النزول الى الشارع يزيد من ساعات التغذية بالكهرباء

عود على بدء، التقنين القاسي للكهرباء مجدداً، الشغل الشاغل للأهالي في قرى وبلدات بنت جبيل، ولكن هذه المرّة أكثر من أي وقت مضى، فساعات التغذية تراجعت الى ما قبل " مشكلة معمل الزهراني"، ساعة أو ساعتين نهاراً، ومثلها في الليل، والبديل طبعاً مزيد من الصخب والتهديد بالنزول الى الشارع، الذي يبدو انه بات الوسيلة الوحيدة لزيادة ساعات التغذية، " كما حصل في العديد من القرى والبلدات الأخرى، اذ تحسّنت ساعات التغذية، ولو قليلاً، بعد أن عمد الأهالي الى الاعتصام واقفال الشوارع، فلا بدّ اذاً من رفع الصوت عالياً في أكثر الأوقات حاجة الى الكهرباء، فالمياه الساخنة والتدفئة حاجة ماسة لا بديل عنها في هذا الطقس العاصف والبارد" يقول محمد حسن جواد، من بلدة عيتا الشعب، الذي يشكو أيضاً من " ارتفاع فواتير الكهرباء التي لاتصلنا، فنضطرّ الى دفع فواتير اضافية لمعالجة جزء من المشكلة".
 
في بلدة يارون الحدودية، يتجمع العديد من شبّان البلدة، قرب محطة للوقود، يشعلون موقد الحطب للتدفئة، ويتحدثون باستمرار عن " المحسوبيات" التي أدت الى التمييز بين بلدة وأخرى في ساعات التقنين الكهربائي. فيقول رياض الرضا " هلى تكفي ساعة واحدة في النهار لتسخين المياه الباردة، أو لتشريج البطاريات بالكهرباء، وماذا يفعل الفقراء الذين لا يستطيعون شراء المولدات الكهربائية واستخدامها، ولماذا التمييز بين بلدة وأخرى في ساعات التقنين، هل النزول الى الشارع واقفال الطرقات واستدعاء وسائل الاعلام هو السبب، أم تصنيف بعض القرى بأنها سياحية في موسم منطقة لا سياحة فيها سيما في أيام الصقيع". ويؤكد أن " معظم الأهالي يدفعون اليوم ما يقارب 500 ألف ليرة بدل البنزين لانارة الكهرباء في منازلهم ليلاً".

أما الحاج كمال شاهين فيخرج من صندوق مكتبه عشرات الفواتير التي يدفعها لشركة الكهرباء، فيقول " أدفع شهرياً للدولة 120 ألف ليرة تقريباً، بدل الحصول على الكهرباء التي لا تأتي الاّ لساعتين أو أكثر بقليل يومياً، اضافة الى 90 الف ليرة اشتراك خاص في أحد المولدات الكهربائية القليلة في المنطقة، ومع ذلك يميزون بيننا وبين مناطق أخرى في لبنان في تأمين الكهرباء، فهل نحن لا نزال نعيش تحت الاحتلال". ويذهب الرضا الى أن " المستفيدون فقط من انقطاع التيار الكهربائي هم عصابات السرقة، الذين باتوا يستغلون انعدام الاضاءة في المنازل، بسبب عدم القدرة على تشريج البطاريات البديلة، فيدخلون المنازل ويسرقونها، وهذا ما حصل لي منذ أيام عندما سرق مجهولون قنينتي الغاز من داخل المنزل، ويوم أمس سرق دخل مجهولون الى أحد منازل البلدة، عند انقطاع الكهرباء، وسرقوا 9 تنكات زيت زيتون وتلفازين وجهاز كمبيوتر، اضافة الى سرقة الكابلات الكهربائية التي تتكرر في المنطقة".

أحد العاملين في مؤسسة كهرباء لبنان، أكد " وجود التمييز بين القرى والبلدات في ساعات التغذية، والسبب يعود الى تراجع الدعم في التغذية الذي كانت المؤسسة تحصل عليه من سوريا ومصر، فكان لا بدّ من تقنين التقنين، مع مراعاة القرى والبلدات التي سبق لها أن تظاهرت ونزلت الى الشارع والتي من شأنها أن تصلّت الضوء بشكل كبير على المشكلة". والدليل على ذلك بحسب أبناء بلدة شقرا هو " أن ساعات التغذية اوفر حظاً في بلدات حولا وميس الجبل والسلطانية وتبنين، وغيرها من البلدات التي تظاهرت وأقفلت الطرقات اثر التقنين القاسي خلال ازمة معمل الزهراني قبل اسابيع".
 

السابق
جعجع: وضع “حزب الله” سيتبدل بعد النظام السوري
التالي
العرب واستثمار الدم السوري: الشعب لن يقبل