مرض الرعام في لبنان: والضحية الاولى طالب جامعي

يبدو ان ملف مرض الرعام الذي كشف عن وجوده في لبنان، لم ينته فصولاً، بالرغم من مرور اكثر من عشرة اشهر، والمخاوف التي تحدث عنها الاختصاصيون في مجال الطب من امكانية انتقال المرض إلى الإنسان، اصبحت قائمة مع سقوط اول ضحية بمرض «الرعام» في لبنان بحسب التشخيصات الاولية، التي ستؤكدها التحاليل النهائية المرسلة إلى فرنسا.
وهذه المخاوف اشار اليها وزير الزراعة حسين الحاج حسن في مؤتمره الصحفي يوم اشار إلى هذه الامكانية وحمد الله انها لم تحصل لتاريخه.

وفي التفاصيل التي حصلنا من فعاليات بلدة الشبانية ان الشاب يونس طوني مونس من ابناء البلدة ويقيم في مار تقلا البالغ من العمر 22 عاما وهو طالب في اختصاص الطب البيطري في كلية الزراعة في الفنار، قد قضى بعد تشريحه احد الخيول، حيث اصيب بعدها بانهيار تدريجي وسريع في جسده، نقل اثرها إلى المستشفى عشية عيد الميلاد وتوفي بعد سبعة ايام، وان التشخيصات الاولية تشير إلى ان الفيروس المسبب للوفاة هو من الحصان الذي تمّ تشريحه والمرجح ان يكون مرض الرعام. ويتكون العوارض المسببة متطابقة مع هذا المرض وخصوصا مشاكل التنفس التي واجهها الشاب.

{ وفي اتصالات اجريناها مع رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس أكد ان الشاب توفي بالفعل، وهو طالب في كلية الزراعة، وان تفاصيل مرضه المفاجئ لم يطلع عليها، وان الروايات عن اسباب الوفاة ملتبسة، وهناك شكوك وتشخيصات اولية بانتظار التقارير الطبية النهائية، داعياً ان يلهم الله اهله الصبر.
{ وفي اتصال مع ابن عمه عبدو مونس، اوضح ان الموت المفاجئ والسريع للفقيد طرح علامات استفهام حول طبيعة المرض، مؤكداً انه كان وبشكل يومي يزور «مستشفى مار يوسف» للاطمئنان عليه، وصادف وجود احد اطباء العائلة من ابناء العم في زيارة إلى لبنان، وقد واكب فترة العلاج وانه في المراحل الاخيرة وجه الفقيد مشاكل في التنفس اضطر معها الاطباء إلى وضع خرطوم الاوكسجين مباشرة في الرئتين، وانه عانى اندثار بلاكات الدم بشكل متسارع.
                                                                                                                                                                                                     

واضاف: ان العائلة وبسبب غياب التشخيص النهائي للفيروس المتنقل عبر الحصان المشّرح، واحتمال ان يكون «الرعام» فقد ارسلت عينات الدم إلى فرنسا، بانتظار النتائج النهائية.
وختم حديث: إن الشكوك اذا صحت حول ان سبب الوفاة هو «الرعام»، فهي كارثة كون المرض خطير وينتقل إلى الانسان عبر ملوثات الاحصنة المصابة، داعياً الجهات المعنية للتدخل وكشف اسباب الوفاة.
 فاعليات بلدة الشبانية، الذين صعقوا الموت الشاب ابن بلدتهم وخصوصاً الكبار منهم، اكدوا ان عوارض الوفاة هي عوارض مرض الرعام، وهم خبروه قديماً مع خيولهم وبغالهم، والمرض موجود في لبنان قديماً، واستخدم سلاحاً بيولوجيا في الحروب للقضاء على الخيليات والبشر.

