحول دون اجراء حوار حقيقي مع باقي اللبنانيين. وبالتالي مشكلة الحوار مع "حزب الله" ليست عند الآخرين".

8 و14 آذار
وأشار النائب الجميل الى ان الاصطفاف السياسي بين 8 و 14 والتمحور خلف الفريقين ليس وليد الصدفة ووجوده ليس من العدم، ولا اظن ان احدا يريد مثل هذا الاصطفاف، ولكن هناك ملفات اساسية يدور الخلاف حولها بين المجموعتين".
وقال: "الاصطفاف اليوم هو على ملف سلاح "حزب الله"، وعلى ملف المحكمة الدولية، وعلى الطريقة التي يتعاطى فيها الحزب مع المؤسسات الدستورية التي هي طريقة فوقية، تتخطى الدستور والقوانين. واعتراضنا هو على هذه النقاط الثلاث. ويوم نصل الى حل لهذه النقاط لن يعود هناك اصطفاف في لبنان"، لافتا الى مواضيع ليس حولها اصطفاف مثل ملف قانون الانتخابات الذي طرح في اجتماع بكركي و"ضرب" موضوع الاصطفاف بين 8 و14 آذار.

ونفى ان يكون لديه معلومات عن الحوار بين بكركي و"حزب الله"، مشيرا الى ان "بكركي لم تطرح معنا هذا الموضوع".

العلاقة مع "التقدمي"
وعن العلاقة بين حزبي "الكتائب" و"التقدمي الاشتراكي"، قال النائب الجميل: "نحن كحزب "كتائب" دعاة حوار، وبالنسبة لنا هذا البلد لا يبنى الا مع جميع اللبنانيين، ولكن هناك مجموعة موضوعة خارج الحياة السياسية. انطلاقا من ذلك من واجبنا ان نكون على تواصل مع الجميع".

أضاف: "اننا نتحاور مع الرئيس بري ومع النائب وليد جنبلاط وتيار "المردة" و"التيار الوطني الحر". نتحاور مع المختلفين معهم بالسياسة، بهدف الوصول الى حل. لانه في لبنان لا احد يستطيع ان يلغي احدا، نحن ضد منطق الالغاء والبديل عن الحوار هو اللقاء. وبالتالي نحن نتوجه الى الحوار ومشكلتنا مع "حزب الله" انه لا يريد ان يتحاور معنا. المشكلة ليست عندنا ف"حزب الله" لا يعترف بالآخرين".
مع "الطاشناق"
وأعلن الجميل ان الاتصالات مستمرة مع الطاشناق، وقال: "الطابة عند حزب الطاشناق وليست معنا، ولا مشكلة لدينا معه. يهمنا ان تكون الطائفة الارمنية اللبنانية مرتاحة في تمثيلها وفي طريقة عملها، وهي طائفة مكونة واساسية في المجتمع اللبناني. نحن منفتحون على الحوار".

مع "القوات"
وعن حزب "القوات اللبنانية"، قال الجميل: "نعتبر، لا بل نقول، ان هناك منافسة على الارض بين "الكتائب" و"القوات" وهذا أمر مشروع وطبيعي، ولكن نعتبر اننا في حالة تحالف استراتيجي مع "القوات اللبنانية". وانا اعتبر ان علاقة الكتائب بالقوات هي علاقة نموذجية من حيث المنافسة الديموقراطية على الارض، وفي نفس الوقت التحالف الثابت والاستراتيجي على الصعيد السياسي. قليلة هي الاحزاب التي عندها تنافس على الارض وبالتالي تحافظ على تحالفها السياسي الاستراتيجي.

مع "الوطني الحر"
وعن العلاقة بين "الكتائب" و"التيار الوطني الحر"، قال: "لا توجد علاقة مع العماد عون، هناك علاقة مع بعض نواب التيار الذين لديهم رغبة بان يكون الحوار والتواصل مفتوحا بيننا وبينهم، والنية موجودة للاتفاق على بعض الملفات، مثل قانون الانتخاب او ملف التجنيس او موضوع حق التصويت للمغتربين وموضوع استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني. الحوار مفتوح حول هذه الملفات بانتظار ان نصل لاحقا الى التفاهم على الملفات الاساسية، التي تشكل معضلة اليوم، لان هذه الملفات هي التي تمنع التقارب مع بعض الاطراف".

