الانباء: بان كي مون يدعو لحسم مسألة سلاح حزب الله داخلياً وبري يطرح معه ترسيم الحدود البحرية للبنان

بان كي مون في بيروت، ومعه تيري رود لارسن ممثله غير المحبوب من بعض الاطراف اللبنانية والسورية، اصل الزيارة افتتاح مؤتمر اقليمي حول الديموقراطية في العالم العربي وفروعها كثيرة، من المحكمة الدولية الى الحدود اللبنانية ـ السورية واللبنانية البحرية الى قرارات مجلس الامن ما نفذ منها جزئيا او لم ينفذ.

الى جانب كي مون، يشارك في المؤتمر وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو الذي تشمل زيارته لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، فضلا عن تفقد كتيبة بلاده في القوات الدولية العاملة في الجنوب والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.وشدد مون في حديث الى صحيفة «النهار» أمس على ضرورة التوصل الى «خطوات ملموسة» تؤدي الى احتكار الدولة اللبنانية للسلاح على ارضها، في اشارة الى سلاح حزب الله الذي ينقسم حوله اللبنانيون.وقال «ما من دولة يمكنها ان تعمل بنجاح دون احتكار الاستخدام المشروع للقوة»، مضيفا ان «مسألة الأسلحة الخارجة عن سلطة الدولة تقع في صميم القرارين (الدوليين) 1701 و1559، ونتوقع التعامل معها». ورأى ان الموضوع «يجب ان يحل من خلال آلية لبنانية داخلية»، مشيرا الى انه يتوقع استئناف الحوار الوطني حوله و«احراز تقدم في تطوير وتنفيذ استراتيجية دفاع وطني تتعامل مع موضوع الأسلحة الخارجة عن سلطة الدولة».

من جانب آخر، دعا مون إلى موقف دولي موحد من الأزمة في سورية، مشيرا الى انه طلب من الرئيس السوري بشار الأسد «تكرارا وقف القتل» في بلاده، لكنه «لم يف بوعوده».وقال ردا على سؤال حول الأزمة السورية، «من المهم للمجتمع الدولي ان يتحدث بصوت واحد حيال هذه الأزمة. آمل في أن يكون ذلك ممكنا قريبا».واضاف انه طلب من الأسد «تكرارا ان يوقف أعمال القتل في البلاد وان يصغي الى شعبه. قطع وعودا بيد انه لم يف بها حتى الآن».وتابع «بالنسبة الى مجلس الأمن، اعتقد ان عليه ان ينظر في ذلك جديا وان يجد سبيلا للتحدث بطريقة موحدة».
 واستبقت قناة «الجديد» التلفزيونية وصول اوغلو بالحديث عن وجود 650 عنصرا من الجيش السوري الحر في شمال لبنان تحتضنهم تركيا عسكريا وماليا، الى جانب عناصر استخباراتية بريطانية وفرنسية للتدريب، لكن ما من مصدر لبناني رسمي تحدث عن مثل هذا الامر.

وفي موضوع المحكمة الدولية، استبقت صحيفة «الاخبار» وصول مون بتمرير خبر ينقل عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قوله للرئيس نجيب ميقاتي في آخر لقاء بينهما: غدرت بنا في موضوع تمويل المحكمة، والحزب لن يكون وحده منزعجا من التجديد للمحكمة بل رئيس الحكومة ايضا.

بدورها، قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله الذي لم يرحب بالزائر الاممي عما اذا كان سيقنع اسرائيل برد القسم الشمالي من بلدة الغجر الى لبنان او ان يقطع وعودا بإدانة عاجلة لها على خرقها المتواصل للسيادة اللبنانية.

لكن «المنار» اعتبرت ان اولوية بان كي مون ومعه تيري رود لارسن هي التصويب على الشأن السوري من بوابة الاشكاليات الحدودية، وانه لن يفوتها استحضار ملف المحكمة الدولية المخبأ.غير ان مصادر حكومية اوضحت لـ «الأنباء» انه ليس من بروتوكول موقع مع المحكمة انما مجموعة اتفاقيات لا يتطلب تجديدها اي موافقة لا من مجلس الوزراء ولا من مجلس النواب، وان وزير العدل مكلف بالتنسيق مع بان كي مون من جهة ومع حزب الله من جهة اخرى لتسجيل ملاحظاته وتحفظاته.

