زيت الزيتون الجيد: القطاف الباكر أكثر جودة وأقلّ ربحا.. والعكس بالعكس

بدأت مواسم الخير في الجنوب، تسابق أهالي بلدة يحمر الشقيف إلى أرضهم، السهل يمتلئ بالناس، والزيتون مثقل بحباته. زوطر الشرقية وزوطر الغربية، ميفذون، كفرصير والقصيبة، وبلدات أخرى بدأت أيضا بالقطاف ولكن بوتيرة أقل. شجرة الزيتون ملكة الأشجار، بدأت تأخذ عقابها، لأنها تعطي الخير دون مقابل، ضربات الفلاحين على أغصانها الصغيرة، تأخذ منها ما أعطته من قلبها بكل عنف وأذية، تمهلوا ايها المزارعون، فللقطاف فنون أيضا.

تنضج حبات الزيتون تدريجيا، وبدأت حاليا العديد من حملات القطاف، أبكر من القطاف في أماكن أخرى، العرقوب مثلا ما زال يتمهل. الحملات التي ترتهن لمطالب شريحة من الناس، تريد الزيت بمواصفات محددة، مميزة من حيث اللون والطعم والرائحة، من بدأ القطاف في هذه الأيام، سيحصل على زيت حريقي، لأن حبات الزيتون لم تتجاوز النضج الكامل.
في المقابل هناك شريحة واسعة من المستهلكين تفضل زيت الزيتون حلو المذاق، بحيث تكون الحبات توشحت بلون أرجواني أسود، بعد أن اكتملت فيها مجموعة من العمليات الكيميائية، بعد تعرضها للأمطار.
توقيت القطاف يؤثر على إنتاجية الزيت بحيث يؤكد المهندس الزراعي يوسف نور الدين ان "الإستعجال في القطاف قبل هطول الأمطار يعطي كمية زيت أقل بنوعية أفضل، والتأخر في القطاف يعطي كمية أكبر بنوعية أقل فائدة". في وقت يفضل البعض الإنتظار ليحين موعد القطاف بعد أن تتلون الحبات بنسبة 50 في المئة باللون الاسود، وبالتالي فإن موسم القطاف يمتد عادة بين الخامس عشر من تشرين الأول والخامس عشر من تشرين الثاني.

تتعدد طرق قطاف الزيتون، من الطريقة اليدوية، أو الأمشاط، أو طرق القطاف بالمعاملة الكيماوية او بعض الأساليب الميكانيكية، لكنها بمعظمها تغيب عن المزراعين لغياب التوجيه الإرشادي، ولأنّهم لا يضمنون إنتاجية جيدة، والكلفة المرتفعة تخيفهم، ما يبقي القطاف بالطريقة اليدوية الحل الوحيد أمام المزراعين.
لكن هذه الطريقة، رغم أنها الأفضل من الناحية العملية، الا أن واقع القطاف بهذه الطريقة يؤثر سلبا على الإنتاج بين عام وآخر، لأن المزارعين يعتمدون طريقة ضرب الزيتون بالعصي، بحيث تسيء الضربات إلى الحبات وتعرضها للتجريح، ما يؤدي إلى تفاعل الأحماض الموجودة داخل الثمرة وبالتالي زيادة نسبة الحموضة في الزيت، وهو مؤشر على سوء نوعيته.

 
لا يقتصر الأذى على حبات الزيتون ونوعية الزيت، بل إن الأغصان الغضة لشجرة الزيتون، والتي لم يتجاوز عمرها السنة، تتعرض للكسر، ما يقلّل من إنتاج العام التالي، لأنّ التعويل في الثمار يعتمد على هذه الطرود.

بعد القطاف بطريقة سليمة ووضع قطع القماش تحت شجرة الزيتون للمحافظة على الحبات من الهرس، يجب أخذ الزيتون مباشرة من الحقل إلى المعصرة، وإن لم يتوافر سبيل نقله فورا يمكن حفظه بطريقة مظللة مهوّاة، وبعيدة عن أي روائح، كالمازوت والزيت وما شابه، كما يجب عدم تخزينه بأكياس نايلون أو خيش، فارتفاع الحرارة قد يؤثر سلبا على نوعية الحبات، وبالتالي يفضل نقلها بصناديق بلاستيك مكشوفة.

وفي ظل وجود المعاصر الحديثة، أصبح تأثير المعصرة على نوعية الزيت غير سلبي، من ناحية عصر الزيت على البارد، بطريقة الطرد المركزي، وبآلات كلها مصنوعة من معدن الستانلس الستيل. وبالتالي فإن الزيت لا يتأثر بمعادن الآلات، ويكون زيتا جيدا من حيث النقاوة والحموضة.

أما المرحلة الختامية للحفاظ على نوعية الزيت فتكون بحفظه في عبوات زجاجية أو عبوات ستانلس ستيل.

تجدر الإشارة أخيرا إلى أن ارتفاع نسبة الحموضة ورقم التزنخ أو الأكسدة ونقاوة الزيت، كلّ يجعل منه غير صالح للإستخدام البشري، والزيت الجيد يصنف بـ"زيت زيتون بكر ممتاز"، أو "زيت زيتون عادي". 

السابق
السفير: ثورة مصر تواجه التهديد الأخطر لانتصارها: عشرات القتلى والجرحى بين الجيش والأقباط
التالي
جنبلاط متوتر !!