أحمد الأسعد ينتقد تغييب اسم والده عن مشروع الليطاني

اعتبر المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، ان بعثة المراقبين العرب في سوريا "تحولت الى بعثة شهود زور على حمام الدم"، داعيا الى "إلغاء البعثة والضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن وتحديدا روسيا، لاتخاذ الاجراءات المناسبة من اجل ازالة هذا الكابوس عن الشعب السوري وحمايته من غطرسة نظامه".

وشدد على ان "الرئيس الراحل كامل الاسعد هو الاب الروحي لمشروع الليطاني، وان الميليشيات المعروفة، هي التي ساهمت في تأخير المشروع 40 عاماً وفي فرملة مسيرة النمو والإزدهار".
وقال الاسعد في مؤتمر صحافي عقده امس: "في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، لا بد لي أن أبدأ بموضوع الازمة السورية التي سوف تقارب سنتها الأولى، ودور الجامعة العربية في حل هذه الأزمة وما صدر عنها أخيراً من قرارات". ورأى ان "بعثة المراقبين العرب لم تكن بعثة محترفة على الاطلاق. وبالتالي، تحوّلت هذه البعثة الى بعثة شهود زور على حمام الدم ومسلسل القمع بعد اصرار النظام السوري على تمسكه بالسلطة وعلى نظرية المؤامرة الخارجية".اضاف: "لعل الطرح العربي، الذي صدر أخيرا لحل الازمة السورية لم يكن مثاليا، إلا أنه لم يكن من المتوقع التوصل الى طرح افضل في ظل مصالح بعض الانظمة العربية والتركيبة الهشة لجامعة الدول العربية". وأوضح أنه "بعدما رفض النظام السوري هذا الحل، معتبراً أن هذا القرار تدخل سافر في شؤون سوريا، اصبح واضحا ان هذا النظام لا يمكن ان يتعاطى بإيجابية مع اي طرح يبعده عن احتكاره للسلطة، أكان هذا الطرح من الجامعة العربية او غيرها". وطالب الجامعة العربية بـ "الغاء بعثة المراقبين العرب الى سوريا والضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن وتحديدا روسيا، لاتخاذ الاجراءات المناسبة من اجل ازالة هذا الكابوس عن الشعب السوري وحمايته من غطرسة نظامه"، معرباً عن اعتقاده ان "زيادة عدد المراقبين، او القيام بأي دور رمادي آخر، سيكون من باب الهرطقة وافساح المجال لمزيد من سفك الدماء".

وقال: "بعد 46 عاما على إقرار مشروع الليطاني في مجلس الوزراء، نرى انطلاقة هذا المشروع مجددا من دون ذكر اسم الرئيس الراحل كامل الاسعد ولو من قبيل الامانة التاريخية والاخلاقية. علما ان كامل الاسعد هو الاب الروحي لمشروع الليطاني، ومن رعاه ودفع اليه وعمل له. ولكن يا للأسف، لم يرَ هذا المشروع النور حينذاك ولم يتحول إلى حقيقة في تلك الحقبة بسبب الحرب الأهلية التي نشبت والتي دمرت الدولة اللبنانية".

ولفت الى أن "الجميع يعلم أن الميليشيات المعروفة، هي التي ساهمت في تأخير مشروع الليطاني 40 عاماً وفي فرملة مسيرة النمو والإزدهار الذي كان يشهدها لبنان، مشيراً الى أنه "خلال تولي المرحوم كامل الأسعد وزارة الموارد إلى جانب وزارة الصحة سنة 1966، ورغبة منه في تدعيم التنمية الريفية والإقتصاد الوطني ككل، تبنى مشروع الليطاني الذي لا يقتصر على الجنوب فحسب بل يصل إلى سهل الدامور ويشكل مصدراً مهماً للري وكذلك لتوليد الطاقة الكهربائية. وبالفعل، وبالرغم من مواجهة الكثير من العراقيل والصعاب آنذاك، لاسيما قضية المنسوب الذي كان يريده المرحوم كامل الأسعد الذي هو على مستوى 800 متر، بينما عارضه الكثيرون في ذلك الحين طالبين تنفيذه على مستوى 600 متر، الامر الذي لا يفي بالغرض المطلوب، صمم على ان يتابع عمله بسرية تامة في اطار حلقة ضيقة من الفنيين يجتمع بهم في مكتبه او منزله. وعندما أعد الخطط الفنية الكاملة، طرحها على مجلس الوزراء في عاليه حيث كان يُصيّف رئيس الجمهورية آنذاك شارل حلو".

ورأى ان "الأفضل أن يأتي المشروع متأخّراً من ألا يأتي أبداً. فهذا المشروع هو حاجة وسيأتي بإيجابيّات كثيرة على اللبنانيين في الجنوب"، مؤكدا انه "لا يكفي ان نطلق الشعارات ونقول ان هذا المشروع هو احدى طرق هزيمة اسرائيل، بل علينا أن نعرف كيف نحمي هذا المشروع. ولكي نحمي هذا المشروع ولا نتسبّب بدماره في المستقبل اذا قرر البعض خوض مغامرة جديدة مماثلة للعام 2006، فيجب أن يكون السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانيّة وحدها، دون غيرها!".
 

السابق
ليون: ليأخذ ملف التعينيات مساره الطبيعي
التالي
خريس: بالوحدة والعيش المشترك لا نتأثر بما يحيط بنا