النهار: التعيينات بعد الأجور وبكركي تتذمّر من تأخيرها

مع إقفال ملف الاجور، بعد انتظار استمر أربعة أشهر، وبعيدا من تداعيات التطورات السورية وتقرير بعثة المراقبين العرب الى جامعة الدول العربية، تقف الحكومة اليوم امام استحقاق محلي قديم – جديد هو ملف التعيينات الذي انتقل من الحكومات السابقة إلى طاولة مجلس الوزراء، ولعله سينتظر أربعة أشهر أخرى كي ينجز وتصل الامور الى خواتيمها. ذلك ان ما توافر لدى "النهار" امس من معطيات لا يبشر باختراق قريب، لان المشكلة لا تزال عالقة عند الاطراف المسيحيين، ولا تزال التباينات تحكم الاختلاف على آلية التعيينات، وتوزع الحصص داخل الطائفة المارونية.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أكد امس أمام وفد نقابة المحررين تمسكه بآلية التعيينات وان "لا جفاء" بينه وبين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، مشيدا بمساعي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
وأبلغ زوار بعبدا "النهار" ان سليمان متمسك، مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بآلية التعيينات في المراكز الادارية، اما المراكز الامنية والقضائية فلها معايير خاصة تقوم على روحية الآلية، اذ يضعها الوزير المختص انطلاقا من سني الخدمة والكفاية، وعلى الوزراء ان يقدموا أسماء لها، وهم لم يبادروا الى ذلك حتى الان". وجدد سليمان، استنادا الى زوراه، رفضه "سلة التعيينات او الدفعة الواحدة".

 تعيين هيئة النفط
وفيما أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تمسكه بالآلية التي وضعتها الحكومة "وفتح الطريق امام جميع الكفايات" وأيد سليمان في رفض سلة التعيينات، دعا عبر "النهار" الى إيلاء تعيين هيئة ادارة النفط الأولوية لتأتي مواكبة لإصدار المراسيم المطلوبة تسهيلا للقيام بأعمال التلزيم. وأيد التعجيل في التعيينات مجددا، وهذا ما كان أبلغه ميقاتي في لقائهما الاخير من ضرورة ادراجها في أول جدول أعمال الحكومة، "واذا لم تنجزه فهي تخسر من رصيدها، انتصارا تلو الآخر". ونفى ان يكون وراء اي عرقلة في موضوع التشكيلات الديبلوماسية.

قباني
وكشف رئيس مجلس الخدمة المدنية خالد قباني لـ"النهار" ان "ثمة ملفات صارت بين يدي رئيس الحكومة بعدما انتهت المقابلات التي اجرتها اللجنة المختصة ورشحت لكل مركز ثلاثة اسماء وفقا لمعايير ثابتة ومحددة سلفا. فيما لاتزال هناك ملفات قيد الاعداد في انتظار احالة نتائجها على رئاسة الحكومة". واكد التزام السرية الكاملة في هذا العمل.

العقدة المسيحية
ويبدو ان تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى لم يعد وحده العائق على الخط المسيحي والماروني الداخلي، اذ ان العقد المارونية التي تسعى بكركي الى تذليلها على خط بكركي – الرابية – بعبدا، لا تزال على حالها، وخصوصاً بعدما برزت ملامح اعتراضات من "تكتل التغيير والاصلاح" على مفهوم آلية التعيين. ذلك ان التكتل يرى ان يقدم كل وزير مرشحه لأي منصب، وليس ثلاثة مرشحين، واذا رفض مجلس الوزراء هذا المرشح، يقدم الوزير مرشحا بديلا.
اما بالنسبة الى مجلس القضاء الاعلى، فقد نقل زوار رئيس الجمهورية عن سليمان انه "لا يعرف القاضية اليس شبطيني شخصيا، لكنه يعرف انها الاقدم وصاحبة ملف نظيف. وأضاف: "اذا كان التباين او الاختلاف في وجهات النظر قائماً حول هذه العقدة فليتم السير بما يتفق عليه في مراكز اخرى". وأما التكتل فلا يزال منحازا الى القاضي طنوس مشلب، لكنه يطرح اشكالا مختلفا حول امرين: اولا انه يجب اختيار قاض لا تزال امامه مهلة زمنية كافية لتحقيق انجازاته، في حين لم تبق لشبطيني سوى سنة وبضعة اشهر. كذلك فان التكتل يفضل في ظل تولي احد اعضائه وزارة العدل ان يكون رئيس مجلس القضاء الاعلى قاضيا من التوجه نفسه من اجل التكامل في تحقيق الانجازات.
وقد اعد التكتل خريطة بالمواقع المسيحية الشاغرة في كل الوزارات، على كل المستويات الادارية، ماضياً في التواصل مع بكركي في هذا الاطار، على قاعدة ان البطريرك الماروني يتذمر، كما ينقل الوسطاء بينه وبين الرابية، من تأخير التعيينات المسيحية. وكان هذا الملف حاضرا في اللقاء المسائي الذي عقده الراعي أمس مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه وتخلله عشاء. وأفادت مصادر المجتمعين ان التعيينات كانت ضمن جولة الافق التي تناولت اللقاء الماروني وقانون الانتخاب. وجدد الراعي خلال اللقاء تمنياته ان تذلل العقبات سريعا لصدور التعيينات وخصوصاً الحصة المارونية فيها.

المحكمة الدولية
على صعيد آخر، دخلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على خط النقاش بعد كل الكلام الذي كان محوره الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن بروتوكول المحكمة وتمديد عملها. فقالت امس عبر موقعها على "تويتر" ردا على سؤال، أن الامين العام هو الذي يتخذ القرار النهائي في شأن تمديد مدة ولاية المحكمة بالتشاور مع لبنان ومجلس الامن. واوضحت ان المشاورات مع لبنان ومجلس الامن تتناول مدة التمديد وليس ما اذا كان التمديد يحصل ام لا.

جنبلاط
واسترعى الانتباه امس اللقاء الذي عقده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة. وفي حديث الى قناة "الجزيرة" الفضائية أكد جنبلاط ان "العنف في سوريا لا يولد إلا العنف"، محذراً من "دخول سوريا في حرب أهلية". ودعا ايران وروسيا الى اتخاذ مبادرة "لانقاذ البلاد". وقال ان "ما يهمه هو سوريا وليس النظام".  

السابق
هل كنا سنسمع بنائب اسمه خالد الضاهر؟
التالي
السفير: داتا البصمات: إلغـاء العقـد أم مشـروع اشـتباك حكـومي؟