البناء: الأسد يُفاجىء مسيرة حاشدة في ساحة اللأمويين : المؤامرة في مراحلها اللأخيرة

تركت الرؤية الشاملة التي كان قدمها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الى السوريين والرأي العام الخارجي الكثير من علامات الارتياح لدى الشعب السوري وكل القوى والدول الحريصة على استقرار سورية واستمرارها في الدور القومي الذي تمثله. وإن كانت واشنطن ومعها "مجلس اسطنبول" سعت الى التحريض ضدها وما تقوم به قيادتها من خطوات لاستكمال الإصلاح وإعادة الأمن الى الداخل السوري. بحيث لجأت المجموعات الإرهابية المسلحة الى توسيع دائرة القتل والاعتداء على المواطنين والقوى الأمنية لإحداث المزيد من الاضطراب والتخريب في الشارع السوري.
وجدد السوريون أمس، تأييدهم ودعمهم للسياسة التي ينتهجها الرئيس الأسد من خلال تجمع حشود من المواطنين في ساحة الأمويين الذين فاجأهم الرئيس الأسد بالانضمام اليهم، مؤكدا لهم أن المؤامرة في مرحلتها الأخيرة وقال: "أتيت الى هنا لكي نضع أيدينا مع بعض للسير الى الأمام الى سورية الكرامة، وسورية العزة، السير الى الأمام نقبض بيد على الإصلاح وبيد على الإرهاب لنقف في وجه التخريب وندعم التعريب".
عقدة ملف الأجور
على الصعيد الداخلي، وفي مقابل ذلك، استمرت الاتصالات والمشاورات قائمة على غير اتجاه وخط سعياً وراء الوصول الى اتفاق حول تصحيح الأجور بين وزارة العمل من جهة وكل من الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية من جهة اخرى، خصوصا ان هناك تبايناً بين وجهات نظر هذه الأطراف بما خص تصحيح الأجور.
لا نتائج لاجتماع لجنة المؤشر
ولهذه الغاية انعقد اجتماع لجنة المؤشر بعد ظهر امس في وزارة العمل بحضور الأطراف المعنية بما في ذلك هيئة التنسيق النقابية التي مثلها نقيب المعلمين نعمة محفوض.
وأكد وزير العمل شربل نحّاس بعد الاجتماع انه "لم يلق من قبل الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي تأييدا لكي يتحول انجاز صوغ الاتفاق بينهما الى مرسوم لتصحيح الاجور الى نتيجة ثابتة". اضاف: "امام هذا الوضع اتمنى على الفريقين ان يتشاورا مع مكوناتهما لحضور اجتماع غد (اليوم) لإعطاء الجواب النهائي حول قرارها من تصحيح الأجور". مشيرا الى ان هذا الجواب سيظهر اذا كان سيسمح ان يترجم الاتفاق بين الهيئات الاقتصادية و"العمالي" نحو صيغة قانونية يكون امرا جديا واذا اصرا على ان تغطي الحكومة بعض المؤسسات فلن نخالف القانون".
وكان سبق اجتماع لجنة المؤشر لقاء ايجابي بين الرئيس بري والنائب ابراهيم كنعان موفدا من العماد عون . وذكرت مصادر عليمة ان الاتصالات أفضت الى شبه توافق على انه لا مانع من السير باتفاق بعبدا بين الهيئات الاقتصادية و"العمالي" او باقتراح الوزير نحاس. في حال حصول أحدهما على موافقة جميع الأطراف. لكن المصادر لاحظت ان هذه الاجواء لم تنعكس على اجتماع لجنة المؤشر حيث بقيت المواقف متباعدة.
إلا أن المصادر، أكدت أن هناك توافقاً بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة على بت الموضوع في اقرب وقت ممكن. مشيرة الى ان الأمور يفترض ان تتبلور في الاجتماع الجديد للجنة المؤشر اليوم، بعد ان تكون الاتصالات قد افضت الى نضوج الموضوع والاتفاق على صيغة مقبولة من جميع الأطراف.

