قانصو: 60 أفغانياً ومرتزقة أتراك في حمص

انتقد النائب اللبناني عاصم قانصو عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في حديث لـ «الأنباء» دور جامعة الدول العربية الذي رأى فيه استكمالا لـ «المؤامرة الاميركية» على سورية التي قال انها قوية بتحالفها مع ايران وتمتعها بعلاقات داعمة روسية وصينية واميركية لاتينية وبرازيلية اضافة الى دول الجوار كالعراق ولبنان وحزب الله وحماس، لافتا الى تميزها بأمن غذائي لثلاث سنوات مقبلة وعدم ارتهانها بأي دين خارجي.

وقال قانصو ان النظام في سورية قوي والجيش متماسك وعندما تنتهي مسألة يكون تم وضع حد لكل الحوادث السورية، لافتا الى ضلوع 60 افغانيا ومرتزقة اتراك واكتشاف مستشفى ميداني في هذه المدينة.

واعتبر قانصو ان المؤامرة الاميركية تستهدف البترول والقول ان سورية ليس لديها مخزون نفطي، بل «لا اريد ان اقول شيئا عن بحر سورية وبحر لبنان وبحر غزة حيث الغاز».

وهو اذ نفى وجود خلافات بين اهل النظام، اشار الى غياب دور الجيش الشعبي، وتحدث عن انعقاد مؤتمر قطري للحزب قريبا يحاسب فيه كل من ساهم في ترهل حزب البعث.

وقال: من يرد ان يعرف ماذا يحدث الآن في سورية فعليه ان يقرأ بعمق تاريخ سورية والتحولات التي حصلت فيها وحولها، وهذا الموضوع مركزيته عملية الصراع العربي ـ الاسرائيلي والمتغيرات التي حصلت على الساحة اللبنانية ساعدت في تقوية الموقف السوري، وكذلك فإن التعاون المستمر بين سورية وايران ساعد في تقوية الموقف السوري، كون ايران التي طورت نفسها واصبحت دولة نووية بكل معنى الكلمة، وقناعتي انه سيأتي الوقت ضمن توازن الرعب مع اسرائيل ستجد نفسها مضطرة للحؤول دون الكأس المرة باصطفاف جديد كما يحصل الآن بين ايران وسورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية وروسيا والصين، الى جانب اميركا اللاتينية، فنزويلا والبرازيل، لكن هناك قرارا قويا في الامم المتحدة صارما وواضحا بعدم المس بشرعية الوجود السوري.

وفيما يلي نص الحوار:

ما المطلوب من سورية؟

٭ المطلوب هو ما كان المطلوب منها منذ 20 عاما، لكن فترة وجود الراحل حافظ الاسد كانت قوة شخصيته في ذلك الحين وامساكه بأكثر من ورقة بما فيها حزب تشرين سمح له في ان يبقي الكأس المرة في عملية الصراع العربي ـ الاسرائيلي بعيدة ولو لفترة.

والآن؟

٭ طبعا، انقضوا على بشار الاسد بمجرد تسلمه للحكم، ولاحظنا مشروع التقسيم مع كوندوليزا رايس وجورج بوش الاب والابن والذي هو مشروع سايكس ـ بيكو جديد لصالح اسرائيل، اضافة الى اقتراحات كولن پاول الـ 18 على سورية، ناهيك عن حروب 2005 و2006 و2008 في غزة وكل الضغوطات التي مورست ووضع الاميركيين يدهم على البترول في العراق بشكل كامل.

يعني الضغط الآن هو لانجاح الانتفاضة في سورية؟

٭ ما يحصل الآن تماسك الجيش، وهذا الامتداد الشعبي والمعارضة الضعيفة الضعيفة الضعيفة، الى جانب العصابات المسلحة منها السلفية ومنها الفردية، فمنذ مدة تم القاء القبض على 60 افغانيا في حمص مع المستشفى الميداني و123 منصة صواريخ، كما ستتكشف امور كثيرة حول تدخل الاتراك المرتزقة والذين دخلوا في هذا الموضوع من عدة جهات شيء «يدوخ»، لكن حتى الآن محاولة تقسيم فشلت وكل ما تسمعون عن الجيش الحر لا يعدو كونه مجموعة افراد والذي اعرفه انه لا توجد سرية انشقت عن الجيش ولا كتيبة كل ما في الامر ان هناك افرادا قبضوا اموالا وقاموا بحركتهم وهم لا يتعدون الـ 50 شخصا!

