اللواء: موافقة دمشق على خطة الجامعة تؤجّل التدويل

وافقت سوريا على خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة المستمرة منذ سبعة أشهر، متعهدة بوقف القمع في البلاد حيث اوقعت اعمال العنف امس 34 قتيلا· في حين طالبت الإدارة الأميركية مجددا الرئيس السوري بشار الاسد بالرحيل، بينما أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في تنفيذ الاتفاق بين الجامعة وسوريا·
واكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة موافقة دمشق على الخطة العربية لانهاء الازمة المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار والتي اوقعت وفقا للامم المتحدة اكثر من ثلاثة الاف قتيل·

وتلا بن جاسم القرار الذي اعتمده الوزراء العرب والذي نص على ان <الحكومة السورية وافقت> على الخطة العربية لوقف العنف وعقد مؤتمر حوار وطني مع كافة اطياف المعارضة·

واضاف <المهم التزام الجانب السوري بتنفيذ هذا الاتفاق، نتأمل ونتمنى ان يكون هناك التنفيذ الجدي سواء بالنسبة ل(وقف) العنف والقتل او(الافراج عن) المعتقلين او اخلاء المدن من اي مظاهر مسلحة فيها>·

وشدد على انه <اذا لم تلتزم سوريا فان الجامعة ستجتمع مجددا وتتخذ القرارات المناسبة في حينه>·

وقال مسؤول في الجامعة العربية ان سوريا <وافقت بلا تحفظات على الخطة العربية في مجملها>·

من جهته، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان <الهدف الحقيقي والرئيسي هو تقديم حل عربي ينقل رسالة واضحة ولها مصداقية الى الشعب السوري بأن هناك نقلة نوعية تؤدي الى وقف كافة انواع العنف وفتح المجال> امام منظمات الجامعة العربية ووسائل الاعلام لرصد ما يحدث في سوريا واجراء حوار وطني· ووفقا لنص القرار، فان الخطة العربية تقضي اولا بمجموعة اجراءات على الارض هي:

1- وقف كافة اعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين·

2- الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة·

3- اخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة·

4- فتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث>·
·
 
وينص القرار كذلك على انه <مع احراز تقدم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة في البند السابق تباشر اللجنة الوزارية العربية القيام باجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف اطراف المعارضة السورية من اجل الاعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني خلال فترة اسبوعين من تاريخه>· ولم يحدد القرار مكان الحوار الذي كانت هناك خلافات حوله مع اصرار النظام السوري على ان يكون هذا الحوار في دمشق وتمسك المعارضة بانعقاده خارج سوريا·

من جانبه قال السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية في كلمة له خلال الاجتماع إن بنود الورقة العربية تنطلق من ثوابت راسخة في الموقف السوري برفض العنف وتحريم الدم السوري وانتهاج الحوار الوطني ودعم الإصلاح·

وأضاف أحمد: إن سوريا قابلت الجهد العربي بايجابية ومرونة وانفتاح انطلاقا من قناعتها بحتمية أن يكون الدور العربي مبنياً على الحرص على أمن سورية واستقرارها·

الى ذلك أفاد التلفزيون السوري الرسمي أن <الرئيس السوري سيصدر خلال ساعات مرسوما بتشكيل لجنة الحوار>·

بيد أن المعارضة السورية التي تظاهر أنصارها خارج مقر الجامعة سارعت إلى التشكيك في نوايا نظام الرئيس السوري بشار الأسد·

وقال عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان إن المبادرة العربية مضى عليها أسبوعان سقط فيهما أربعمائة قتيل، مشيرا أيضا إلى أنه سقط امس نحو عشرين قتيلا في حمص·

وتابع الغضبان أنه لا يمكن القبول بأي تسوية لا تشمل تغيير النظام، لكنه رحب مع ذلك بأي خطوة توقف القتل، قائلا إن توقف القمع سيسمح للشعب السوري بالتظاهر، وهذا يعني نهاية النظام·

في السياق ذاته، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية بحمص إن نظام الأسد قادر على ممارسة الألاعيب· وانتقد أسامة الحمصي ما اعتبره تجاهلا من الجامعة العربية للمعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني السوري، مضيفا أن المعارضة ترفض أي طرح لا يستبعد إسقاط النظام·

وقال الحمصي أيضا إن السوريين سيتظاهرون بالملايين لو طبق النظام الاتفاق الذي توسطت فيه الجامعة·

وفي إطار ردود المعارضة السورية أيضا، قال الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي المعارض عبد الرحيم منجونة إنه لا يرى مصداقية للنظام فيما يتعلق بتنفيذ خطة التسوية العربية، مذكرا بمرسوم إلغاء الطوارئ الذي لم يطبق·

وتوقع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق فشل المبادرة العربية، وحذر من أن السوريين سيضطرون إلى حمل السلاح في حال لم يحصلوا على حماية·

وكان المجلس الوطني السوري قد دعا قبيل الاجتماع الوزاري العرب إلى تعليق عضوية سوريا بالجامعة· وقال في بيان حصلت عليه الجزيرة إن النظام يحاول كسب الوقت، وإن دعاواه الإصلاحية زائفة·

وحث المجلس الجامعة على أن تدعو إلى توفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي، كما طالب بالاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب السوري·

وفي ردود الفعل الدولية، طالبت الإدارة الأميركية مجددا الرئيس السوري بالرحيل·

وجاءت هذه الدعوة التي صدرت عن البيت الأبيض رغم الإعلان بالقاهرة عن قبول دمشق للتسوية العربية·

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني للصحفيين <موقفنا ما زال هو أن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى· نؤيد كل الجهود الدولية التي تستهدف إقناع النظام بوقف مهاجمة شعبه>·

من جهته أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في تنفيذ الاتفاق بين الجامعة العربية وسوريا·

ودعا بان النظام السوري إلى الكف فورا عن قتل المدنيين، مضيفا أن المدنيين في سوريا عانوا طويلا وأن الوضع الراهن غير مقبول·

وفي برلين، دعت المستشارة أنجيلا ميركل عقب محادثات مع نظيرها التركي رجب طيب أردوغان إلى إدانة دولية أقوى بالأمم المتحدة لممارسات النظام السوري ضد المدنيين·

ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان <نفذت مجموعات من المنشقين عن الجيش السوري عمليات نوعية في ريف حماة ردا على مجزرة الحولة التي نفذتها مجموعة مسلحة من قرى موالية للنظام ضد عمال في معمل ببلدة كفرلاها وذهب ضحيتها 11 عاملا>·

واضاف <في بلدة المضيق بريف حماة جرى تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة وسيارة للجيش السوري النظامي جنوب مشفى قلعة المضيق قتل خلالها سبعة من عناصر الجيش كما قتل 8 من عناصر الامن والشبيحة خلال مهاجمة منشقين حافلة وسيارة كانت تقلهم على الطريق بين قلعة المضيق وبلدة الصقيلبية>· كما قتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الامن في احياء عدة في حمص التي تشهد عمليات عسكرية منذ اسابيع·

من جهة اخرى، تجمع مئات الآلاف من السوريين في مدينة الرقة (شمال) وفي السلمية للتعبير عن دعمهم <للاصلاحات ولادانة التدخلات الخارجية> 

السابق
الانباء: جلسة نيابية ساخنة وقودها المربعات الأمنية وتمويل المحكمة.. وطرد العمال السوريين يزيدها اشتعالاً
التالي
نتنياهو يتحدّى العالم: الاستيطان حقّ وليس عقاباً