مجلس الشورى يوافق على مشروع نحّاس
وكان مجلس شورى الدولة، قد وافق في القرار الذي أصدره امس على مشروع مرسوم الأجور الذي كان رفعه اليه وزير العمل، والذي افيد انه يحدد مبلغ 800 الف ليرة الحد الأدنى للأجور.
وجاءت موافقة مجلس الشورى مشروطة بالأخذ بملاحظاته حول كيفية إعداد الحد الأدنى للأجور ومنها بشكل خاص الأخذ بنسبة غلاء المعيشة منذ العام 96 وحتى 2008.(راجع نص مذكرة شورى الدولة ص 15).
بري يدعو لحسم الأجور

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة له خلال لقاء الأربعاء النيابي على "ضرورة حسم قضية الرواتب والاجور خصوصا في ضوء اتفاق الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية وعدم الاستمرار في المراوحة لانه ينعكس سلبا على صدقية الحكومة وعلى المواطنين".
مشيرا الى ان "هناك سعياً حثيثا يجري في أجواء ايجابية لحسم هذا الملف في أقرب وقت".
الأسد يفاجئ المشاركين بمسيرة دمشق
وبالعودة الى الوضع في سورية، فقد فاجأ الرئيس الأسد المسيرة الحاشدة التي تجمعت في ساحة الأمويين وخاطبهم قائلا: "عندما علمت بنزولكم الى الشارع شعرت برغبة بمشاركتكم في هذا الحدث وأردت ان اكون معكم في قلب دمشق عاصمة المقاومة في قلب دمشق عاصمة التاريخ ولمن يقرأ التاريخ فليتعلم منها"، وأضاف: "أردت أن اكون معكم في دمشق عاصمة بلاد الشام التي ارادوا لها ان تكون ارضا يزرعونها بالدمار ولكن هيهات منهم ان يحققوا ذلك".
ولفت الرئيس الأسد إلى أن "سورية أرض مباركة أحبها الله ورسوله، وعندما قلت في يوم من الأيام إن سورية الله حاميها لم أكن أقصد أننا شعب الله المختار أو أن الله ميز الشعب السوري ولكن عندما يحب الله أرضاً يمنحها شعباً وفيا كهذا الشعب العظيم".

 وتابع: "أردت أن أكون معكم لأنني انتمي إلى هذا الشارع وعلى من يريد أن يخاطب الشارع أن ينزل إلى الشارع، قالوا لي إن الناس تريد أن تخاطبها عبر التلفاز وكنت أرفض لأنني أريد أن أخاطبكم مباشرة، وأردت أن أكون معكم لكي استمد القوة بوجه كل ما تواجهه سورية، وأنا لم أشعر بالخوف يوما بسبب دعمكم وأردت أن أكون معكم لأوجه الشكر لكم ولكل مواطن سوري خرج في كل ساحة وفي كل مدينة"، وأضاف "عندما وقفت على هذه المنصة كان رد الفعل الطبيعي أن أقول الله أكبر ما هذا الشعب الله أكبر ما هذا العنفوان وما هذه القوة وما هذا الصمود وما هذه الكرامة، وكل هذه الأشياء هي التي تعطي الروح لأي مسؤول".

وأضاف الرئيس الاسد "أتيت إلى هنا لكي نضع أيدينا مع بعض للسير إلى الأمام إلى سورية الكرامة وسورية العزة، نسير إلى الأمام نقبض بيد على الإصلاح وبيد على الإرهاب لنقف في وجه التغريب وندعم التعريب، ونؤكد على مؤسساتكم وفي مقدمتها مؤسسة الجيش التي يسقط شهداؤها في كل يوم من أجل أن ننعم بالأمن".

