السفير: تركيا تلوّح مجدداً بتدخل عسكري أوبامـا والملـك السـعودي يطالبان الأسـد بوقـف فـوري للعنـف

أعلن نشطاء وشهود سوريون، أمس، عن مقتل 26 شخصا في عملية عسكرية نفذتها قوات الجيش السوري على بعض أحياء مدينة اللاذقية شمل بعضها للمرة الأولى «إطلاق نار من زوارق حربية»، وهو ما سارعت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى نفيه، متحدثة عن «تعقب لمسلحين يستخدمون أسلحة رشاشة وقنابل وعبوات»، وذلك بعد ساعات من مطالبة الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك السعودي عبد الله ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون السلطات السورية «بوقف العنف فورا ضد المحتجين».

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا جديدا الخميس المقبل لمناقشة الأزمة السورية. وأعلنت البعثة الفرنسية في مجلس الأمن، في رسالة عبر موقع «تويتر» أول من أمس، إن مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ومساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس ستقدمان تقريرا عن الوضع في سوريا خلال هذا الاجتماع.

في هذا الوقت، واصلت تركيا ضغوطها المحددة بمهل زمنية على سوريا. وإلى المعلومات الأولية عن زيارة وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو إلى دمشق والتي حملت إملاءات وتهديدا بالقطيعة مع سوريا، كان التصريح الذي أدلى به مصدر تركي رفيع المستوى السبت إلى صحيفة «حرييت» في غاية الخطورة لتحديد العوامل التي تدفع أنقرة إلى القطيعة مع سوريا، وما يمكن أن تحمله في المستقبل القريب من إجراءات ضد الرئيس بشار الأسد ونظامه، ومن ذلك المشاركة في تدخل عسكري.

وقالت مصادر تركية لصحيفة «راديكال» امس إن مرحلة «مشاركة تركيا في التدخل الدولي» في إطار مفهوم «التدخل الإنساني» الذي بدأ بعد المجازر التي شهدتها رواندا، كان موضع نقاشات وتقييمات تركية واسعة على الصعيد الرسمي، كما كان في صلب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان وأوباما. وتبعا لذلك قال مسؤول تركي رفيع المستوى إن اردوغان طلب من أوباما تأجيل مطالبة الرئيس السوري بالتنحي ريثما تنتهي المهلة المعطاة للأسد لتحقيق وعوده بالإصلاح. وقال المسؤول إن تحديد مهلة زمنية هو من باب الضغوط على الأسد ليكون لإنذار تركيا مفعوله.

وذكرت وكالة «ارنا» أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بحث في اتصال هاتفي أجراه مع داود أوغلو «العلاقات الثنائية وأحدث مستجدات الأوضاع في المنطقة، وذلك في إطار المشاورات المستمرة بينهما»، مشيرة إلى أنهما «تبادلا في الاتصال الهاتفي وجهات النظر بشأن تطورات المنطقة، لا سيما القضايا الداخلية في سوريا».

الوضع الميداني
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «سقط 26 شهيدا حتى الآن في اللاذقية اثر هجوم من الجيش وعناصر الأمن وفرق الموت التي طالما اشتهرت بهم اللاذقية، كما سقط شهيدان في حمص وشهيد في كل من حماة وإدلب»، فيما أعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» انه «تم إيقاف حركة القطارات من اللاذقية وإليها».

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال إن «21 شخصا قتلوا في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية جرت من عدة محاور وشملت قصفا من زوارق حربية سورية». وأشار إلى «إصابة العشرات، جروح الكثيرين منهم خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل».
لكن مراسل «سانا» في اللاذقية ذكر أن «قوات حفظ النظام تتعقب مسلحين في حي الرمل الجنوبي بالمدينة يستخدمون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة».

ونفى المراسل «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول قصف الحي من البحر»، موضحا أن «ما يجري هو ملاحقة من قبل قوات حفظ النظام للمسلحين الذين يروعون الأهالي ويعتدون على الأملاك العامة والخاصة ويستخدمون الرشاشات والمتفجرات من خلف السواتر ومن أسطح الأبنية». ونقل عن «مدير صحة اللاذقية قوله إن مستشفيات المحافظة استقبلت شهيدين و 41 جريحاً من قوات حفظ النظام، إضافة إلى 4 قتلى مجهولي الهوية من المسلحين».

وذكر عبد الرحمن أن الهجوم على اللاذقية «يأتي بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات». وقال إن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت ضاحيتي سقبا وحمورية بـ15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب»، مشيرا إلى أن هذه القوات «بدأت عملية اعتقالات واسعة حيث سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة». وأشار إلى أن «هذه التحركات تأتي بعد يوم من مقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية، اثنان في مدينة اللاذقية وثالث في حمص».

الى ذكرت، ذكرت وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان اردنيا توفي في احد مستشفيات الأردن امس، «متأثرا بجروح اصيب بها برصاص قناص سوري اثناء زيارته لأقاربه في مدينة حمص الخميس الماضي».

وكان ناشط تحدث أول من أمس عن «دخول دبابتين إلى قرية الجوسية على الحدود مع لبنان، ما أدى إلى فرار عدد من السكان إلى مناطق مجاورة». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من امس، «ان شابا استشهد في مدينة داريا في ريف دمشق متأثرا بجراح اصيب بها الجمعة اثر اطلاق الرصاص من قبل الجيش والامن على موكب تشييع شهيد مجند من ابناء المدينة». وترتفع بذلك حصيلة قتلى «جمعة لن نركع الا لله» الى 20 قتيلا. وقال المرصد أول من امس «ان ذوي اربعة مواطنين تسلموا جثامين ابنائهم في بلدة الحولة بمحافظة حمص، بعد ان كانوا اعتقلوا قبل أيام خلال اقتحام البلدة».

أوباما وعبد الله وكاميرون
وأعلن البيت الأبيض أن أوباما والملك عبد الله طالبا النظام السوري بوقف العنف «فورا» ضد المتظاهرين. وذكر أن الزعيمين بحثا خلال مكالمة هاتفية «مسائل إقليمية والوضع في سوريا»، وأعربا عن «مخاوفهما المشتركة والكبيرة بشأن استخدام الحكومة السورية العنف ضد مواطنيها». وأضاف أنهما «اتفقا على أن حملة العنف الوحشية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه يجب أن تتوقف فورا وهما يعتزمان مواصلة مشاوراتهما الحثيثة حول الوضع خلال الأيام المقبلة».

وفي اتصال آخر بين اوباما وكاميرون اعرب الاثنان «عن قلقهما الشديد إزاء استخدام الحكومة السورية العنف ضد المدنيين، وعن قناعتهما بضرورة التجاوب مع المطالب المشروعة للشعب السوري للانتقال نحو الديموقراطية».
وأضاف بيان البيت الابيض انهما «اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لحمام الدم والعنف ضد الشعب السوري». وأشار الى انهما اتفقا على «مراقبة اعمال الحكومة السورية عن كثب والتشاور حول اجراءات لاحقة خلال الايام القليلة المقبلة».

السابق
كتاب الجمر..
التالي
الجمهورية: لوّح العونيون بالاستقالة فتأبّط رئيس الحكومة شرّ تصريف الأعمال “حزب الله” توسّط بين ميقاتي وعون لاحتواء توتر الكهرباء