رحل جوبز ولم نعرف من قضم التفاحة!

رحل ستيف جوبز! تصدّر الخبر الصفحات الأولى لبعض الجرائد العربية والأجنبية، وحلّ عنوانا على فقرات النشرات الإخبارية. الرجل الخفيّ أدهش العالم باختراعاته، فهو أحد مؤسسي شركة «آبل» والعقل الذي يقف خلف اختراع الهاتف الذكي «آيفون» وجهازي الـ«آيبود» والـ«آيباد». لكن البعض لم يتعرّف على اسم هذه الشخصية إلا بعد رحيلها، بعدما خصص مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مساحة واسعة له.
موت جوبز أثار لدى «الآيفونيين» خوفا على التفاحة المقضومة التي قدمها الرجل إلى العالم. هي التفاحة الشهيرة التي اعتمدها كشعار لشركة «آبل»، والتي تساءل البعض عن سرّ جعلها مقضومة وليست كاملة. رحل جوبز ولم نعرف من قضم التفاحة. كأنه أراد أن يشغل العالم بالبحث عن الأجوبة بعدما شغله بإرثه الغني، وهو الذي اعتُبر واحداً ممّن غيّروا عالم التكنولوجيا برمتّه.

يصعب الحصول على جواب يتبناه جوبز نفسه عن سر التفاحة المقضومة. لكن جمهور «آبل» على صفحة الموقع يتولى الإجابة. وبحسب تقديرهم: «كانت البداية في العام 1976 حيث كان ستيف جوبز يعمل على حواسيبه في حقل تفاح لدى صديقه فتولدت هذه الفكرة. لم يكن الشعار تفاحة مقضومة، بل كان رسمة يظهر فيها «نيوتن» وفوقه شجرة التفاح التي ترمز لقانون الجاذبية، والتي ظهرت في الجيل الأول من حاسبات «آبل». لكن ستيف جوبز رآه غير مناسب، بسبب عدم وضوح تفاصيله في حال اعتٌمد على شكل صغير، فطلب من الفنان روب رانوف تصميم شعار للشركة. ورسم الأخير تفاحة مقضومة من الجانب، لتعبر عن القضمة من الشجرة المحرمة التي أكل منها آدم وحواء.

رواية «ويكيبيديا» تضيف إلى الرواية الأولى، أن تفاحة نيوتن استبدلت بشعار «قوس قزح آبل» من تصميم روب جانوف الذي قدم عدة نماذج أحادية اللون لستيف جوبز. وأصر الأخير على أن يكون الشعار ملوناً، باعتباره وسيلةً لأنسنة الشركة.
رواية أخرى تقول إن الشعار كان بدافع الولاء لعالم الرياضيات آلان تورنج، أحد آباء صناعة الكمبيوتر، الذي أقدم على الانتحار من خلال تناول تفاحة ملوثةً بالسيانيد. ويردد أصحاب هذه الرواية أن ألوان قوس قزح في الشعار ربما تكون إشارةً إلى ميول تورينج الجنسية. ومع ذلك، يذكر روب جانوف أن النظريات البديلة كلها أساطير رائعة، لكن الحقيقة أن شعار الشركة صمّم مع قضمة حتى يفهم الناس أنها تفاحة وليست كرزاً!
 ماذا تعرفون عن جوبز؟

اعتمدت صورة «ستيف جوبز» كصورة تعريفية في صفحتها على «فايسبوك». يسألها البعض من هو هذا الرجل. تتصرف وكأنه أحد أقرب الناس إليها، ولا تمّل من التعبير عن حزنها لرحيله، ما دفع أحد أصدقائها إلى التعليق تحت الصورة ممازحاً: «الله يرحم جدّك، كانوا يروحوا مع بعض ع نفس المدرسة».
تمتعض من السخرية على مسألة تعتبرها جديّة وقد تؤثر على حياتها! والسبب؟ هي «آيفونية» منذ أن وجد الـ«آيفون»، ولذا هي قلقة من احتمال عدم تطور هذا النوع من الهواتف بعد رحيل صاحب الفكرة.
للمى سبب آخر دفعها للانضمام إلى حملة الحزن على جوبز. تنشر صورة مذيّلة بعبارة «I sad» (أنا حزين) في تحريف لكلمة «IPAD» على صفحتها، لكنها تعترف: لم أسمع باسم الرجل من قبل. إلا أنني أحببت أن أماشي العصر والموضة على «فايسبوك»! أما أحمد فيكتب تعليقا ساخرا يغمز به من قناة كل الذين حزنوا على جوبز من دون أن يعرفوه من قبل: «مايك لازاريدس، مؤسس شركة بلاكبيري، اعرفوه قبل ما يموت عشان تبكو عليه».

لكن هناك من قرر اخبار الناس عن هذا الرجل، فأنشأ مجموعات على «فايسبوك» باللغة العربية، بعد ساعات من إعلان خبر وفاته. ونشرت هذه المجموعات السيرة الذاتية لجوبز ومشاركته في أهم المؤتمرات التي تحدثت عن إنجازات «آبل».
وبحسب تلك المجموعات، فإن ستيف جوبز توفي عن عمر يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض سرطان البنكرياس منذ العام 2004. معاناة أرغمته على الحصول على إجازات مرضية متتالية قبل استقالته من منصب المدير التنفيذي للشركة.
وكان جوبز يعتبر أحد أبرز المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الـ40 الماضية من خلال شركة «آبل» التي قدمت أول جهاز كومبيوتر شخصي عام 1976. ويتذكّر عشاق التكنولوجيا يوم أطلّ جوبز ليعلن إطلاق أول جهاز كمبيوتر من نوع ماكنتوش: «رأيتم صورا لماكينتوش، اليوم سأعرّفكم عليه شخصيا. كلّ الصور التي سترونها على الشاشة الكبيرة، هي صور ينتجها ما في داخل هذه الحقيبة».

أما النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا وبدأت عام ألفين، فهي تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة منتجات «آي» التي أتاحت التكنولوجيا للمستخدمين في كل وقت وكل مكان.
مجموعات أخرى بحثت في أقوال جوبز المأثورة، ونشرتها: «السبيل الوحيد للقيام بشيء عظيم هو أن تحب ما تفعله»، «في بعض الأحيان تضرب الحياة رأسك بحجر لكن عليك ألا تفقد الإيمان»، «اجعل تفكيرك نقياً حتى تكون بسيطاً»، «أن تتذكر دائما أنك ستموت هو أفضل سبيل لتتجنب الوقوع في فخ أنك سوف تفقد شيئا».. نماذج من هذه المقولات، راح مستخدمو الموقع يتناقلونها على صفحاتهم.

اهتمام الناس برحيل جوبز لن يعود مستغربا عند التدقيق في التقارير التي تتحدث عن تأثيره على مستقبل «آبل» ومكانتها الاقتصادية عالميا. حتى الشركة نفسها طرحت في موقعها الالكتروني تساؤلات عن ذلك، قبل أن تجيب بنفسها: «ما هي مقدرة «آبل» على التجديد والإبداع بعد رحيل ستيف جوبز؟ هذا السؤال نتركه للمستقبل للإجابة عليه، لكننا واثقون أن ستيف ترك لشركته رصيدا لا بأس به من الإبداع على المدى المتوسط.. ترك على الأقل كما نوعيا من المنتجات المتفوقة القادرة على السيطرة مدة لا بأس بها من السنوات». 

السابق
مشكلة الأقباط أم مشكلة مصر؟
التالي
تركيا وإسرائيل وجهاً لوجه