البناء: التعيينات والموازنة على نار حامية بعد تجاوز استحقاق الأجور

قبل 48 ساعة من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث الملف السوري في ضوء تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب، بدا واضحاً أن الوزراء العرب سيطلبون تمديد عمل المراقبين لفترة جديدة تمتد حتى 19 من الشهر المقبل، في وقت كان للموقف الروسي الحاسم من الوضع في سورية واعتباره أن سورية خط أحمر وأنه لن يسمح بتمرير أي موقف في مجلس الأمن يجيز التدخل الخارجي ارتياح كبير لدى كل الحريصين على رفض التدخل الغربي في شؤون المنطقة العربية عموماً وسورية خصوصاً.
وأمس أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفد المبادرة الشعبية العربية المناهضة للتدخل الأجنبي في سورية ودعم الإصلاح والحوار «إن الشعب السوري متمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، ومدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه وهو قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سورية القوية العزيزة»، موضحاً أن دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سورية وإيمانها بالمستقبل.
من جهته، أكد الوفد وقوفه الكامل إلى جانب سورية لمواجهة مخطط تفتيت المنطقة.
أما في الشأن الداخلي، فقد استمرت ردود الفعل منها المؤيد ومنها المعترض على قرار الحكومة بتصحيح الأجور وفق اتفاق بعبدا بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، في وقت لوحظ فيه أن وزير العمل شربل نحاس لم يعلق على القرار الحكومي حول الأجور حتى أنه لم يرد على الشائعات التي تحدثت عن نيته بالاستقالة، بينما اعتبر الوزير جبران باسيل أن «هناك رابحين في مجلس الوزراء هما القانون والوزير نحاس».
إلا أنه بعد إقرار تصحيح الأجور للقطاع الخاص فإن باقي القطاعات النقابية تنتظر أن تسارع الحكومة إلى إنصافها، خاصة موظفي القطاع العام الذين لم تشملهم عملية تصحيح الأجور التي أقرت في جلسة مجلس الوزراء مساء أول من أمس، وبالتالي أن يصار إلى إنجاز مشروع قانون في هذا السياق.
التعيينات على نار حامية
وقد فتح إقرار ملف الأجور وحسمه والأجواء التوافقية التي سبقته الباب على مصراعيه للمباشرة في ملف آخر على قدر كبير من الأهمية والتأثير وهو ملف التعيينات الإدارية والدبلوماسية.
وعلمت «البناء» في هذا المجال أن مشاورات ومداولات بعيدة عن الأجواء جرت بين الرئاسات الثلاث والقيادات المعنية من أجل وضع هذا الملف على السكة وتسريع الخطوات الآيلة إلى البدء بإقرار دفعات التعيينات في جلسات مجلس الوزراء المقبلة.
وقالت المعلومات إنه وعلى عكس ما ورد في بعض الصحف فإن التشكيلات الدبلوماسية جاهزة وإن بحثاً قد حصل في الساعات الماضية من أجل تحريك هذا الموضوع بقوة لإقراره.
 وأضافت المعلومات أن هناك أشواطاً لا بأس بها سجلت على صعيد بعض الوزارات من أجل تكوين ملفات جاهزة تتعلق بتعيينات في الإدارات والمؤسسات العامة.
وفي هذا المجال، نقل عن الرئيس بري تأكيده على اعتماد الآلية الموجودة وعلى أهمية السير في التعيينات وإن كان على دفعات لأن البلد بحاجة لهذا الأمر، مشيراً إلى أن الأولويات كثيرة في هذا المجال ومنها تشكيل هيئة إدارة قطاع النفط.
وتوقعت مصادر مطلعة أن تبدأ الحركة الناشطة في هذا المجال اعتباراً من الأسبوع المقبل لا سيما وأن هناك تحضيرات ستجري لتنفيذ هذه الورشة في المرحلة المقبلة.
