البناء: حزب اللّه: لن نسمح للمشروع الأمريكي بالتسلّل من النافذة ودمشق لأنقرة: أمننا واستقرارنا غير قابلَين للمساومة

سمع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بوضوح أمس، الرسالة السورية الحازمة والحاسمة، التي قالها الرئيس بشار الأسد له، بأن سورية لن تتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة .

عاد أوغلو إلى أنقرة بعد 6 ساعات من اللقاءات الموسعة والمنفردة مع الرئيس الأسد، حاملاً رسالة سورية إلى العالم وإلى الولايات المتحدة الأميركية بالذات، التي حرصت وزيرة خارجيتها على الاتصال به قبل القيام بمهمته. عاد إلى أنقرة بعد أن تحولت المهمة من ناقل رسالة إلى حامل رسالة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس السوري أكد أيضاً أن سورية مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل، وهي منفتحة على أي مساعدة من صديق أو شقيق، ووضع الوزير التركي في صورة الأوضاع وما يجري على الأرض.
ونقلت الوكالة عن أوغلو إنه لا يحمل رسالة من أي أحد مؤكداً حرص تركيا على أمن سورية واستقرارها ومشيداً بدورها الأساسي في المنطقة، وأن سورية ستصبح نموذجاً في العالم العربي بقيادة الرئيس الأسد بعد استكمال الإصلاحات.

تفسير… ومؤتمر
أما وكالة أنباء الأناضول التركية فكانت قد نقلت عن المتحدث باسم الحكومة التركية أن أوغلو سيفسر تمنيات أنقرة وأفكارها من دون أن تتوسع في هذا الموضوع.

وفي وقت لاحق، أكد أوغلو في مؤتمر صحافي من أنقرة أن اجتماعه مع الرئيس الأسد يبعث على الأمل، متوقعاً خطوات مهمة على طريق الإصلاح خلال أيام.
وأشار إلى أن "المهم ألا يتواجه الشعب مع الجيش السوري وألا تحصل أحداث كما حصل في حماه".

وقال: "نحن أوصلنا رسائل تركية فقط واستفدنا أيضاً من آراء الجانب السوري الذي تحدث عما يجري هناك".
ولفت إلى أن السوريين هم من يحددون مستقبلهم، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكون حرجة ودقيقة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، مؤكداً أن تأمين السلام الداخلي والأمان هو الذي يحدد مستقبل سورية".

وكان الرئيس الأسد قد عقد مع الوزير التركي اجتماعاً موسعاً بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية السوري، ثم اجتمع معه منفرداً لأكثر من ساعتين.
واللافت أنه كان في استقبال أوغلو في المطار معاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة.
نة السجنية.
زيارة قلبت الصورة
وفي معلومات تواترت عن اللقاء من مصادر متابعة أن الوزير التركي استمع إلى عرض كامل حول الوقائع الميدانية وإلى تقارير تتعلق بحقيقة ما يجري على الأرض وكيفية تعامل القيادة السورية معها والتدابير المتخذة لمعالجتها.

وقالت المصادر، إن الأجواء كانت إيجابية، وهذا ما عكسته تصريحات أوغلو خلال اللقاء وبعده من أنقرة، معتبرة أن الزيارة أظهرت دعماً تركياً لسورية وجاءت مغايرة لكل التوقعات التي سبقتها وقلبت الصورة بالكامل.
وبرأي المصادر، فإن السؤال المطروح اليوم هو: ماذا ستكون عليه مواقف الدول العربية التي استعجلت في هذه المواقف خضوعاً للإملاءات الأميركية.

لافروف والمعلم
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للوزير المعلم في اتصال هاتفي جرى بينهما أمس، أن الأولوية هي لوقف أعمال العنف في سورية، وتطبيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان بعد المحادثة الهاتفية دعوة الأسرة الدولية إلى التحرك لتتخلص المعارضة السورية "من المتطرفين المسلحين والمتشددين الآخرين" في صفوفها.