وختم الرئيس السوري بشار الأسد وقال: "الإنسان الوطني ليس بحاجة إلى نداء وهو يتحرك مباشرة للدفاع عن الوطن والمهم أن نمتلك الثقة بالمستقبل، وأنا أملك هذه الثقة، هم اليوم في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة ونحن سنجعل هذه المرحلة هي النهاية".
… ومسيرتان في درعا وحمص
كما سارت مسيرة حاشدة في درعا نادت بالوحدة الوطنية ورفض التدخل الخارجي ودعم مواقف الرئيس الأسد واخرى في مدينة حمص.
… وعمل إرهابي ضد مسيرة حمص
وخلال هذه المسيرة قامت مجموعة إرهابية مسلحة بمهاجمة المشاركين فيها ما ادى الى مقتل ثمانية أشخاص بينهم صحافي بلجيكي، كما أشار التلفزيون الفرنسي "القناة الثانية" الى مقتل مراسله جيل جاكيه في المدينة، كما أدى الهجوم الى اصابة 25 شخصا آخرين بجروح.
وقد شككت الخارجية البلجيكية في شكل اولي بمقتل صحافي بلجيكي في المدينة.
تعليق ارسال مراقبين!
وفي هذا السياق، قام وفود من المراقبين العرب امس بعدد من الزيارات الى بعض المدن السورية، فزار وفد منهم ساحة الامويين حيث كانت المسيرة الحاشدة، كما عاين وفد آخر مكان الانفجار الذي وقع يوم الجمعة الماضي في حي الميدان في دمشق والتقى وفد ثالث وزير الصحة السوري ومحافظ مدينة حلب.
ومساء امس اعلنت الجامعة العربية عن تعليق ارسال مزيد من المراقبين الى سورية إلا ان الجامعة عادت ونفت ذلك ليلا، مشيرة الى انها سترسل 40 مراقبا جديدا نهاية الاسبوع المقبل.
اتصال العربي بلافروف
وأمس، اتصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبحثا في الوضع في سورية ودور بعثة المراقبين العرب في تحقيق الاستقرار في هذا البلد.
وأكد لافروف حسب بيان للخارجة الروسية دعم بلاده لجهود بعثة المراقبين العرب، مشددا على ضرورة وقف العنف في سورية فورا.
ورأى لافروف "ضرورة أن تولي بعثة المراقبين جل اهتمامها ليس لكيفية تنفيذ السلطات السورية لالتزاماتها فحسب، بل وللأعمال التخريبية للمجموعات المسلحة أيضا، والتي "يجب أن تتنصل منها المعارضة من أجل تنظيم حوار وطني واسع وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية"، كما قال لافروف.
وفي الاطار ذاته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بعد لقائه السفير السوري في موسكو رياض حداد، ان بدء حوار شامل في سورية سيساعد على وقف العنف وتجنب التدخل الخارجي.
الخارجية الروسية ومشاورات مجلس الأمن
وفي هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية أنها "لا تعتبر أن المشاورات في مجلس الأمن الدولي حول إعداد قرار بشأن سورية دخلت إلى طريق مسدود"، مؤكدة أنها "ستستمر في الأيام القريبة".

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن "موقف روسيا وحلفاءها من مشروع القرار الخاص بسورية يختلف كثيرا عن موقف الغرب"، مضيفا أن "منهج موسكو يسعى إلى إنهاء العنف من أي مصدر، أما الدول الغربية فإنها تسعى فقط إلى إدانة النظام السوري وتعمل في حقيقة الأمر على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".