أضاف:"ملف "حزب الله" يشكل مشكلة اساسية بيننا وبين "التيار الوطني الحر"، مقاربتنا لسلاح "حزب الله" تختلف عن مقاربته له. مقاربتنا لسيادة لبنان مختلفة عن مقاربة "التيار الوطني الحر". بالتالي هناك حواجز اساسية تمنع التقارب، ولكن هذا لا يمنعنا من ان نستمر في الحوار والنقاش".

وأعلن الجميل انه "كان لنا لقاء مع الرئيس ميقاتي حيث جرى البحث في قانون الانتخاب، وسبق ان اجتمعنا مع رئيس الجمهورية ومع الرئيس بري للغاية نفسها، وهناك لجان اخرى تعمل على ملف الاراضي، وهو ملف له علاقة بالحضور المسيحي في الادارات الرسمية، العمل مستمر في اللجان التي انبثقت عن لقاء بكركي.

مشروع "الارثوذكسي"
وعن مشروع "اللقاء الارثوذكسي" حول قانون الانتخاب، قال النائب الجميل: "الهدف من درس المشروع كان قرع جرس الانذار بأن هناك طائفة لبنانية غير ممثلة بالشكل المناسب، وبالتالي العمل لمعالجة هذا الامر، وهذا الغبن على صعيد التمثيل المسيحي في المجلس النيابي. وقد حان الوقت لمعالجته بشكل جذري ورأينا ان المشروع الارثوذكسي نوع من نداء الى باقي اللبنانيين من اجل الحوار الجدي حول الموضوع، وربما يكون صرخة لتحقيق المناصفة الحقيقية، والمناقشة مع باقي الافرقاء للاطلاع على اقتراحاتهم من اجل تأمين المناصفة في المجلس النيابي".

وقال: "لا يمكن طرح الموضوع من العدم، لذلك طرحناه انطلاقا من هذا المشروع ونحن نعتبره يؤمن المناصفة. وهناك اقتراحات اخرى، ونصغي الى وجهة نظر الآخرين لنتعاون معا وصولا الى قواسم مشتركة وحل وسط لتحقيق مشروع آخر".

ورأى انه "لو لم يطرح المشروع الارثوذكسي، لما وجدت الصدمة في البلد، هذه الصدمة التي دفعت الجميع الى "حك" الرأس والتفكير بهذا الموضوع".

الحوار
وأعلن الجميل ان "ليس لدى الكتائب اي تحفظ بالنسبة للحوار، ونعتبر ان الدعوة ايجابية، ولكن على ان لا تكون هناك شروط مسبقة، كالقول هذا الموضوع يجب وضعه جانبا، ولنبحث في نقاط اخرى. الحوار يجب ان يكون حول كل النقاط والهواجس".
الأمن
وعن القلق من عودة الاغتيالات والاخلال بالامن، اعتبر الجميل "ان الخطر موجود طالما هناك مربعات أمنية خارجة عن سلطة الدولة".
الشباب
ودعا النائب الجميل الشباب اللبناني الى "ان يفكروا بشكل مستقل خال من التبعية، سواء كانوا في احزاب ام لا، وان يكونوا رأيهم السياسي انطلاقا من قناعاتهم وان لا يتأثروا بافكار تفرض عليهم، وان يكونوا "قوة هادئة" في المجتمع"، متمنيا "ان يكونوا مستقلين بتفكيرهم ليتمكنوا من المراقبة والمحاسبة، لانه من دون محاسبة تسير الامور باتجاهات مختلفة. فالمراقبة والمحاسبة تجعلان جميع المسؤولين في لبنان يقظين في سلوكهم، لان هناك من ينتظرهم على "الكوع" وهذه نقطة اساسية لاستقرار الحياة السياسية. والمراقبة والمحاسبة تمنعان اي حزب من الشطط والوقوع في الخطأ.
وعلى الشباب الا يفقدوا الأمل بلبنان وان يلعبوا دورهم بوعي وادراك وان يصنعوا مستقبلهم ويناضلوا لتطوير لبنان".  

السابق
الغرب لن يسمح للثورات العربية بالخروج عن سيطرته
التالي
دي فانتورا: هناك نوع من الاستقرار في لبنان رغم التوتر في المنطقة