الانباء: عشاء ميقاتي ـ عون عند باسيل حل عقدة تصحيح الأجور وحملة للمعارضة والموالاة على رئيس الحكومة بسبب مون وعلي

هاجم النائب اللبناني خالد الضاهر عضو كتلة المستقبل السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم بسبب تصريحه الاخير بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والذي حثه على ان يكون اكثر حزما في ضبط الحدود وعدم السماح لجهات دولية باستغلال لبنان. وقال الضاهر: في مجلس النواب لو كان لبنان معافى ويملك قراره السياسي لطرد السفير السوري امام جرائم قتل المواطنين اللبنانيين في وادي خالد وعرسال. في المقابل، يتعرض رئيس الحكومة لحملات من الاكثرية الموالية لدمشق بسبب سكوته على تصريحات بان كي مون في السراي الكبير والتي اعتبر فيها ان النظام السوري آيل للسقوط.

من جهته، يقول وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي ان ميقاتي يحمي نفسه بالموفد الدولي تيري رود لارسن وبوزير خارجية فرنسا آلان جوبيه وبمساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان.

ويتقدم وهاب الحاملين على ميقاتي الذي رفض اثناء تشكيل الحكومة ضم من وصفهم بـ «الاستفزازيين» وبينهم وئام وهاب. ولا شك ان ثمة امتعاضا سوريا رسميا من التصريحات الصادرة عن الدوليين في لبنان وهو ما نقله السفير علي الى ميقاتي اول من امس. كما تعمد القيام بجولات على السياسيين القريبين من سورية او المستقلين لطمأنتهم الى سلامة الوضع.

وتستبق الحملة على ميقاتي زيارته المقررة الى باريس مطلع فبراير المقبل حسبما اكد السفير الفرنسي الذي لم يتحدث عن موعد محدد بسبب الانشغال بجدول مواعيد الرئيس ساركوزي ورئيسة الحكومة الفرنسية. لكن السفير الفرنسي اشار الى الانشغال بتحضير ملف المحادثات، وذكرت وسائل اعلام لبنانية ان في نية الرئيس الفرنسي زيارة لبنان لتفقد قوات بلاده في الجنوب.

في هذه الاثناء، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان الواجب يقضي بالعودة الى العروبة والالتفاف حولها لأن فيها حماية لقضايانا الاساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

واشار خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين في القرص الجمهوري في بعبدا امس الى ان ديموقراطيتنا التي علينا ان نحسن تطبيقها حمتنا حتى الآن من تداعيات ما هو حاصل حولنا في المنطقة.

بدوره، اعتبر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان حكومة ميقاتي هي حكومة الغرائب، مستدلا بملف تصحيح الاجور، مستهجنا ان يشكو احد الوزراء وهو جبران باسيل من عدم الاستجابة لطلباته. وسأل جعجع باسيل عما يفعله في الحكومة اذا لم تلب مصالحه، ودعا الحكومة للاستقالة من العماد ميشال عون.
 وقال جعجع لصحيفة «السفير» ان من مصلحة حزب الله اعادة التموضع داخليا انسجاما مع المعطيات المستجدة، وقال: لو كنت مكان حزب الله في هذه الظروف لاتخذت خطوة شجاعة، ولئن بدت صعبة، لكنها ضرورية، وهي التفاوض الجدي والمباشر مع القوى الاساسية في البلد بعيدا عن فولكلور طاولة الحوار وصولا الى تسوية حول السلاح. ويبدو ان مصارحة متبادلة تخللت العشاء السياسي الذي اقامه الوزير جبران باسيل للرئيس نجيب ميقاتي وللعماد ميشال عون في دارته. والى جانب ولادة تصحيح الاجور تمخض العشاء عن اقرار الحكومة مبلغ 10 ملايين دولار هي قيمة مشاريع صرف صحي لمنطقة البترون، طالب بها باسيل منذ اشهر، وقد حركها رئيس الحكومة.

وقد اقر مجلس الوزراء تصحيح الاجور على حد ادنى رفع الى 675 ليرة لبنانية عدا بدلات النقل والمنح التعليمية، واعلن الاتحاد العمالي وارباب العمل ان هذا الموضوع اقفل وصار وراءنا.

كما تم في العشاء الذي تناوله ميقاتي مع رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد عون في منزل صهر الاخير الوزير جبران باسيل، التفاهم على ان يتوقف وزير العمل عضو التكتل العوني عن طرح الافكار غير القابلة للتطبيق، وان يتجاوب مع مشروع الاتحاد العمالي وارباب العمل مع بعض التعديلات، وقد تقبله الوزير نحاس، لكنه رفض توقيع المرسوم غير الواثق من قانونيته مفسحا المجال للوزير بالوكالة.

وفي نهاية الجلسة الوزارية، توجه الرئيس ميقاتي الى الوزير شربل نحاس بالقول: نحن متفاهمون معك ومشينا بالجزء الاكبر من الصيغة القانونية التي وضعتها، ولا نية للانتقاص من دورك، وننتظر منك تسريع اعداد مشروع القانون لبدل النقل ونحن نريد الآن فتح صفحة جديدة. بدوره، قال وزير حزب الله محمد فنيش ان موقف وزراء الحزب كان منسجما مع موقف الوزير نحاس، لافتا الى ان صيغة قوننة الاتفاق الرضائي كما اعدها نحاس افضت الى تصحيح مسار كامل، مشيرا الى استعادة لجنة مؤشر الاسعار دورها.

في هذه الاثناء، قررت مجموعة من نواب 14 آذار التحرك قريبا للمطالبة باستجواب الوزيرين جبران باسيل ونقولا صحناوي حول الوضع المتردي في وزارتيهما، بالاضافة الى امكان تحرك فعلي نحو الوزارتين ووضع حد للتسيب السائد في قطاعين خدماتيين بامتياز هما الكهرباء والاتصالات.

من جهة اخرى، كان الوضع الامني على الحدود والمعابر مدار بحث بين الرئيس سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي قال ان التدابير الامنية المتخذة على الحدود هي لحماية السكان وضبط اعمال التهريب والتسلل غير الشرعي بالاتجاهين. 

السابق
الحياة: مصدر أميركي اتخاذنا مسافة من أزمة سورية مفتاح لمنع انعكاسها على لبنان
التالي
البناء: التعيينات والموازنة على نار حامية بعد تجاوز استحقاق الأجور