القرار الاتهامي…ضد أفراد !

لا هي قصة لاسا ولا هي قصة قنبلة انطلياس ولا حتى حكاية قارورة غاز الرويس، إنها قضية محكمة دولية تحقق في جريمة العصر، التي قتل فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعمل ويعمل فيها محققون من 46 جنسية دولية، بينهم عرب أقحاح ليسوا بالضرورة متآمرين على المقاومة و"حزب الله" كما يقول السيد حسن نصرالله، الذي يعتبر ان المحكمة مجرد مؤامرة أميركية – اسرائيلية على المقاومة، وان هذه "المؤامرة" لا تستهدف الحزب وحده بل الطائفة الشيعية الكريمة كلها، وهو أمر يستغربه الكثر من أبناء هذه الطائفة في لبنان وخارجه أايضاَ.

مرة جديدة أثبت "ولي الدم" الرئيس سعد الحريري أول من أمس، فروسية ووطنية عميقة حريصة على لبنان وأيضاً على المقاومة تحديداً وعلى الطائفة الشيعية خصوصاً، عندما سارع فور صدور القرار الاتهامي، الى مناشدة السيد نصرالله شخصيأ، إعلان فك الارتباط بين المتهمين الأربعة وبين "حزب الله"، وهو"أمر يسجله التاريخ والعرب وجميع اللبنانيين للحزب وقيادته" لا بل إنه وارد ومثبت في نص القرار الاتهامي، الذي حرص على عدم تعميم الاتهام والفصل بين المتهمين الأربعة والحزب، مستعملاً العبارة التي سبق ان اقترحها الحريري قبل عامين، عندما ذهب الى السيد نصرالله قائلاً: اذا ثبت ضلوع أعضاء من الحزب في سياق الاتهام نقول إنهم عناصر غير منضبطة لنجنب الحزب ولبنان الكثير من المشاكل والموروثات البغيضة.

لقد حرص البيان الاتهامي على التأكيد، كما قال دانيال فرانسين: "ان هناك أدلة كافية للانتقال الى مرحلة المحاكمة، ولكن ذلك لا يعني ان المتهمين مسؤولون. وعلى المدعي العام ان يثبت أثناء المحاكمة ان المتهمين مسؤولون من دون أدنى شك معقول".
وإذا كان السيد حسن نصرالله قد سارع الى القول ان ما ذُكر لا يكفي ان يكون دليلاً وانه لا يوجد دليل مباشر بل مجرد تزامنات وبعض التحليلات فإن ذلك يشكل دافعاً للذهاب الى المحكمة وإثبات وجهة نظره أمام العالم كله. أما الحديث عن التسريب وما الى ذلك فإنه لا يشكل أي غطاء، على الاقل لأن كل المحاكم المشابهة كانت عرضة لمثل هذا التسريب والتشويش وأكثر.

وعندما تقول مصادر المحكمة ان مضمون القرار يثبت ان الاتهامات محصورة بالأفراد وليس بجماعات، فإن ذلك يستدعي فعلاً التنبّه الضروري الى ان الحزب ليس مستهدفاً، فكيف يمكن الحديث عن استهداف الطائفة الشيعية الكريمة، وهو ما سارع الحريري الى الرد عليه، وهي أصلاً في صميم النسيج الاجتماعي اللبناني؟

الآن قد يكون من الضروري ان يتذكر المرء الى أين سبق ان وصل "ولي الدم" في سعيه الى معالجة هذا الأمر الجلل، وخصوصاً في موضوع الـ "س – س" الذي بلغ حد البحث في طيّ الصفحة، على أساس المصارحة والمكاشفة، فكان الرد تنفيذ الانقلاب لإخراج سعد الحريري من السلطة!

السابق
قتيل وجريح في انفجار قنبلة في عين الحلوة
التالي
نقولا نحاس: كل الأمور سائرة على السكة الصحيحة