النهار: حركة العطلة تتركّز على احتواء الأزمة الحكومية

على رغم انحسار الحركة السياسية عشية عطلة عيد الفطر، برزت في عطلة نهاية الأسبوع ملامح محاولة حثيثة يتولاها خصوصاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي لاحتواء المضاعفات السياسية بين أطراف الأزمة الكهربائية التي عصفت بالحكومة من خلال السعي الى تسوية تنزع صاعق هذه الأزمة قبل الموعد المحدد لمجلس الوزراء في السابع من أيلول.
واذا كانت اللقاءات المعلنة أمس اقتصرت على زيارة سليمان لقصر المختارة وزيارة ميقاتي للرئيس عمر كرامي، فإن مصدراً وزارياً واسع الاطلاع قال لـ"النهار" مساء إن الجهود تبذل للاتفاق على "مشروع استراتيجي" للحكومة في ملف الكهرباء يحظى بتفاهم جميع الأفرقاء المعنيين، وأن العمل على بلورة هذا المشروع بكل تفاصيله وتقنياته وآلياته وأطره القانونية يجري بهدوء سعياً الى انضاجه. وأكد في هذا الاطار أن وزير الاقتصاد نقولا نحاس، الذي كلفه الرئيس ميقاتي جانباً من هذه الجهود، سيلتقي اليوم وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، وان الاتصالات ستستمر مع مختلف الأطراف المعنيين توصلاً الى التوافق على المشروع.

وتحدثت أوساط سياسية معنية بالحركة الجارية عن أجواء مرنة بدأت تسود تعامل أطراف الأزمة مع ملف الكهرباء، إذ لوحظ تراجع الحملات الاعلامية والكلامية التي نشأت عقب الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، كما أن الوزراء أو النواب في كتلتي "التغيير والاصلاح" و"جبهة النضال الوطني" التزموا نهجاً مهدئاً. وأفادت أن جولة المشاورات والمساعي التي أجريت في الأيام الاخيرة تركزت على احتواء الأضرار التي أصابت صورة التضامن الحكومي ومنع تفاقمها بما كاد يشكل تصدعاً لفريق الأكثرية في هذه المرحلة، الأمر الذي أعاد أطرافها الى البحث عن مخرج يرضي الجميع.

وبدا ميقاتي مرتاحاً الى هذه الجهود، فقال عقب زيارته لكرامي في طرابلس إن "نقاشاً بناء يدور في شأن قضية الكهرباء لكي نؤمن الكهرباء بأفضل السبل وضمن الضوابط المطلوبة وبشفافية كاملة… أما بالنسبة الى ما قيل عن شلّ عمل الحكومة، فأنا متأكد من أن الجميع حرصاء على أمرين هما بقاء الحكومة وتأمين التيار الكهربائي، وضمن هذين المعيارين سنقوم بوضع الضوابط الأساسية لكي نؤمن الكهرباء بالطريقة السليمة".
وفي المقابل، وصف وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الحديث عن "صفقة رابحة له" في مشروع الكهرباء بأنه "كذب"، وقال في حديث تلفزيوني: "أنا لا أقبل أن أعمل من دون رقابة وللحكومة صلاحية رقابة مطلقة". ورأى أن "أقل ما نفعله في حكومة "كلنا للعمل" هو تنفيذ الخطة المرفوعة" عن الكهرباء وأن "على الحكومة تمريره لأنه ورد في بيانها الوزاري". ولفت الى أن تجربة اعطاء الصناديق الموازنة المطلوبة لخطة الكهرباء "أثبتت فشلها إذ تمت سرقة الصناديق".
في غضون ذلك، لبى الرئيس سليمان مساء أمس دعوة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى عشاء في قصر المختارة ضمهما والسيدة نورا جنبلاط والوزراء العريضي وأبو فاعور وعلاء الدين ترو وأمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض.
وأوضحت مصادر قصر المختارة أن اللقاء تناول عرضاً لعدد من القضايا والمواضيع السياسية في لبنان والمنطقة.

السابق
الاخبار: سوريا تتحفّظ على بيان الجامعة: كأنّه لم
التالي
كهربة عون···وقرار تصريف الأعمال!