جعجع: وضع “حزب الله” سيتبدل بعد النظام السوري

دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في دردشة مع الاعلاميين في معراب، الرئيس السوري بشار الأسد الى "إجراء استفتاء شعبي باشراف الأمم المتحدة حول بقائه أو عدمه في السلطة، وتوفير عناء خطابه لمدة ساعة وربع ساعة. وانتقد الأصوات "النشاز" غير المرحبة بالزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون للبنان، معتبرا أن "عدم الترحيب به هو ضرب بعرض الحائط لكل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب اللبناني". ووضع تصريح وزير الدفاع فايز غصن حول وجود "القاعدة" في لبنان في اطار "استثمار سياسي مطلوب من السلطات السورية".

وأسف جعجع في سياق رده على خطاب الأسد الذي "تناول بعد 10 أشهر على بدء الأزمة السورية، كل الأمور ما عدا حقيقة الأزمة، وانطباعي الأول أن ما تقدم به ما هو إلا مفاهيم سفسطائية في منطق بيزنطي، باعتبار أن الاسد رسم واقعا لا علاقة له بالواقع المعاش، إذ حاولت الاقتناع بما يرسمه الاسد لكنني لم أفلح على خلفية ان الواقع مغاير جدا لما يعلنه".

وسأل "هل كل وسائل الاعلام في كل أنحاء العالم مشتركة في مؤامرة ضد الاسد؟ لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرك على الاقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟ وكيف يقتل أكثر من 10 آلاف سوري؟ هل لأنهم عملاء لقوى خارجية؟ فإن كانت هذه مؤامرة خارجية تشترك فيها معظم الدول ووسائل الاعلام، لحسم الأمر بالدعوة الى الاستفتاء باشراف الامم المتحدة بسؤال واحد: من يريد الاسد ومن لا يريده؟".

أضاف: "ان دعوتي الى إجراء استفتاء بإشراف الأمم المتحدة هي لأنني لا أصدق ما يقوله هذا النظام بعد خبرة 35 عاما، وبالأخص بعد ما شهدناه من أفلام وليد المعلم المركبة والافلام التي "ركبوها" حين أخذونا الى الاعتقال".

وأشار الى أن "هناك بعدا ديماغوجيا في الخطاب، فالنظام السوري ألحق أضرارا جسيمة بالمتظاهرين أكثر مما ألحقته اسرائيل خلال حروبها. من هنا فإن المفاهيم التي طرحها غير صحيحة، لأن الرئيس جمال عبد الناصر حين قال ان "سوريا قلب العروبة النابض"، قصد سوريا فقط وليس النظام السوري، فيما الاسد يخلط دائما بين سوريا والشعب السوري والنظام السوري"، كاشفا انه "كان يمكن الاسد توفير كل هذا العناء عبر القيام بخطوة واحدة هي إجراء استفتاء لتبيان إن كان هناك مؤامرة خارجية أو أنه واقع شعبي لاستعادة الشعب كرامته ووجوده وحريته".

وتطرق الى الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون الى لبنان، منتقدا "بعض الاصوات النشاز التي قدمت طروحات لا تتلاءم ووجود دولة في لبنان، باعتبار أن من يرحب أو لا يرحب في لبنان هي السلطات الرسمية، ولو أن هناك إمكانا للاعتراض عليها، ولكن ليس من خلال اختصار موقف كل لبنان، فعدم الترحيب ببان كي-مون هو ضرب بعرض الحائط لكل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب اللبناني".

وسأل: "إذا كان بان كي-مون لا نستطيع تحمله في لبنان، فهل نستطيع تحمل صالحي والمعلم فقط؟". ووضع هذه الخطوة في إطار "تشويه صورة لبنان، ولا سيما أن حلفاء الأسد في لبنان أعطوا صورة سيئة من خلال التصريح بوجود تنظيم القاعدة في لبنان"، متمنيا على المسؤولين "توضيح وجه لبنان الحقيقي".

