مهرجان طرابلس: غيّب الاستقلال.. وحضرت المعارضة السورية

جاءت ذكرى الاستقلال، وبعد مرور اسبوع على انتهائها مختلفة عن كل التوقعات. احتفال من نوع جديد، مغاير لكل الاحتفالات السابقة التي نظمت للمناسبة نفسها وفي كافة المناطق اللبنانية.

إلا أنه ومنذ الكلمة الاولى ، بدا واضحا غياب الاستقلال عن المهرجان السيلسي الذي أقامه تيار المستقبل في  معرض رشيد كرامي في طرابلس  تحت عنوان "خريف السلاح..ربيع الاستقلال"، فكانت الكلمات الخمس التي القاها نواب المستقبل، والتي لم تحمل أي جديد ، منصة لإطلاق مجموعة من المواقف السياسية الداخلية والإقليمية، فحملت الخطابات انتقاداً قاسياً للحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي ولـحزب الله و سلاح المقاومة، وكان همّ الشعب السوري والثورة في سوريا مقدمة كافة الخطابات .

حضرت الى مهرجان "خريف المستقبل" نظرا لهزالة الحضور على المستويين الشعبي والسياسي، كل مفردات الفتنة والتحريض، خيث رأى النائب محمد كبارة انه "لا بد من إسقاط الهيمنة الأسدية المجرمة على لبنان"، وقال: "لا يوجد شيء اسمه مقاومة في لبنان". وخلص النائب سمير الجسر الى أن "هذه الحكومة ليست في حاجة الى اسقاط لأنها في الأصل ساقطة وأتت بانقلاب في يوم أسود".
أما النائب مروان حماده فحض الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي على "عدم إدخال لبنان في السجن الكبير لحظة خروج الشعوب العربية منه"، رافضاً توجيه ندائه الى "حزب الله" الذي وصفه بأنه "حزب الهيمنة بالسلاح وحزب قدسية المتهمين".

 وحذر النائب بطرس حرب من "استمرار المؤامرة على لبنان ومن المؤسف أن بعض أدواتها لبنانيون ويحاولون سلبنا استقلالنا من جديد"، وسأل الحكومة: "هل تدرك حجم الأضرار التي ستلحق بلبنان وشعبه اذا نجحت الثورة في سوريا؟"

انتظر الناس الحاضريت مستبشرين خيرا برؤية النائب سعد الحريري على شاشة عملاقة من مكان انعزاله خارج لبنان، بعد مقدمة المعرف له فأوحى للجميع أن الحريري قد يقفز من طائرة هيليكوبتر او انه سوف تسدل الستائر ويعتلي المسرح وأقصى حدّ أن يطل على شاشة عملاقة، إلا أن الحضور تفاجأ أن المعني من هذه المقدمة هو صديق سعد النائب فؤاد السنيورة، فكانت النتيجة خروج أعداد كبيرة من الحاضرين الموعودين برؤية زعيمهم الغائب منذ أكثر من ستة أشهر… ومع ذلك أكمل السنيورة كلمة الحريري بالطريقة الشوارعية والتحريضية نفسها التي استعملها زملائه قائلا: أنه "ليس من الجائز في هذا الزمان حيث الشعب يريد أن نخاف التغيير لأننا نخاف الديكتاتوريات والديكتاتوريين"، مؤكداً "أن ساعة الحقيقةالعربية دقت حيث لن يبقى لبنان وحده بلد الديموقراطية بل ينضم اليه أخوة يتبعون طريقه". وتوجه مباشرة الى الرئيس ميقاتي سائلاً: "ألست مع ما يريده شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ نفذ ما يريده هذا الشعب الأبي، المحكمة الدولية والتعاون معها وتمويلها ليست منّة من أحد، انها حق وواجب لأن الشعب يريد المحكمة ويسأل لماذا حماية المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"..

ورأت مصادر بارزة في الموالاة في مهرجان طرابلس تحريضاً مذهبيّاً، وتحريضاً ضد سوريا، وقالت: "يصعّدون في اتجاه المحكمة كي يحرجوا ميقاتي اكثر ويدفعونه الى عدم التراجع، وبالتالي يحاولون الثأر من إسقاط حكومة الحريري بإسقاط حكومة ميقاتي".
لم يحضر سعد الى مهرجانه وترفع عن مخاطبة جمهوره ولو عبر شاشة، مكتفيا بالظهور عبر الصوّر، مفضلاً اللهو عبر الانترنت، بانتظار موظفيه من الصحافيين بكتابة تقاريرهم السياسية اليومية وارساله له . 

السابق
كلمة للرئيس بري اليوم في قصر الاونيسكو
التالي
سامي الخوري: لبنان على مفترق طرق خطير بفعل رهانات البعض على جعله ساحة لخدمة الآخرين