سليمان: التعيينات ستأخذ طريقها للتنفيذ
وأمس أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى أن التعيينات الإدارية ستأخذ طريقها إلى التنفيذ وفق الآلية المطروحة.
ورأى «أن الواجب يقضي بالعودة إلى العروبة والالتفاف حولها لأن فيها حماية لقضايانا الأساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية». وجدد سليمان أهمية الحوار بين اللبنانيين.
ومشروع الموازنة للبحث من جديد
كما ينتظر أن يأخذ موضوع اقرار موازنة العام الحالي حيزاً كبيراً من اهتمام الحكومة وأولوياتها، بعد تأخر إعداد هذا المشروع بسبب انشغالات الحكومة في ملفات واستحقاقات أخرى داهمة، ويتوقع أن تعقد الحكومة الأسبوع المقبل ثلاث جلسات، بينها اثنتان مخصصتان لاستكمال بحث الموازنة.
تل أبيب: حزب الله حصل على صواريخ بعيدة المدى
في سياق آخر، ادعت صحيفة «جيروزاليم بوست» «الإسرائيلية» أن ثمة «اعتقاداً لدى الجيش «الإسرائيلي» أن حزب الله حصل على مزيد من صواريخ أرض ـ أرض يصل مدى البعض منها إلى 300 كلم». وقالت: «إن الجيش «الإسرائيلي» بدّل تقديراته العملانية في ما يتعلق بالتهديد الذي يشكله لبنان، وهو يعمل حالياً بموجب فرضية تقول إن حزب الله حصل من سورية على منظومات صواريخ أرض ـ جو متطورة وبعيدة المدى».
ونقلت الصحيفة عن تقارير استخباراتية غربية قولها إن «حزب الله استفاد من الاضطرابات الحاصلة في سورية لحيازته على أنظمة أسلحة متطورة كصواريخ بعيدة المدى إضافة إلى منظومات دفاع جوي روسية الصنع».
بن حلي: الدابي سيقدم تقريراً حاسماً
وبالعودة إلى الوضع في سورية، وعشية اجتماع اللجنة العربية المعنية بالوضع السوري يوم غد في القاهرة الذي سيتبعه اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي إن رئيس فريق المراقبين العرب في سورية سيقدم «تقريراً حاسماً» عن مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف.
وقال: «إننا الآن في مرحلة مفصلية لأن تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن في سورية سيُقَدَّم بتاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول» الذي ينص على إرسال هؤلاء المراقبين.
وأضاف بن حلي أن «هذا التقرير سيكون حاسماً». وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري السبت في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب.
مهمة المراقبين مستمرة
من جهته، أعلن رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي أن «فرق البعثة ستواصل مهامها كالمعتاد في سورية». يذكر أن مهلة الشهر التي أعطيت للبعثة العربية انتهت أمس.
وكان وصل إلى القاهرة أمس وفد الأمانة العامة للجامعة العربية آتياً من دمشق من دون الفريق الدابي الذي أرجأ انتقاله إلى العاصمة المصرية إلى اليوم لإعداد تقريره النهائي حول نتائج عمل المراقبين.
وكانت فرق المراقبين العرب واصلت جولاتها أمس فزارت الوفود محافظة دمشق وحضرت عملية الإفراج عن دفعة جديدة من الموقوفين. كما زارت منطقة بانياس وطرطوس واللاذقية وحلب والسويداء.
رسالة من لافروف إلى زيباري
وبعد 24 ساعة من الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول سورية، بعث الأخير رسالة إلى نظيره العراقي هوشيار زيباري تتعلق بموقف حكومته من الوضع في سورية.
وأمس أكد سفير سورية في موسكو عماد مصطفى أن الدول الغربية راهنت وما زالت تراهن على سقوط النظام السوري، مؤكداً أن «سورية تراهن على قواها الذاتية وحلفائها في المنطقة لتصمد، مع الشكر لروسيا والصين والبرازيل وغيرها من الدول التي وقفت إلى جانب سورية».