ورأى أن "إعداد مشروع قرار يرضي كل الأفرقاء أمر صعب، لكن وجود الرغبة في مواصلة المشاورات يدل على إمكانية إيجاد حل وسط واتخاذ قرار دولي مناسب"، مؤكدا أن "المرحلة المقبلة من عمل مجلس الأمن بشأن القضية السورية ستكون صعبة إلى حد كبير، لأن الجميع ينتظرون إصدار تقرير رسمي من قبل جامعة الدول العربية في 19 كانون الثاني الحالي".
الفايننشال تايمز: الأسد أكثر ثقة
إلى ذلك رأت «الفايننشال تايمز» البريطانية أن «نبرة التحدي هي أبرز ما ميز خطاب الرئيس الأسد»، مشيرة إلى «تهديد الرئيس السوري بمواجهة المعارضة «بيد من حديد ويسحق الإرهابيين».
كما لفتت في تقرير لها إلى «حالة الثقة بالنفس والاسترخاء التي بدا عليها الرئيس الأسد خلال إلقائه خطابه، وما ينطوي ذلك على رموز ودلالات واضحة».
وقال في خطابه، «بدا الأسد أكثر استرخاءً، وأكثر ثقة بالنفس، قياساً بالطريقة التي ظهر عليها في خطاباته السابقة منذ اندلاع الانتفاضة».
.. ألام اغنيس: لا يوجد معارضة بل مجموعات
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة فريق المركز الكاثوليكي للإعلام الأم أغنيس مريم الصليب أنه لا يوجد في سورية معارضة بل مجرمون يعملون في العتم وهناك كذبة كبيرة تحاك ضد سورية.
كذلك أدان رئيس الدائرة السياسية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب محمد ضرار سياسة «المعارضة السورية» مؤكداً أنها تسعى لإسقاط مفهوم الدولة وقال «هذه المعارضة ليس لديها منطق».
ومن جهته، حذر الرئيس التونسي منصف المرزوقي «من التدخل الأجنبي في سورية لأنه سيؤدي إلى فرقعة منطقة الشرق الأوسط» ملاحظاً أن المعارضة السورية تطيفت وتسلمت وتشرذمت».
حملة أميركية فرنسية قطرية
وفي هذا الوقت، رفعت واشنطن وحلفاؤها في الغرب ومعهم ما يسمى «مجلس اسطنبول» من الحملة ضد سورية حيث انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها وزير خارجية قطر حمد بن جاسم خطاب الرئيس الأسد «عن وجود مؤامرة خارجية على سورية». وقالت: «إن النظام السوري يدعي الإفراج عن مسجونين في الوقت الذي لا يزال يحتجز فيه الآلاف»
وأما بن جاسم فحاول التحريض ضد كل المراقبين العرب زاعماً أن المبادرة العربية لن تنجح حتى الآن «آملاً في نجاحها قريباً»!.
كذلك أبدت الخارجية التونسية انزعاجها مما تضمنه خطاب الرئيس الأسد، «داعية إلى ما زعمته «وضع حد للخطابات التي تحرّض على العنف»
…. وجماعة «مجلس اسطنبول»
وبدوره، رأى ما يسمى جماعة مجلس اسطنبول ما يسمى رئيس هيئة التنسيق السورية في المهجر هيثم مناع أن لا حوار مع النظام «زاعماً أن خطاب الرئيس الأسد» أعاد الأمور إلى المربع الأول».
ومن جانبه، طالب ما يسمى رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «بوجود دائم للمراقبين داخل المدن السورية.
ومن جهته، رأى مكتب المراقب العام «للإخوان المسلمين» في سورية فاروق طيفور أنه «ليس لدى الرئيس الأسد جديداً يقوله سوى عزل سورية»، في حين أدعى المراقب العام السابق «للأخوان» صدر الدين البيانوني أن خطاب الرئيس الأسد مكرر وبلا محتوى».
ومن جهة أخرى، قال رفعت الأسد ان استمرار الحكم أصبح أمراً غير ممكن» ويجب «التدخل عائلياً لإنقاذ سورية من الفتنة الطائفية، والحيلولة دون تدخل خارجي قدر الإمكان لكي نجنب سورية الدمار والخراب».
وأضاف رفعت الأسد أنه أوصل رسالة عبر عائلته إلى الرئيس السوري بضرورة "إعادة السلطة إلى الشعب»، لكنه لم يحصل على أي رد.
إرهاب المجموعات المسلحة
وأمّا على الصعيد الأمني، فبالإضافة إلى الجريمة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية ضد المسيرة الشعبية في حمص، فقد اقدمت مجموعات مسلحة أيضاً على إطلاق قذائف هاون على الأبنية السكنية في حي الزهراء في حمص ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، كما أقدم مسلحون على إطلاق النار بشكل عشوائي في شارع الحميدية في المدينة.
في المقابل، واصلت اقنية التحريض والكذب خاصة «الجزيرة» و«العربية» بث الأخبار الملفقة، فزعمت أن القوى الأمنية اقتحمت مدينة مورك في ريف حماه، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، بينما زعمت «العربية» أن 27 شخصاً قتلوا أمس برصاص الأمن.
 

السابق
خلافات
التالي
الحياة: شورى الدولة يستبق لجنة المؤشر ويقبل مشروع نحاس للأجور بشروط