حبس أنفاس
وكان نهار أمس قد شهد ما يشبه حبس الأنفاس بانتظار ما سيصدر من دمشق حول زيارة أوغلو، وقد جاء الموقف السوري عصراً واضحاً وجلياً، مع مغادرة أوغلو إلى بلاده.

الوضع الميداني
في هذا الوقت، تابع الجيش السوري انسحابه من حماه بعد أن نظفها من الإرهابيين والمسلحين، وصادر كميات من الأسلحة، وقد بدأت أعمال التنظيف لإزالة الأتربة والركام التي خلفها هؤلاء نتيجة ترويعهم للأهالي وقطع الطرقات.
كما لاحق الجيش العناصر الإرهابية في مناطق ادلب ودير الزور التي شهدت أمس أعمال عنف من قبل الإرهابيين والمسلحين فيما ساد الهدوء المناطق الأخرى.

لا تهاون مع الإرهابيين
وفي هذا السياق، ووفق زوار دمشق عن نبض الشارع السوري أن الكتلة الشعبية المؤيدة للقيادة السورية في مختلف المحافظات هي التي لم تعد تقبل بالتهاون مع الإرهابيين، باعتبار أن استمرار البؤر الأمنية والتعامل معها وفق المنطوق الغربي هو تفتيت لسورية وأمنها.
ووفق هذه الرؤية لا بد من الإسراع في القضاء على هذه البؤر، ومنعها من ممارسة هوايتها في تخريب الوطن وقتل عناصر الأمن.

الحكومة تحذر
وفي لبنان، ردت الحكومة وقوى الأكثرية على المواقف التصعيدية الأخيرة لفريق الرئيس سعد الحريري وأعوانه، محذرة من زج لبنان في الموضوع السوري وفي معركة ليست لمصلحته.

وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حفل رمضاني مساء أول من أمس، إن الظروف الدقيقة تحتم على اللبنانيين أن يحصنوا وحدتهم الداخلية في لحظات حرجة لمنع تمدد الأخطار إليهم وأن التركيبة الداخلية لا تحتمل أي تخريب أو رهانات غير محسوبة أو مراهنة سياسية.
حزب الله: ليجربوا حظّهم
من جهته، حمل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعنف على الذين يحاولون زجّ لبنان في معركة ليست في مصلحته، وقال: إن على هؤلاء أن يعلموا أن أعمالهم ليست نصرة لأحد، إنما هي تخريب للبنان ولسورية.
وأضاف: لقد أخرجنا المشروع الأميركي من الباب، ولن ندعهم يعودون به من الشباك. وليجرّبوا حظهم إذا شاؤوا.
عون: لا أزمة
أما العماد ميشال عون فقال في احتفال بذكرى 7 آب: إن الخارج يريد إخضاع سورية، وليس إصلاحها، معتبراً أن كل ما يحصل هو ضغط إعلامي ودبلوماسي، وجزء من محاولات الضغط على سورية، لكي ترضخ للمطالب الدولية وليس للإصلاحات.
وأكد أن لا وجود للأزمة في لبنان، وكلهم يحاولون أن يلهوا الشعب ولتذهب أميركا وتحصّل "شنتاناً" قبل أن تتحدث عن حقوق الإنسان في سورية.
مجلس النواب
على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية اليوم يتابع فيها مناقشة وإقرار باقي بنود جدول أعمال الجلسة السابقة، ولا يستبعد أن يُصار إلى طرح مشروع قانون منقح حول تخفيض الس

السابق
النهار: داود أوغلو يُمهل دمشق وأياماً لوقف العنف وواشنطن تُعلن موقفاً تصعيدياً من الأسد غداً
التالي
الجمهورية: أوغلو اصطدم بتشدد سوري والأسد تعهد ملاحقة الإرهابيين وموسكو تُذكّر بموقف ميدفيديف ومصر تدعو لتجنب التدويل