تشرين تهاجم أمير قطر
في هذا السياق، واصلت دمشق عبر صحيفة «تشرين» حملتها على حاكم قطر وقالت الصحيفة أمس «إن هناك معلومات تقول إن أمير قطر سيركّز في المرحلة الحالية على دعم الإرهابيين في سورية، عبر تقديم المزيد من الأسلحة والأموال لهم».
واعتبرت الصحيفة أن «حمد استنفد كل ما عنده من وسائل التخريب في سورية، وكان آخرها مقولة إدخال قوات عربية إليها، لذلك فهو سيتفرغ لدعم الإرهابيين فيها، على أمل أن يتمكن من إفراغ ما في صدره من حقد وغل على سورية والسوريين الذين كشفوا حجمه الحقيقي، وثبتوه في قائمة التابعين الصغار، وقضوا على حلمه في دور عربي أو إقليمي».
وأسئلة حول لقاء جنبلاط مع خليفة!
وفي الشأن القطري، اجتمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمس مع أمير قطر حمد بن خليفة. وسألت مصادر متابعة عن خلفيات زيارة جنبلاط إلى قطر في هذا التوقيت، وعن المواضيع التي جرى بحثها مع حمد بن خليفة في ظل الدور التخريبي الذي يلعبه أمير قطر في سورية.
يذكر أن جنبلاط توجه إلى قطر على متن طائرة قطرية خاصة.
ملك الأردن: لا تغيير في سورية
إلى ذلك، قال ملك الأردن عبدالله الثاني إنه «لا يتوقع تغييراً قريباً للوضع في سورية»، معرباً عن «اعتقاده بأن الأحداث التي تشهدها سورية سوف تستمر لفترة أطول».
باريس لا ترى الحقيقة
ويكاد أيضاً لا يمر يوم إلا ويصدر موقف عن حكومة نيكولا ساركوزي في باريس التي لا عمل لديها تقوم به سوى إطلاق الأحقاد ضد سورية. وأمس دعا وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه إلى «تحويل التقرير المرتقب لبعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي كيفين روود في باريس، أن «مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية صعبة».
انقسامات جديدة داخل «المعارضة»
في هذا الوقت، تتعرض ما تسمى «المعارضة السورية» لمزيد من الانقسامات، على الرغم من الجهود الغربية المستمرة لتوحيدها. وأمس أعلنت أحزاب «المجلس الوطني الكردي» السوري تعليق عضويتها في أطر «المعارضة السورية» كافة.
إلى ذلك، أكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم أن الهيئة توافق على دخول قوات ردع عربية إلى سورية كما حدث من قبل في لبنان وأدى إلى توقف الحرب الأهلية.
من جهته، طالب ما يسمى مراقب «الإخوان المسلمين» في سورية محمد الشقفة الغرب «بحظر جوي وإقامة مناطق آمنة لمساعدة جماعته». كما طالب الجامعة العربية بأن «تضغط على مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات رادعة ضد سورية».
الوضع الأمني وأكاذيب الإعلام المشبوه
في الشأن الأمني، أفادت قناة المنار أن عنصراً من الأمن السوري أصيب بتفجير عبوة ناسفة وضعت في سيارته في حي التضامن قرب دمشق.
وفي المقابل، زعمت قناة «العربية» نقلاً عمن وصفتها «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «نائب رئيس الفرع الأمني في حماه ومساعده قتلا على يد المنشقين». كما ادّعت نقلاً عن الهيئة المزعومة أن 18 شخصاً قتلوا أمس، في حين تحدثت ما يسمى «لجان التنسيق المحلية» عن سقوط 24 قتيلاً أمس.
 

السابق
الانباء: عشاء ميقاتي ـ عون عند باسيل حل عقدة تصحيح الأجور وحملة للمعارضة والموالاة على رئيس الحكومة بسبب مون وعلي
التالي
نحّاس: سنفور وحيد بين شرشبيلات المال