أمام هذا الضغط الكبير الذي يتعرض له بشار الاسد، هل سيستطيع الاستمرار مقارنة بقوة شخصية والده كما وصفته؟

٭ شخصية بشار الاسد مكملة، لكن نهج الحكم كما رأينا كيف تكلم في حديثه الى صحيفة «صنداي تايمز» الانجليزية بعقلية الانجليزي الذي يفهم عليه، فهو ابن هذه المدرسة، حافظ الاسد لم يكن يعرف الانجليزية كصيغة مخاطبة، والذي حصل منذ 11 عاما من حكم الرئيس بشار الاسد من التطور ازداد لمرافقته للعولمة بعقل منفتح تربى عليه، فأنا من مدرسة حافظ الاسد مازلت في عقليتي القديمة، بينما هو «دفش» سورية الى الامام، وسورية الآن على الرغم من ازمتها ليست مديونة وتتمتع بأمن غذائي لثلاث سنوات ولديها احتياط مالي بحدود 11 مليار دولار، فهي ليست دولة مفلسة ولديها استثمارات، وهي دولة فتية وليست كالماضي، والشعب السوري منذ تسلم حزب البعث عام 1963 يتمتع بالتعليم المجاني والطبابة المجانية، وهذا لا يعني انه ليست هناك اخطاء فهذه تتم معالجتها.

والآن أين اصبح الوضع؟

٭ منذ الغاء حالة الطوائ يتم العمل على دستور جديد، والمضحك المبكي انه تأتي دولة مثل قطر او غيرها لترشدنا الى كيفية وضع دستور، فهذه دول تدار بالريموت كونترول لتحطيم ما هو قائم! هناك امر مهم يكمن في ان الشيخ صبحي الطفيلي قال منذ ايام عبر محطة فضائية سورية ان حزب الله يشكل السياج الثاني لأمن اسرائيل بعد اليونيفيل؟

٭ هو يريد ان يقبض «مصاري»، فكلما اراد ان يتكلم يفعل الامر نفسه، هذا هو صبحي الطفيلي وقيمته، فهو ليس جيفارا وعلاقتي معه جيدة لكني ضد تصرفاته، وهذا الكلام في غير محله، فلمن يبعث برسالته؟ اذا ضعف حزب الله في هذه المرحلة فهذا سيكون خدمة لاسرائيل.

هناك احاديث عن خلافات ربما تؤثر على اداء اهل النظام في دمشق، ما مدى صحة ذلك؟

٭ كل هذا الكلام غير موجود، وهناك قرار واحد وهو ان كل سورية ممثلة ببشار الاسد.

لكن الذين يثيرون ذلك يحصرون عملية مواجهة المنتفضين بشقيقه ماهر؟

٭ منذ مدة وضعوا الامر على مناف طلاس (ابن العماد اول السابق مصطفى طلاس) وقالوا انه على خلاف مع والده، وهذا عمل الاعلام الموجه والمضلل، وهذا الامر غريب لاول مرة الاحظه منذ 60 عاما من الحياة السياسية، ولا تعرف مصدره، أكان من المستقبل او مما يسمى بثورة الارز، اضافة الى تهريب السلاح من الشمال والبقاع وتركيا.

نسمع قادة اسرائيل يقولون ان بقاء النظام في سورية هو لمصلحة دولتهم؟

٭ هذا الكلام هو لذر الرماد في العيون، ألا يعرفون انه لولا سورية لما انتصر حزب الله في حرب 2006؟ هذا الكلام هو للتشكيك في التحالف مع المقاومة وايران، وانا اقول ان استرجاع الجولان اصبح قاب قوسين او ادنى، وكل ما يحصل الآن هو تحسبا لهذه المعركة الكبيرة، فتحرير الجولان سيتم وايران ستدخل على الخط.

كيف تنظرون إلى تحرك الجامعة العربية؟

٭ ادوات المؤامرة تتغير، فقد بدأت في درعا حيث كان السلفيون سيعلنونها ولاية او امارة، ثم انتقلوا الى تلكلخ بعدها بانياس، فمخيم الفلسطينيين في اللاذقية، وجاء من بعده جسر الشغور، حمص، دير الزور، وكان يتم القضاء على هذه الفطريات تدريجيا بعد ذلك لجأوا الى العصابات المسلحة والقتل المباشر إعدادا لحرب اهلية، ثم حاولوا عن طريق حسين هرموش وبعض العسكر وهم لم يتمكنوا من ايجاد مكان ليلتقوا فيه، ففشلوا، والآن يحاولون الاستفادة من العسكر التركي.

والعصابات المسلحة الآن لا يجوز التقليل من اهميتها وخطورتها، انا لم اخف الا الآن، فالقتلى في حمص يوميا واؤكد انه اذا انتهت فيها تكون انتهت في كل سورية، والمناعة الموجودة في قلب الجيش السوري كفيلة بالقضاء على هذه الظواهر. 

السابق
الانباء: تلويح ميقاتي بالاستقالة أربك حلفاء دمشق وعون يهدد بسحب وزرائه
التالي
النهار: 14 آذار والحريري يستعيدان المبادرة غداً من طرابلس