بطر صغار التجار يطرد أبناء مرجعيون وبنت جبيل إلى سوق الجملة للخضر… ولا رقابة

يبدو أن سوق الجملة للخضر في صيدا أو صور بات وجهة عدد كبير من الأهالي في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل، لشراء حاجياتهم الغذائية، بعدما تفاقم الأسعار بشكل فاحش عند صغار التجار، حيث لا رقيب او حسيب: "لقد هالنا الأمر عندما اكتشفنا أن معظم أسعار الفواكه والخضر لم تتغيّر في الحسب بصيدا، وأن هذا الارتفاع الفاحش الذي نعاني منه منذ عدة أسابيع مصدر التجار الصغار الذين يبيعون داخل القرى والبلدات الفقيرة والنائية، التي لا يعرف أبناؤها شيئاً عن الأسعار الحقيقية"،

يقول فؤاد ابراهيم، من بلدة بيت ياحون (بنت جبيل)، ويشير الى أن "الفارق كبير جداً بين أسعار الحسبة وأسعار المحلات الصغيرة، فعلى سبيل المثال يتراوح سعر كيلو البندورة في بنت جبيل بين 2000 و3 آلاف ليرة، بينما اشتريت 15 كلغ من حسبة صيدا بـ10 آلاف ليرة فقط، ما يعني أن التجار الصغار يربحون بين 1250 و 2250 ليرة بالكلغ الواحد، أي أكثر بكثير من المزارع وتاجر الجملة معاً وتقول فاطمة عيسى (بنت جبيل): "لقد سبق لي أن اشتريت كيلو القشطة من أحد تجار المفرّق بـ5000 ليرة بينما سعر الكلغ الأكثر جودة في الحسبة بـ2000 ليرة فقط، أما كيلو الكلمنتين فيباع بالمفرّق بـ1500 ليرة بينما بالجملة بـ400 ليرة فقط، وهذا فارق جنوني، لذلك قرّرت أنا وعدد من أقربائي الذهاب الى الحسبة كل أسبوع، بعدما نتقاسم كلفة النقل، ثم نتقاسم ثمن المشتريات من الخضر والفواكه التي نتقاسمها أيضاً".

محمد قازان، أحد تجار الجملة في صيدا، أكد لـ"جنوبية" أن "أسعار الخضر والفواكه لم ترتفع منذ شهرين، بل على العكس تراجعت أسعار الحمضيات بشكل لافت، ولكن ما يحصل أنّ عددا كبيراً من تجار المفرّق رفعوا الأسعار بشكل فاحش، بعدما سمعوا بامكانية رفع الأجور، لذلك بات الأهالي، ومن مناطق بعيدة في مرجعيون وبنت جبيل، يقصدون الحسبة لشراء حاجياتهم الأسبوعية من الخضر والفواكه، ويجدون في ذلك وفرة كبيرة رغم بعد المسافة وارتفاع أسعار البنزين".
ويؤكد على ذلك محمد مقلّد، وهو صاحب محلّ للخضر في بلدة الخرايب، فيقول: لم ترتفع أسعار الخضر في سوق الجملة، لكن العدد الأكبر من التجار الصغار قرروا رفع الأسعار بعدما سمعوا باحتمال رفع الأجور، وربما أيضاً بسبب زيادة الأعباء المالية عليهم في فصل الشتاء، لكن من المؤكد أن التجار في

القرى البعيدة يبيعون بأسعار أكبر".
وتقارن جميلة نصرالله (عيناتا) بين أسعار الجملة والمفرّق: "كيلو البندورة بألف ليرة هنا، بينما في البلدة بـ3000، أما كيلو الخرمة فيزيد عن 2000 ليرة أيضاً وكيلو البصل يزيد 1500 ليرة، ما يعني أن زبون الحسبة يستطيع أن يوفر في اليوم الواحد أكثر من 15000 ليرة، أي ما يقارب 450000
ليرة شهرياً، يكسبها تاجر المفرّق من كل زبون، وهذا ربح خيالي على الوزارة أن تراقبه بسرعة سيما في القرى الفقيرة والبعيدة". 

السابق
السيد نصر الله اعتلي منبر ملعب الراية لبضعة دقائق وحي الجماهير الحسينية
التالي
هكذا نسج بري مخرج تمويل المحكمة