ورأى أنه "كان من الأجدى على المسؤولين اللبنانيين بدلا من عدم الترحيب، وضع جدول معين للبحث مع بان وإبلاغه اعتراضاتهم إن وجدت"، منوها بموقف الرئيس نبيه بري "كرجل دولة حين قال ان بان يمكن ان يخدمنا بمسائل عديدة كترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن النفط ووقف إطلاق النار في الجنوب"، معتبرا أن "طرحه لمثل هذه المواضيع ليس ارضاء لبان بل هو سعي الى تحقيق مصالح لبنان".

وتناول جعجع ملف الاجور، فقال: "للمرة الأولى في تاريخ العمل السياسي نشهد اتفاقا حول ملف الاجور بين ارباب العمل والعمال، ولكن وزير العمل يعارضه لتسجيل موقف وفرض ارادته عملا بمبدأ رضي القتيل ولم يرض القاتل"، لافتا الى "ان العمال واصحاب العمل حاليا باتوا يريدون اقناع وزير العمل بهذا الاتفاق، وهذا أمر مستغرب".

وخلص الى انه "بين وزير يتمسك برأيه ووزير يبشر بالارهاب وآخر لا يرحب بزيارة بان كي مون، بات لدينا فكرة واضحة عن وضع هذه الحكومة التي أفضل ما تقوم به هو تقديم استقالتها وإفساح المجال أمام تشكيل حكومة تكنوقراط تهتم بشؤون الناس، بعيدا عن الحساسيات والحقد واللعبة السياسية التقليدية".

وتوجه بسؤال الى وزير الدفاع فايز غصن: "إذا كان هناك "قاعدة" أم لا في لبنان، فهل يجوز أن تتحول المسألة الى تصريحات وسجالات سياسية؟ منذ متى كانت هذه المسألة قضية سياسية؟"، معربا عن أسفه حيال صدور مثل هذا التصريح من وزير الدفاع "لأنه في حال كانت هناك "قاعدة" فعلى الجيش اللبناني والقوى الامنية القيام بواجباتها، فإلى الآن لم نسمع عن توقيف أحد في هذه القضية، وكلنا يتذكر ما الذي حصل في مخيم نهر البارد حين قال حلفاء وزير الدفاع انه خط احمر"، مضيفا ان "كثرا، وهم محقون، وضعوا تصريح وزير الدفاع في اطار استثمار سياسي مطلوب من السلطات السورية".

وإذ استبعد وقوع حوادث أمنية في لبنان على مستوى كبير، لم ينف جعجع احتمال وقوع حوادث متفرقة نشهدها من وقت الى آخر.

وعن إمكان تدويل الأزمة السورية في حال فشل المبادرة العربية، شدد على أن "الازمة السورية لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، باعتبار أنها عاجلا أم آجلا متجهة نحو نوع من أنواع التدويل، فلا يمكن للوضع ان يستمر على ما هو".

وردا على سؤال، اعتبر أن "حوادث المنطقة مرتبطة بتطلعات شعوب المنطقة، وان الدول تتحرك لمتابعتها حفاظا على مصالحها، وهذا الامر ينطبق على سوريا ايضا، لذا لا أرى أنها قد تؤدي الى حرب بين روسيا والولايات المتحدة".

وعن مدى ربط تصريح وزير الدفاع بوجود "قاعدة" في لبنان والتفجيرات التي حصلت في سوريا، وافق جعجع على هذا المنطق "إذ إن النظام في سوريا يريد الإيحاء أنه معتدل يواجه أصوليات، منها "القاعدة"، ليكسب ود بعض الدول".

وردا على سؤال، لفت جعجع الى ان "وضع حزب الله بعد سقوط نظام الأسد في سوريا سيتبدل"، متمنيا ان يتصرف هذا الحزب وفقا لما تقتضيه المرحلة".  

السابق
أليس منكم رجل رشيد؟
التالي
النزول الى الشارع يزيد من ساعات التغذية بالكهرباء