المايوه: فتيات يهربن الى مسابح العاصمة لارتدائه

كما ان المايوه يكشف اجزاء من الجسد ويُخفي أخرى، كذلك انتشاره على الشواطئ اللبنانية الممتدة على مسافة 120 كيلومتراً. فهناك مناطق ينتشر فيها المايوه من دون منافس، فيما يغيب عن المناطق الاخرى. "نهار الشباب" استطلع آراء الفتيات في شأن هذا الزي "الحاضر الغائب".

ترتدي داليا رزق (22 سنة – جزين) المايوه كل مرة تذهب الى الشاطئ أو المسبح. فهي تقصد المسابح المختلطة، إذ تعتبر ان الشواطئ والمسابح المخصصة للفتيات "بلا فائدة". وهي تعتقد ان "معظم الذين يقصدون المسابح همّهم الاول السباحة، أو على الأقل هذا رأي. وعليه، أجد أن ارتياد المسابح المحصورة بفئة من دون أخرى هو محاولة فارغة لاظهار الذات كما لو انها متسقة مع ما يفضله المجتمع".
تلاحظ داليا ان "المايوه المؤلف من قطعتين (2 pièces) هو الاوسع انتشاراً، وشخصياً أفضله كونه لا يعوق الحركة أثناء السباحة، ويتيح لمعظم أجزاء الجسم فرصة التعرّض لأشعة الشمس والحصول على اللون المطلوب. أما المايوه القطعة الواحدة (1 pièce) فتلجأ اليه صاحبات الاجساد الممتلئة أو السمينة". وتقول: "أواكب الموضة، والمايوهات كالثياب تتجدد موديلاتها سنوياً، لذلك من الطبيعي أن تكون عملية الشراء سنوية، لأن الرائج من الالوان يتبدل بين سنة وأخرى. وكذلك توابع هذا الزي التي أصبحت ضرورية، كالقبعة والحقيبة وغيرهما".

ترفض داليا الفكرة الرائجة لدى "بعض الشباب اصحاب عقد النقص، الذين يسعون الى إثارة أنفسهم عبر مراقبة الفتيات، ويقولون ان هؤلاء يرتدين المايوه بهدف الاثارة والإغراء"، مستنتجة ان ان "المشكلة ليست في الزي الأكثر من طبيعي، إنما في أولئك الذين لا يستحقون هذا القدر من الانفتاح والتطور". فداليا تؤمن "بأن للمجتمعات ونظرتها دوراً مهماً في اطلاق مثل هذا النوع من الحرية أو كبته، فأنا أعيش في مجتمع يميل الى التحرر وارتداء المايوه أصبح مقبولاً اجتماعياً، بل أكثر من ذلك، فالمجتمع أصبح يرفض من لا يرتديه، وهذا ما يسهّل ربما فكرة ارتدائي المايوه ويجعل الامر طبيعياً".

أماكن مختلطة
توافق ليندا لبّس (18 سنة – الدكوانة) داليا معظم ما قالته: "نعم، المايوه لباس يختلف نوعياً عما نرتديه في ايامنا العادية، لكنه صُمّم ليتوافق مع طبيعة المكان والنشاط الذي نمارسه اثناء ارتدائه، فمن الطبيعي ان أكون ممن يرتدونه".
لا تتذكر ليندا أنها قصدت يوماً أحد المسابح المخصصة للفتيات "فوجود الاناث والذكور في مكان عام واحد أمر طبيعي ولا يشكّل بالنسبة إليّ أي مشكلة. وبما انني في كثير من الاحيان أقصد المسابح برفقة أصدقاء من الجنسين، فمن الضروري، ان يكون اهتمام الفتيات بموديلات المايوه متفاوتاً بين فتاة وأخرى، ومسبح وآخر. فإذا كان المكان المقصود فخماً وراقياً يزداد الاهتمام بالتفاصيل". واستدركت: "في السنوات القليلة الماضية ازدادت متابعة الفتيات لموضة المايوهات في شكل لافت".
أضافت: "ليس المايوه ما يجعل الفتاة مثيرة، بل هي من تختار لنفسها مثل هذه الصفة. من هنا، لا أستطيع ان انفي ان هناك عدداً كبيراً من الفتيات يرتدين المايوه بهدف الاغراء أو لاظهار أنفسهن بمظهر أكثر اثارة، لكن هذا لا يتم إلا من خلال تصرفات الفتاة المتعمّدة لابراز ذلك ولفت الانظار نحوها. لا تعني لي هذه الامور، وارتدائي المايوه لا يعدو كونه ارتداء اللباس المناسب في المكان المناسب. فالمايوه مخصص للسباحة أولاً وللبرونزاج ثانياً، وفي اعتقادي ان هذا هو المقصود في المسابح".
وتوقفت ليندا عن ظاهرة ارتفاع اسعار المايوهات سنوياً، ففي عملية حسابية بسيطة "تحتاج الفتاة في كل موسم الى خمسة مايوهات حداً أدنى، خصوصاً ان تلك المنخفضة السعر لا تصلح للاستعمال أكثر من مرة".

