ليفني هي الخاسرة الكبرى

إن شاؤول موفاز في الأيام العادية شخص مريح ومعتدل في كلامه. لكنه غير هذا الأسبوع نغمة صوته. فاهتاج في البداية صارخا «أنت كذاب كذاب» ببنيامين نتنياهو، وأمس (الأربعاء) رد بقوة شاذة على إعلان تسيبي ليفني بأن الانتخابات المبكرة في كديما ستجري في نهاية آذار. هل لغته اللاذعة هي تعبير عن ثقته بالنفس بأنه سيفوز برئاسة كديما أم أنها صدى لخوف داخلي من أن الأمر ليس كذلك؟ هذان التفسيران مقبولان في العقل وواحد منهما فقط صحيح وليس واضحا أيهما.
تلبثت ليفني كثيرا وتركت لموفاز أن يحشرها في الزاوية. لا تزال لها ميزة في الحزب وتشهد أكثر استطلاعات الرأي أيضا بأنها تستطيع ان تجند في الانتخابات للكنيست من المصوتين أكثر مما يستطيع موفاز، لكنه متيقظ ودافع ويحتل العناوين الصحفية كما فعل في فضيحة صغيرة مع نتنياهو ومساعديه. وليفني هي الخاسرة الكبرى من ثلاث سنين تقريبا في المعارضة. فقد خسرت جزءا كبيرا من قوة كديما حينما ردت بتقصير على احتجاج الخيام في روتشيلد. ولها في وضعها الصعب ميزة واحدة فقط هي انه ليس لها ما تخسره وأنها تستطيع ان تلقي في معركتها كل ما يبدو لها ناجعا من غير كوابح.

منذ ان نجحت في ان تجمع ممن هب ودب ناسا اجتمعوا في 2006 وفي 2009 في قائمتها للكنيست، والحزب في خيبة أمل. ولأنها لم تستطع ان تشكل حكومة؛ ولأنها لم تستطع الانضمام إلى ائتلاف نتنياهو؛ ولأنه بدا في هذا الوقت وهم تنبؤاتها السياسية التي هي أشد سوادا من السواد. لكن ليفني ليست هاوية. فهي ما زالت تملك ذخيرة كثيرة في مستودعات كديما، وقوة هجمات خصومها في الداخل قد تكون مثل عصا مرتدة. لا يهبون في أي حزب لمهاجمة القيادة المعروفة ما ظلت تطلب سلطة للاستمرار وسلطة للدفاع عن نفسها، لأن الصراعات الداخلية الشديدة هي بعد ذلك مادة خام للدعاية الانتخابية للأحزاب الخصم قُبيل فتح صناديق الاقتراع للكنيست.

صحيح ان ليفني وموفاز لم يتلطخا بوصمات العار التي صاحبت مؤسس كديما شارون في التحقيق معه الذي أوقف على أثر مرضه، وتلك المتعلقة بلوائح اتهام اهود اولمرت وتجريم ابراهام هيرشيزون. لكن كل من في كديما لا يستطيعون الابتعاد تقريبا عن التراث المسمم الذي يصحبه على طول طريقه. ان هذا الفصل لجيل مؤسسيه مع عدم وجود قاسم مشترك فكري هما السبب الرئيس لضعف أكبر كتلة حزبية في الكنيست.
ان ليفني تدرك هذا وهي تساعد نفسها بدعوتها المكررة ليئير لبيد ان ينضم اليها. ويمكن ان تساعدها استجابته (التي لن تُبذل في المستقبل القريب) في الانتخابات التمهيدية ايضا. لكن لا مفر لها سوى الخروج للطريق بنفسها وهي تستطيع ان تخدش برغم مظهرها النباتي السياسي. هذا إلى ان صورة الوضع في كديما ليست واضحة. هل سينافسها خصماها البارزان آفي ديختر ومئير شتريت؟ وهناك شيء ليس ملحوظا الآن في الساحة لكن له أهمية خاصة وهو: متى سيفتح أبو الهول الذي له تشجيع في صفوف كديما (والليكود)، أي تساحي هنغبي، فمه ليقول إلى أين يتجه؟  

السابق
إسرائيل أشبه بالسفينة الغارقة
التالي
مواطنو إسرائيل.. يتذمرون