الجمهورية: نتنياهو وباراك يدفعان إلى هجوم قريب على المنشآت النوويّة الإيرانيّة

أشار كبير المُحلّلين السياسيّين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، ناحوم برنياع، أمس، إلى معلومات تتردّد في أروقة الحكومة وأجهزة الأمن في إسرائيل، تُفيد أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، يدفعان في اتّجاه اتّخاذ قرار قريب بشنّ هجوم على المُنشآت النوويّة الإيرانيّة.

المعسكر الأوّل

وأضاف برنياع، أنّ "القيادة الأمنيّة والسياسيّة الإسرائيليّة تنقسم إلى 4 معسكرات في هذا الموضوع. فالمعسكر الأوّل، يقول إنّ نجاعة هجوم كهذا محدودة، وأنّ مخاطره جنونيّة، لأنّ الإيرانيّين سيردّون بإطلاق صواريخ من إيران، ومن لبنان بواسطة "حزب الله"، ومن غزّة بواسطة حركة "حماس". ويُحذّر هذا المعسكر، حسب برنياع، من أنّ حرباً ضدّ إيران، ستؤدّي إلى حرب إقليميّة ستُدمّر دولة إسرائيل، لذلك فإنّ من الأفضل الاعتماد على العقوبات الدوليّة، لأنّه حتّى لو توصّلت إيران إلى سلاح نوويّ، فإنّ هذا لن يكون نهاية العالم".

التريّث أوّلاً

أمّا المُعسكر الثّاني، فيدعو إلى التريّث، "لأنّ البرنامج النّووي الإيراني لن ينتهي قبل سنتين أو سنتين ونصف. وقبل انقضاء هذه الفترة، ستُجرى انتخابات رئاسيّة في الولايات المُتّحدة. وفي حال فوز الرّئيس باراك أوباما بولاية ثانية، أو انتخاب رئيس جمهوريّ آخر، فإن أيّاً منهما سيأخذ حتماً مُهاجمة إيران على عاتقه، إضافة إلى وجود احتمال آخر يتمثّل بأنّ النّظام الإيرانيّ قد يتغيّر".

مُعارضة

وينتمي إلى المُعسكر الثّالث، قادة الأجهزة الأمنيّة، رئيس أركان الجيش بيني غانتس، ورئيس "الموساد" تمير باردو، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة اللّواء أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" يورام كوهين.

وقال برنياع، إنّ هؤلاء الأربعة مُتّفقون على رأي واحد، ويعارضون شنّ هجوم على إيران، وهذا موقف مُطابق لموقف أسلافهم في قيادة الأجهزة الأمنيّة غابي أشكنازي، ومائير داغان، وعاموس يدلين، ويوفال ديسكين.

ويُذكر أنّ تقارير عدة نُشرت في إسرائيل في الأشهر الماضية، تحدّثت عن أنّ الخلاف الشّديد بين باراك وأشكنازي نشأ عُقب معارضة الأخير مهاجمة إيران، وأنّه كشف عن وجود مُخطّط كهذا أمام الرّئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، عندما طالبه بالتدخّل لإقناع باراك ونتنياهو بخطورة هجوم مُماثل.

"توأمان سياميّان"

وفي الانتقال إلى المُعسكر الرّابع، فهو يضمّ نتنياهو وباراك، اللذين يصفهما برنياع بأنّهما "توأمان سياميّان في القضيّة الإيرانيّة"، وأنّهما يظهران كمن يدفع في اتّجاه شنّ عمليّة عسكريّة على إيران.

ويُذكّر الكاتب، أنّ نتنياهو وضع معادلة حربٍ ضدّ إيران في بداية ولايته، عندما أعلن أنّ "الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، هو هتلر، وإذا لم يوقَف في الوقت الصّحيح فإنّ محرقة ستُحدث"، في إشارة إلى محرقة اليهود.

وأضاف برنياع أنّ "هناك من يصف تحمّس نتنياهو في هذا الموضوع بأنّه يستحوذ عليه، فكلّ حياته يحلم بأن يكون تشرشل، وإيران ستمنحه هذه الفرصة"، مُشيراً إلى وجود أسباب أخرى توجّه باراك في تأييده لضرب إيران، أوّلها العقيدة الإسرائيليّة التي لا تسمح لأيّ دولة في المنطقة بحيازة سلاح نوويّ، وهي العقيدة التي قادت رئيس الوزراء مناحيم بيغن إلى تدمير المفاعل النووي العراقي في مطلع الثمانينيات، ووجهّت رئيس الوزراء السابق، ايهود أولمرت، عام 2007 إلى قصف موقع دير الزور السّوري، الذي تقول إسرائيل إنّه كان مفاعلاً نوويّاً.

وأشار برنياع إلى أنباء تتردّد في هذا السّياق، عن وجود دافع شخصي لدى باراك الى هذا الانسجام الكامل مع نتنياهو، يتمثّل بأنّ الأخير سيعمل على ترشيحه ضمن الأماكن العشرة الأولى في لائحة "الليكود"، في الانتخابات العامّة المُقبلة، ما سيضمن بقاءه وزيراً للدّفاع في الحكومة المقُبلة، في حال فوز الحزب، وبعدما فقد دعماً حزبيّاً إثر انشقاقه عن "حزب العمل".  

السابق
النهار: ترقيات العمداء مجمدة عند معالجة عقدة الحسن
التالي
الحياة: الحريري.. الأمير نايف ولياً للعهد قيمة مضافة لمواجهة الهيمنة على القرار العربي و الإرهاب