أوباما الخايب

خايب بحق! الرئيس الأميركي خايب لأنه فشل في كل جوانب سياساته، خابت سياساته الداخلية، والخارجية، والاقتصادية، و…، لو أردتم الصراحة، السيد اوباما كان فألاً سيئاً لكل موضوع تحدث عنه، وبومة شؤم لكل بقعة أرض زارها او نظام سياسي ورئيس صافحه. فلكي لا أتقوّل على الرجل، دعني أحكي لك بعض القصص عن حياة اول رئيس أميركي أسود.

معروف عن «الديموقراطيين» أنهم محبو جماعات السلام الأخضر، ولديهم الكثير من البرامج الصديقة للبيئة. فمن فرط حبهم للطبيعة والأرض، فاز نائب الرئيس السابق آل غور بجائزة نوبل، وتذكرون أنه بعهد تلك الإدارة نشطت البرامج الصديقة للبيئة برئاسة كلينتون. وبما أن الحال قد عاد لـ «الديموقراطيين» مع تسلم اوباما للحكم، فإن اوباما بارك لشركة سوليندرا المتخصصة في «الاقتصاد الأخضر» وتمنى زيادة العاملين في مجال الطاقة النظيفة وتعهد باغداق المال العام عليها. الشركة أعلنت إفلاسها بعد أشهر من زيارة اوباما وتركها تلقى مصيرها! ومع أن BB تسببت في كارثة نفطية في خليج المكسيك، أعيد التنقيب في المنطقة نفسها برغم وعوده بايقاف الحفر!

أول زيارة قام بها السيد اوباما بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية قبل ثلاثة أعوام كانت لمصر حينما زار القاهرة وخطب خطبته الشهيرة من عاصمة العرب وعشمهم بأن الخير سيكون في عهده وأنه سيغلق ملف الفلسطينيين والاسرائيليين، وسيغير قناعة العرب تجاه أميركا. بعد عقود من العلاقات المتوترة، وبعد عقدين من الزمان قضاها الطرفان في مفاوضات السلام، جاء اوباما وفركش كل شيء وتوقفت المسيرة بالأمس عندما قدّم محمود عباس أوراق دولته «المفقودة» للأمم المتحدة ضارباً بعرض الجدار كل الآمال التي عقدتها منظمة التحرير على الوسيط «الأميركي النزيه»!
 
وفي المقابل وبعد اكثر من 15 زيارة خاصة قام بها المحافظ السابق لولاية أركنساس، يلخص مايك هوكابي وجهة نظر المسؤولين الإسرائيليين بأن سياسات اوباما وضعت الصهاينة على حافة الهاوية والدمار، وتركت ايران لتبني مشاريع نووية لا مشروعا واحداً، بل وتوسعت القدرة الإيرانية وقطعت أبعد من ذلك وارتفعت نسبة قدرتها على التخصيب لتصل إلى ارقام يُخشى أن تكون بالفعل قد حققت أهدافاً عسكرية سرية! بل النحس طال العرب ومصر تحديدا، فبعدما حطت قدماه القصر الجمهوري والجامعة، انقلبت الناس على السلطة وصار حسني حبيس قفص الاتهام!

بل ان الرجل عجز حتى عن الايفاء بوعود صغيرة ومحدودة نسبيا كإغلاق غوانتانامو الذي ظل يعمل ويستقبل ضيوفه، وهي رسالة رمزية قوية من «الجمهوريين» لـ «الديموقراطيين» بأنهم ينتظرون الانتخابات الرئاسية بفارغ الصبر. حتى اليوم وهو القادر ليعيش افضل ساعاته السياسية ويستثمر الربيع العربي لصالحه، حتى اليوم بات عاجزاً واستطاع بدلاً عن ذلك ليحقق أسوأ نسبة من الرأي العام العربي منذ أن جاء للحكم قبل أعوام! وبفضله تراجع تصنيف الولايات المتحدة الأميركية ولأول مرة في تاريخها الائتماني! انجاز كبير استطاع أن يتجاوز مرتبة كارتر في السوء ليستحق بدلا عنه مسمى الرئيس «الأسوأ» في تاريخ أميركا، وهو انجاز جعل البعض ليقتنع بأنه المرشح الأوفر حظاً لتسلم جائزة نوبل «للكلام» (لأن بيّاع حجي بالكويتي)! 

السابق
الوحدة الإيطالية تضيئ شوارع الناقورة عبر الطاقة الشمسية
التالي
هيكل سليمان أكذوبة كبيرة لهدم الأقصى