بان كي مون وصل الى بيروت عصرا وبدأ لقاءاته في قصر بعبدا الرئاسي ومن ثم يجول على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعقد مؤتمرا صحافيا في فندق فينيسيا عند السابعة ثم عاد الى القصر الجمهوري حيث اقام الرئيس سليمان مأدبة عشاء تكريما له.

ويتوجه مون الى الجنوب اليوم للقاء قيادات اليونيفيل ويشارك غدا في مؤتمر «الاسكوا» حول الديموقراطية والاصلاح في العالم العربي.وخلال ذلك سيلتقي مون وفدا من 14 آذار اليوم وسيكون تطبيق المقررات الدولية محور الحديث مع المسؤول الدولي.

في المقابل، بادرت الاحزاب والشخصيات في قوى 8 آذار الى الاعتصام امام مقر الاسكوا عصر امس في الوقت الذي كانت فيه طائرة الامين العام قد حطت في مطار رفيق الحريري الدولي.

اما الرئيس سعد الحريري فقد اكد عبر موقع تويتر ان المحكمة الدولية تقوم بعملها بغض النظر عما يحصل في المنطقة.

النائب انطوان زهرة عضو كتلة القوات اللبنانية رأى من جهته ان زيارة بان كي مون تتمحور حول تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وعلى رأسها القرار 1701 الذي يتعرض للخروقات وايضا بسبب اقتراب موعد تجديد بروتوكول المحكمة الدولية.

من ناحيته، قال النائب بطرس حرب عضو قوى 14 آذار ان بان كي مون آت الى المنطقة التي تغلي بالتطورات، ومن الطبيعي ان يكون لبنان جزءا اساسيا من الزيارة، خاصة ان لديه قرارا دوليا رقم 1701 قيد التطبيق، وهناك اعتداءات تحصل على القوات الدولية من حين لآخر وهناك تساؤلات دولية حول ذلك.

ورأى حرب ان على السلطات اللبنانية ان تؤكد وبصوت واحد الالتزام بالمقررات الدولية وفي موضوع المحكمة سيستشير مون الحكومة في موضوع التجديد للمحكمة بالتشاور مع مجلس الامن، ويجب ان يسمع من اللبنانيين وبصوت واحد موقف واحد بدعم متابعة المحكمة. المستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب د.علي حمدان قال ان السبب الرئيسي لزيارة مون هو لافتتاح مؤتمر الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية في العالم العربي الذي تنظمه الاسكوا في بيروت يوم غد بمشاركة شخصيات عربية ودولية.

والى جانب هذا المؤتمر الاقليمي، سنتحدث في الامور اللبنانية، وعن الاجندة اللبنانية تجاه الامم المتحدة، فلدى لبنان مسألة مركزية اساسية تتعلق بالحدود البحرية والثروة النفطية في اعماق البحر التي يحاول العدو الاسرائيلي ان يجعل منها مزارع شبعا اخرى.وثمة مسألة اخرى لا تقل اهمية وهي ان لبنان موعود منذ العام 2006، ومنذ وصول القوات الدولية الى الجنوب بتحويل الوضع من وقف العمليات الحربية الى وقف اطلاق النار على الحدود وهو ما كان يفترض اقراره في غضون اسبوع من تاريخه، وحتى الآن لم تتوقف الخروقات الاسرائيلية في البحر والجو ولا حصل الانسحاب من الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا.

وعن تفاؤل بان كي مون بتجديد بروتوكول المحكمة الدولية، قال: لقد سبق للرئيسين سليمان وميقاتي ان شاركا باجتماعات مجلس الامن الدولي، وهذا الموضوع اثير وكان هناك رأي للرئيس ميقاتي، والآن هناك اكثر من رأي يقول ان للبنان رأيا استشاريا في هذا المجال، ولا اريد استباق الامور. 

السابق
الانتفاضات والنموذج اللبناني
التالي
بان: سلاح حزب الله يقلقني وقرار التمديد للمحكمة يعود لي