اعتراض إسلامي في صيدا لمنع مسرحية سين ـ سين

اعترض رجال دين صيداويون على عرض مقرر لمسرحية «سين ـــ سين» تنظمه جمعية تجار صيدا، فأصبغ هؤلاء على المسرحية صفة «فسق وفجور»، مستندين بذلك إلى «بوسترات» تسويقها. ففي درس ديني بمسجد داخل صيدا القديمة هاجم شيخ وخطيب مسجد مقرب من تنظيم الجماعة الإسلامية عرض المسرحية، حاثاً الشباب على عدم حضور أعمال كهذه، لتعارضها مع تعاليم دينية. وقال: «صيدا إسلامية فلماذا نعرض مسرحيات تخدش كلماتها الحياء، وملابس ممثلاتها غير محتشمة»، معاتباً جمعية تجار صيدا، وجمعية دار اليتيم، التي وافقت على عرض المسرحية على خشبة مسرحها «كيف تقبل جمعية تعنى بالأطفال والأيتام أن تعرض على مسرحها مسرحية تمس بالأخلاق؟».

هكذا، تضاف الاعتراضات على عمل مسرحي يفترض أنّه يقدم صورة لواقع لبناني معيش إلى انتقادات مساجدية لمظاهر ميلادية زيّن بها تجار واجهات محالهم، لكن «المسرحية تقدم بقالب فكاهي، «ينكت» على السياسيين، ويلعب على الكلام، ليس إلّا»، كما يقول صيداويون مراقبون، متسائلين «ما إذا كانت قائمة الممنوعات والمسموحات ستدوم طويلاً، وما إذا كان أي شيء سيعد مخالفاً للدين».

إلى ذلك، تردد أنّ النائبة بهية الحريري دخلت على خط معالجة الانتقادات، مبدية انزعاجها، بحسب مقربين منها، من «اعتراضات لا معنى لها، بل هي وصمة عار لعمل فني إبداعي».
أما المسرحية، فتعرض اليوم وغداً على مسرح المدرسة الكويتية اللبنانية الرسمية، بعدما نقل العرض «لأسباب أمنية مرتبطة بحوادث مخيم عين الحلوة، حيث يقع مسرح جمعية دار اليتيم في محيط المخيم، وهو عرضة للرصاص»، كما يقول لـ «الأخبار» رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف. ويوضح أننا «عرضنا المسرحية العام الماضي، وراعى العرض شكلاً ومضموناً خصوصيات معينة، وهي مسرحية اجتماعية لا سياسية، فأين كانت غيرة المنتقدين، ولماذا يعترضون اليوم؟». ويضيف: «ندرك خصوصية مدينتنا، ولا يزايدنّ أحد علينا بالدين، فنحن نعرف واجباتنا الدينية جيداً، وصيدا مدينة منفتحة وغير متعصبة دينياً، أو مذهبياً». أما بخصوص «بوستر» إعلان المسرحية، فيلفت الشريف إلى أننا «نشاهد على الطرقات والتلفزيونات إعلانات خادشة للحياء، وغير موجودة في بوستر الدعوة».  

السابق
مطمر صحي للنفايات في صور بتمويل وإدارة من قيادة اليونيفيل في المنطقة
التالي
حزب الله نفى الاتهامات الاميركية : محاولة لاستهداف المقاومة وتشويه صورتها