هل تفجر إيران حرباً جديدة في الخليج؟!

الممرات المائية الدولية ليست مجالاً للتلاعب حتى لو كانت في أرض ذات سيادة عليها، لأن تعطيل مصالح دولية أساسية أمر مرفوض قانوناً، وقد شهدنا كيف تسببت قناة السويس في عدة حروب، سواء أثناء الاعتداء الثلاثي، بعد تأميمها، أو حرب 1967م التي تسببت في إغلاقها عدة سنوات بعد استيلاء إسرائيل عليها إلى أن تحررت عام 1973م..

الجدل الدائر الذي ينذر بصدامٍ عسكري بين أمريكا وحلفائها بما فيهم إسرائيل، وبين إيران حول تسلحها النووي، دفع إيران، بعد المقاطعات الاقتصادية بما فيها احتمالات النفط، لأن تنذر العالم بأنها ستغلق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله معظم نفط العالم الصادر من دول الخليج، وإيران..

الموضوع، إذا ما خرج عن السيطرة، فسوف يشعل حرباً يكون أول المتضررين منها إيران، ولا نظن أنها ستدخل في مجابهة مع قوى تفوقها في كل شيء، ولديها رصيد من فرض إرادتها، وتذليل القوانين لصالحها، كذلك هناك دول مثل الصين وروسيا اللتين لايمكنهما قبول ضرر اقتصادي يلحق دولاً، هي في الأساس، تعيش أزمة مالية، ولها مع البلدين اتفاقات ترقى على مبادلاتهما مع إيران، وسيكون الخطأ هذه المرة مجازفة غير واعية، لأن ظهر إيران سيبقى مكشوفاً، ولن تجد المساندة في مثل هذه القضية من أي دولة، لأن أي مساند لإيران لا تريد أي دولة الدخول في مأزق عالمي يرتهن إلى مجازفات دولة لا تدرك معنى مسؤولياتها الأدبية والأمنية..

لقد وقعت، إيران، بتصرفاتها وتصريحات مسؤوليها في محاولة خلق اضطرابات بدول الخليج تحت مبدأ تصدير الثورة، واعتبار الأقليات الشيعية جزءاً من نطاقها الطائفي، ومسؤولة عن حمايتهم، رغم مواطنتهم وعروبتهم التاريخية، في مأزق، إذ نسيت أو تناست أنها تضطهد السنة ولاتسمح لهم في داخلها حتى ببناء المساجد، بل تشكك في الشيعة العرب من الأحواز معتبرة جذرهم القومي لا يعطيهم سلامة النوايا، إضافة إلى عقدة تاريخية عند الفرس من كل ما هو عربي، هذه الاعتبارات فرضت على الدول العربية الخليجية الدخول في سباق للتسلح للدفاع عن كيانها وأمنها..

شعور إيران بأنها تفقد أحد أهم مرتكزات تحالفها مع سورية والنتائج السيئة لها في حال سقوط نظام الأسد الابن، وتطويق حزب الله، وكذلك ما سببته عمليات الحصار من ضغط ليس فقط على الصرف الهائل على التسلح، بل على الشعب الذي لا يمكنه الانسياق وراء جنون سلطة لا تقدر مفهوم العلاقات الدولية، دفعها لأن تحاول إنذار دول الغرب بأنها ستقوم بمناورات في الخليج العربي، وإطلاق صواريخ بعيدة المدى، وكل هذا لا يخيف دولاً ذات مرتكزات عسكرية وسياسية تؤثر في العالم كله، وكنا نتمنى من إيران أن تأخذ العبرة من عراق صدام، وليبيا القذافي، وكيف كانت روسيا هي من يدّعي الحليف مع الدولتين، وقد قامت دول الغرب باحتلال العراق وإسقاط القذافي، وكان رد الفعل الروسي مجرد تصريحات وهو ما سيسير بنفس الاتجاه في حال أي تطور سلبي مع إيران..
  

السابق
المالكي في فخ الشراكة
التالي
المستقبل : شربل يشير الى “معلومات مهمة جداً” حو ل الاعتداءات على “اليونيفيل”