أكثر احتشاماً
تنطلق رلى بيطار (25 سنة – النبطية) لتروي انها قصدت مرة مع صديقتها أحد المسابح، لكنها شعرت بأن صديقتها مرتبكة وخجلة، فظنت انها ليست معتادة على المايوه وتفضّل عليه "ثياباً محتشمة"، إلا ان الصديقة فسّرت حرجها بأنه بسبب ارتدائها مايوهاً من الصيف الماضي.
وجزمت رلى بأن ثمة كثيرات لا يرتحن بالمايوه، كاشفة انها لا ترتديه إلا أثناء وجودها في مسابح مخصصة للفتيات، بينما تضطر في المسابح المختلطة الى ارتداء "ما هو أكثر احتشاماً". وإذ تفضل المايوه "كونه مريحاً اثناء السباحة ويسهّل عملية البرونزاج"، ترفض القول انه يجعلها مثيرة، أو إنها ترتديه ليجعلها مغرية.

وأشارت الى "تناقض فظيع" حيث تعيش: "في الجنوب، المايوه جريمة يعاقب عليها المجتمع، لذلك تتجنب معظم الفتيات اللواتي يلبسنه ارتياد مسابح المنطقة، فيقصدن بيروت حيث يعتقدن ان النظرة تختلف، وان شباب العاصمة لا يهتمون بهذا الموضوع. لكننا غالباً ما نتناسى أو نهمل فكرة ان شباب المنطقة يقصدون مسابح بيروت للتمعن ومراقبة اجساد يظنونها عارية".
وانتقدت رلى نفسها ومثيلاتها اللواتي تنقصهن الجرأة لتحدي المجتمع واختراق تحجّره في مواضيع كهذه.
بلا خجل
تكره سعاد القادري (27 سنة – صيدا) ما يسمى "بحر النسوان": "يُشعرني بالقرف، ومن المستحيل ان أقصد أماكن كهذه بعد تجربتي الاولى التي جعلتني أفضل المسابح المختلطة، فتلك الخاصة بالاناث تبدو وكأنها مراقص للشاذات جنسياً". تضيف: "ان ارتداء المايوه أمر مقبول في أسرتي، مع انه لا يلقى تشجيعاً كافياً في المجتمع. لكن موافقة الاهل كافية بالنسبة إلي، وتزيد اقتناعي بصواب الفكرة. لذلك ارتدي المايوه في شكل علني ومن دون أي خجل".
رغم ذلك ترتدي مايوه القطعة الواحدة لأنه "أكثر احتشاماً". وتشرح: "هذا اقتناع شخصي وليس تأثراً بالمجتمع. ارتدائي المايوه لا يغيّر نظرة الناس الي، لأن المجتمع مقسّم ما بين مؤيد ومعارض، وفي أسوأ الاحوال تتغير نظرة أولئك المنغلقين اجتماعياً، الذين لا أهتم بآرائهم".

أسعار مرتفعة وألوان فاتحة
أكد التاجر انطوان حليحل "ان اسعار المايوهات ترتفع بسرعة وفي شكل دائم، لكن هذا لا يؤثر على الطلب المتزايد باستمرار. فسعر المايوه الجيد لا يقل عن 75 دولاراً، وهذا النوع ليس الأكثر جودة، إذ قد يصل السعر الى 500 دولار". ورغم أن مايوه القطعتين هو الرائج بنسبة تفوق 60 في المئة، إلا أن سعر مايوه القطعة الواحدة لا ينخفض.
وأشار حليحل الى ان "موديلات المايوهات تتغير سنوياً، لكن في شكل بسيط، ومنذ سنوات تروج الالوان الفاتحة التي تتناسب مع اللون البرونزي الذي تنشده الفتيات".

"المايوه الشرعي"
وسط الأجواء الساخنة التي بها الدول العربية هذا الصيف وتناقص عدد رواد الشواطىء، ظهرت تصميمات جديدة لـ "المايوه الشرعي" لموسم 2011 بموديلات متنوعة، منها الرياضي ومنها ما يتماشى مع موضة صيف 2011 ومنقوش بزهور وأشكال نباتية.
ورغم ان هذا المايوه لم يحصل حتى الآن على اعتراف من الأزهر، الا انه أصبح منتشراً على نطاق واسع وترتديه أكثرية الفتيات المحجبات باعتباره لباس البحر الأنسب لسبب توافر أزياء "محتشمة" صالحة لتمضية الوقت في البحر.
ويتكون "المايوه الشرعي" من ثلاث قطع: بنطلون ضيق، وفستان برقبة عالية، ويمتد الى الركبة، وغطاء للرأس.
واللافت ان "المايوه الشرعي" مصنَّع في الصين، ويصل الى الدول العربية بأسعار مرتفعة، مما يحول دون شرائه لدى الفئات الأقل غنى، الأمر الذي يفرض على نساء كثيرات نزول البحر في ثيابهن العادية.

السابق
الاخبار: نقاش الكهرباء مستمرّ في العتمة
التالي
رَجُل الرئيس في باركينغ الكازينو