الانباء: وزير الكهرباء اللبناني: بدهم كهرباء بدهم وإلا عمرهم و المحاسبة: 60 شركة محروقات ضالعة في فضيحة المازوت!

تتجه الانظار في لبنان مثلما في سورية الى مجلس الامن الدولي، حيث يصل اليوم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري الشيخ حمد بن جاسم لابلاغ اعضاء مجلس الامن بعد غد قرار وزراء الخارجية العرب بشأن سورية وطلب مصادقته عليه.

وتضج الصالونات السياسية في بيروت بالشائعات حول مصير نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي يرسمون له دور نائب رئيس اليمن.

على الصعيد الداخلي اللبناني، مازال ملفا الكهرباء والمازوت في واجهة الاهتمامات، وقد ظهر وزير الطاقة جبران باسيل في مقابلة مع المؤسسة اللبنانية للارسال تناولت ازمة تمرير خط التوتر العالي في المنصورية ونظرته الى حلول معضلة الكهرباء.

وقال باسيل: «كلهم يريدونني ان اخالف، انا لا اريد ان اخالف، تعلقون الخط او عمركم ما تعلقوه، بدهم كهرباء بدهم يعلقوا الخط، وما بدهم راح اطلع خبر الناس من قال نعم ومن قال لا».

وتطرق الى حملات المعارضة، فقال ان كتلة المستقبل تريد تطفيش الحكومة وتريد كهرباء في الوقت نفسه.

قباني يرد على باسيل

رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب محمد قباني وعد بالرد مفصلا على وزير الطاقة جبران باسيل وبالارقام غدا، وقال ان ما شاهدناه استعراضات اعلامية فيها ارقام لكنها مطروحة بشكل «ديماغوجي» وفيها الكثير من خلط الحقائق والتفنيص على الناس، ويكفي انه شكك فيما قاله لوفد صندوق التنمية الكويتي في حين سمعت انا حرفيا ما قاله الوفد كما سمعه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي.

واضاف: عندما تكلم باسيل عن البواخر وقال ان هناك ستة عروض، وهذا حدث اليوم، لكن ماذا عن العام الماضي عندما قدم عرضا واحدا بقيمة 500 مليون دولار للتعاقد مع شركة واحدة وبالتراضي، لو عرضه آنذاك لما كنا وصلنا اليوم الى ستة عروض، واوضح ان كلام باسيل عما يعرقل اعماله، وهو يقصد من يريدون منه الالتزام بالقوانين والاعراف في تنفيذ المشاريع، فهذا الكلام حفلة ضحك على الناس باختصار شديد تحت عنوان «اما تفعلون ما اريد او العتمة وسقوط الحكومة».

التحقيق بفضيحة المازوت الأحمر

وسط هذه الاجواء، تحرك التحقيق في ملف فضيحة المازوت الاحمر عبر ايفاد مدققين من ديوان المحاسبة الى محطة دير عمار في الشمال للاطلاع على الايصالات والمستندات ومعرفة كيفية بيع مادة المازوت ولماذا بيعت في آخر يوم من شهر الدعم، وذلك من اجل المحاسبة كما قال رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان.

 وبعد ان تبين ان الكمية المبيعة في هذه الليلة تجاوزت الثمانية ملايين ليتر، اوضح رمضان انه طوال شهر الدعم لم يتم بيع سوى مليوني ليتر، واضاف القاضي رمضان: اين بيع المازوت؟ الله اعلم.

وقد أبلغ القاضي رمضان في حديث لـ «صوت لبنان» أمس أن المؤشرات تدل على ضلوع 60 شركة توزيع محروقات في الفضيحة وأضاف إذا ظهر في التحقيق أن هذه الشركات لم تكن مستفيدة من كميات كبيرة من المازوت المدعوم واستفادت في شهر الدعم فهذا يؤكد تورطها في الفضيحة».

