إنهم يتحدثون عن حرب.. محتملة!

 فيما ينخرط كثيرون… زعماء دول, معلقون وقادة رأي ومراكز ابحاث ونشطاء في قراءة الاحداث غير المسبوقة التي تعصف بالمنطقة العربية, والتي كشفت في جملة ما كشفته من أهوال وحقائق ومعطيات هشاشة الانظمة العربية والحجم الهائل لعفن نُخبها الحاكمة وتهتُكها, واستعدادها لفعل أي شيء ودفع أي ثمن والتخلي عن كل حيائها ووقارها المصطنع من أجل البقاء في الكرسي أو الاحتفاظ بالثروات والملاذات الآمنة, تبدو في ثنايا هذا الكم الضخم من القراءات والتحليلات, «جزيئة» لافتة تنحصر في جعل الحرب خياراً ثانياً في المنطقة, اذا ما اضطرت انظمة في المنطقة وخصوصاً سوريا للمفاضلة بين الحرب الاهلية أو الذهاب الى حرب مع اسرائيل لتصدير الازمة التي تعصف بها..

فهل ثمة امكانية كهذه, وهل ما يُطرح ليس سوى فزاعة أو رفع اصابع التحذير والتهديد أمام دمشق لوضعها أمام خيارين أحلاهما مُر؟

من السابق لأوانه الحديث عن حرب في الظروف الاقليمية والدولية الراهنة, اللهم إلا اذا أُريد من ورائها إعادة رسم خريطة المنطقة بعد أن تكون الحلول والمقاربات والسيناريوهات المطروحة, قد وصلت الى طريق مسدود ولم تعد الحرب إلا الوسيلة الوحيدة لاخراج المنطقة من حال «الستاتيكو» التي ستكون كلفة استمرارها أكثر فداحة من الذهاب الى حرب «مبرمجة».. ربما, على غرار ما تكشّف بعد حرب اكتوبر 1973 (مصرياً أو قل ساداتياً على الأقل), ولعل القراءة المتأنية لحال الدول المرشحة للانخراط أو التي قد تنزلق الى حرب كهذه، يمكن أن تُسعف المتابع على الخروج باستنتاجات أو توسل مقاربات ترجّح هذا الخيار او ذاك.

ولنبدأ بسوريا التي هي الآن في عين العاصفة, ولا أحد يعلم عمّا إذا كان الفصل الاخطر قد بات وراء دمشق أم أن الايام القليلة القادمة هي التي ستحدد مسار الاحداث, بعد أن اوشكت العمليات العسكرية على الانتهاء, من خلال الحديث عن الحاجة الى يومين لاعادة الاوضاع الطبيعية الى مدينة اللاذقية الساحلية.

سوريا (التي يقول محللون أن نظامها القائم قد «يهرب» الى الامام عبر تسخين «الجبهة» مع اسرائيل لوقف أو تخفيف الضغط الشعبي, لقناعته أن السوريين سيقفون مع النظام في وجه اسرائيل)، لا تبدو صاحبة مصلحة حقيقية في حرب كهذه لاسباب استراتيجية وتكتيكية على حد سواء, ليس اقلها أن جيشها (اقرأ نخبته) هي التي تقوم بالعمليات الأمنية الداخلية، ناهيك عن أن أحداً لا يتحدث عن حشود «متبادلة» على الحدود بين البلدين، وكان يمكن التكهن بتطور كهذا في الايام الاولى للازمة السورية, سواء في ذكرى النكبة ام في ذكرى النكسة.

يكاد الأمر ذاته ينطبق على حزب الله رغم ما يتعرض له الاخير من حملات تحريض وتجييش طائفي ومذهبي, واتهامات له بالمشاركة في قمع المواطنين السوريين, وهو أمر لم يثبت رغم مرور خمسة اشهر على الازمة..

أهي اسرائيل؟

ربما في ظل «الفوضى» التي تعصف بالمنطقة وخصوصاً في الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الائتلاف الفاشي الحاكم في اسرائيل, واحتمال فقدان نتنياهو مستقبله السياسي, اذا ما تواصلت احتجاجات الخيام في الدولة العبرية, وهي مسألة انتبهت لها صحيفة هآرتس الاسرائيلية فقامت في مقال افتتاحي بتحذير نتنياهو من مغبة تسخين «الجبهات» سواء مع حزب الله وسوريا أم جنوباً مع حماس في قطاع غزة..

.. هل يتحدثون عن تدخل عسكري في سوريا… أطلسي أو تركي بغطاء أطلسي وعربي؟

.. هذا موضوع آخر تماماً..
 

السابق
حكومة المالكي وجه آخر لعملة صدام حسين
التالي
كليلة اللبناني يلتهم دمنة العربي