محاولات ادخال خيول إلى الميدان
وفي جديد الملف أيضاً المخاوف التي يبديها «مربو الخيول» الذين اكدت مصادرهم لـ «اللواء» عن محاولات حثيثة لإدخال خيول جديدة إلى ميدان سباق بيروت، تعتمد فيه معايير المحسوبيات وتسهيل امور المقربين من إدارة الميدان، وتغيب عنه المعايير الطبية والمهنية، وتعتمد صيغة المجازفة مجدداً بانتشار المرض عبر ادخال خيول مشكوك بصحتها عبر تزوير عينّات الدم، وعدم خضوعها للفحص الطبي، وغياب «الميكروشفت» وهي القطعة المعدنية التي توضع في رقبة الحصان تحت الجلد.
وتمنت اوساط المربين على وزير الزراعة حسين الحاج حسن التشدد في منع هذه المحاولات، خصوصاً بعد ابلاغ الوزارة عن فرس مصابة بالمرض تدعى «ياسمين» في احدى مزارع طنبوريت، وغياب تقرير الوزارة بشأن اعدامها لطمأنة المعنين وايضاً عن موت الحصان «هدف» في اسطبلات شاتيلا.

وذكرت اوساط المربين ان «مرض الرعام» خطير، وفرضية انتقاله الى الانسان قاذمة ومثبتة علمياً وطبياً، والسؤال الموجه الى وزير الزراعة ومحافظ بيروت ومجلس بلدية بيروت من يضمن صحة آلاف البيروتيين الذين يعيشون في محيط ميدان «سباق الخيل» في مناطق: بدارو، الطيونة، الحرج، وشاتيلا، فيما لو تمّ إدخال امهار مريضة من المناطق اللبنانية قبل القضاء الكلي على المرض، وقبل صدور التقرير الرسمي اللبناني والدولي عن خلو لبنان من «مرض الرعام».
ولعل ابلغ مثال عن هذه المخاوف وفاة سعد سويدان بالمرض وهو صاحب المزرعة التي قدمت منها الخيول المهربة من سوريا.

وختمت المصادر: ان ادخال الخيول لا يكون الى الميدان بالاستنسابية ولا بوضع «الفيتو» على المعارضين، ولا بالالتفاف على المربين الذين يسعون للقضاء على المرض لرفع لبنان عن الحظر الدولي ليتمكنوا من تصدير خيولهم، ومحاولة شرذمتهم، بل يكون بالالتزام بالقوانين المرعية الاجراء، وهنا لا بد من توضيح امر مهم، وهو ان اخبار المرض وتفاقمه او العكس ليست خفية على اوساط المربين، فمزارع الخيول في لبنان ليست مؤسسات مستقلة عن بعضها، بل تشكل تكاملاً وتواصلاً دائمين عبر تعاطيها مع بعضها بشكل يومي من خلال عمليات نزو الافراس واعادة الفحول وبيع وشراء وتبادل الامهار، وانطلاقاً من هذا الوضع فلا يصح ان يقال هذه المزرعة الفلانية، خالية من المرض وهذه المزرعة فيها خيول مريضة، بل الاصح ان نتذكر على الدوام القوانين المرعية الاجراء من لبنان وكذلك قانون الصحة العالمي، وتنفيذ الاجراءات المطلوبة لرفع لبنان عن الخطر، وعدم تمرير مصلحة خاصة يستفيد منها قلة في الميدان على حساب اغلبية على امتداد الوطن تعاني من الخسائر الجسيمة بسبب الالتفاف على القوانين المتعلقة بتنظيم دخول الخيول الى لبنان ومخالفة الانظمة وإدخال خيول مهربة سببت انتشار المرض،متمنية على وزير الزراعة والقيمين إفشال هذه المحاولات والاستمرار بتكثيف الفحوص ومحاصرة بؤر المرض وإجبار المخالفين على تطبيق القوانين.

وأكدت على ضرورة وضع آلية واضحة لمراقبة التهريب ومنعه كلياً من الدول المجاورة، والتي تعتبر محلية في الدول المجاورة ولا تحل جواز سفر بحجة خيول تستعمل للسباق او لنوادي تعليم ركوب الخيل اوغيرها من استعمالات هذه الخيول، مع الاشارة الى ان تكرار ظهور حالات المرض يسيء الى سمعة لبنان ويضر بشريحة كبيرة تعتمد في مواردها وعيشها على تربية الخيول التي تشكل ثروة للبنان في المجالات الاقتصادية والسياحية كون لبنان كان في مقدمة الدول المصدرة للخيول العربية الاصيلة. 

السابق
الاخبار: مشهد سوريالي في لجنة المـؤشّر الاتحاد ضد العمال
التالي
اللواء: كونيللي أبلغـت ميقاتي قلق واشنطن من انعكاس التطورات بسوريا على لبنان