خطة سلام أميركية لإحباط استحقاق سبتمبر

 نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار ودبلوماسيين أجانب في واشنطن أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأت حملة دبلوماسية لإحباط استحقاق طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها السنوية المقرر افتتاحها يوم 13 سبتمبر الجاري، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدلاً من ذلك، ولو أن هذه الخطوة قد تكون متأخرة. وفيما تمسكت القيادة الفلسطينية بذلك الاستحقاق، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف الأضرار المتوقعة بسببه من حيث عزل إسرائيل وأميركا في المجتمع الدولي وقطع المساعدات الأميركية عن السلطة الوطنية الفلسطينية وانقسام أوروبا.

وقالت “نيويورك تايمز” إن إدارة أوباما قدمت إلى اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط خطة جديدة لإحياء مفاوضات السلام المجمدة بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، بغية إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن طلب عضوية بلاده في للأمم المتحدة. كما أبلغت عباس بأنها ستستخدم حق النقض “الفيتو” ضد الطلب في مجلس الأمن الدولي.

وأوضحت أنها ترغب في تجنب استخدام “الفيتو” وأيضا إجراء تصويت في الجمعية العامة على الطلب الفلسطيني، ستعارض فيه الولايات المتحدة وبضع دول فقط رفع مستوى وضع فلسطين من “كيان” مراقب غير متمتع بحق التصويت إلى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت، مما يسمح لها بالانضمام إلى عشرات الوكالات الهيئات التابعة للأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية ورفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله “اذا طرحت البديل، فقد غيرت فجأة الظروف والقوى المحركة وهذا ما نحاول بقوة فعله”. وقالت إنه بينما يأمل مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم كشف هوياتهم، في التوصل إلى تسوية لتجنب التصويت في مجلس الأمن والأمم متحدة، توجد خطط للحد من العواقب في حال حدوثها ومنها بذل جهود لضمان استمرار التعاون الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية وعلى طول حدود إسرائيل. وأضافت أنهم يخشون، في الحالتين، اندلاع موجة غضب في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي حيث تشهد المنطقة فعلاً اضطرابات شعبية.

وذكرت الصحيفة أن أوباما سيكون في وضع يخشى فيه من الاعتراف بتطلعات الفلسطينيين أو المجازفة بخسارة إسرائيل وداعميها السياسيين في الولايات المتحدة. ونقلت عن مسؤول أميركي بارز آخر قوله إن واشنطن لا تزال تركز على الخطة (أ)، في إشارة إلى جهود دبلوماسية يبذلها مبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دينيس روس.

وضافت أن وزارة الخارجية الأميركية بعثت مؤخراً رسالة دبلوماسية رسمية إلى أكثر من 70 دولة تدعوها فيها إلى معارضة “خطوات أحادية الجانب” للفلسطينيين في الأمم المتحدة، محذرة من إجراء تصويت سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتقويض جهود السلام, وفقا للتقرير. وأوضحت أن الرسالة تستهدف إلى تقليل الأغلبية المؤيدة لفلسطين في الأمم المتحدة . ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهما إن خطة السلام الجديدة المقرر أن تصدر في بيان للجنة الرباعية الدولية “يمكن أن يدفع داعمين محتملين إلى التراجع عن تأييد الطلب الفلسطيني وبالتالي يجبر عباس على مراجعة الأمر مرة أخرى”.

السابق
إرهاب سبتمبر وتغيير الاستراتيجية الأميركية
التالي
الانباء: بري رداً على الاعتداءات النفطية الإسرائيلية: لسنا بحاجة لعدو كي نسقط تلقائياً