بدوره، طلب وزير الاقتصاد نقولا نحاس من المدير العام للمنشآت النفطية تزويده بالمزيد من المعلومات حول التصرف بمادة المازوت على اعتبار ان المعلومات التي وردتنا منه اما ناقصة واما غير واضحة، متوقعا صدور قرار مصلحة حماية المستهلك في هذا الشأن في غضون 15 يوما.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب احالة هذا الموضوع على التفتيش المركزي ايضا.

وازاء كل هذه السجالات ووفق مصادر مراقبة، فإن العماد ميشال عون يتجه نحو رفع منسوب تصعيده السياسي باتجاه بعبدا والسراي الحكومي بتغطية من حليفه حزب الله، متوقعة ان يبلغ الخلاف بين عون والرئيس نجيب ميقاتي الذروة في المرحلة المقبلة على خلفية ملفات تتصل بالتعيينات وتجديد بروتوكول المحكمة الدولية، اضافة الى الكهرباء ورفض رئيس الحكومة اي مقايضات بشأنها.

المصادر لفتت الى ان هذا المسار يرتبط ايضا بأزمة قوى 8 آذار الناتجة عن شعورها بتسارع التطورات على خط الازمة السورية واتساع وتيرة الضغوط العربية والدولية، وهذا ما يجعلها في سباق مع الوقت من اجل الامساك بكل المفاصل السياسية والامنية والعسكرية للدولة اللبنانية في محاولة لتعويض انهيار النظام السوري وخوفا من ان تؤدي التحولات الجدية الى انهيار مشروعها وانكفائها الى داخل مربعاتها الطائفية.وتضيف المصادر ان التيار الوطني الحر الذي يضعه حزب الله باستمرار في الواجهة السياسية تلافيا لحساسيات سنية ـ شيعية يدفع دائما من رصيده المتراجع وصدقيته المتهالكة، ورأت ان عون في ضوء ذلك تحول الى المكون الاضعف داخل الحكومة لأن رضوخه للاولويات السورية المتمثلة باستمرار الحكومة يحرمه من تحقيق اي مكسب عملي او معنوي يعوض عبره خسائره حيال بيئته، خصوصا ان اي تنازل من قبل ميقاتي لمصلحة عون سيرتد عليه داخل بيئته وفي علاقته برئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، وهذا ما يجعله في غير هذا الوارد في ظل تفلته من اي ضغوط تحت عنوان ان من يهدد بالاستقالة في حال رفض التمويل لن يتوانى في التهديد بهذه الاستقالة في حال الاصرار على جعله رهينة لدى حزب الله ـ عون.

وترى المصادر ان الجنرال بات اليوم امام مأزق مثلث الاضلاع، فشل خياراته الاقليمية بالرهان على محور يسير باتجاه التفكك وصولا الى الزوال بعد انهيار النظام السوري والحصار المفروض على النظام الايراني، ومن ثم العزلة العربية والدولية التي يعيشها نتيجة خياراته، فضلا عن عجز حزب الله عن الوفاء بالتزاماته حياله لناحية التعويض له حكوميا واداريا وخدماتيا، مقابل الغطاء المسيحي الذي يوفره عون للحزب، وذلك نتيجة الظروف الموضوعية التي جعلت الحزب بحاجة الى ارضاء ميقاتي من اجل استمراره في الحكومة التي تشكل حاجة سورية في اللحظة السياسية الراهنة، كما استفاد رئيس الحكومة من هذا العمل، والحاجة لتوسيع هامش دوره الحكومي.

المصادر استبعدت حيال هذا المنحى حدوث تبدلات مهمة او تغييرات جذرية ملموسة في المشهد السياسي العام او في موازين القوى القائمة حاليا قبل جلاء الصورة نهائيا عن المشهد السائد على الساحة السورية ومعرفة نتائجها السياسية. 

السابق
موقف عون السياسي النافر.. ارباك للحلفاء وعاصفة على الخصوم
التالي
الرهانات الخاطئة وروسيا الثابتة