حزب الله يعتقل 50 من عناصره بينهم ثلاثة أبناء قياديين كبار

 كشفت معلومات متقاطعة, أمس, عن اعتقال "حزب الله" أكثر من خمسين عنصراً في صفوفه بينهم ثلاثة أنجال لقياديين كبار, نقل بعضهم إلى إيران للتحقيق معهم باغتيال القائد العسكري عماد مغنية, ودعم الإصلاحيين ضد نظام طهران, والثوار في سورية بالمال والسلاح ضد نظام دمشق, في تأكيد لمعلومات "السياسة" التي نشرتها مطلع يوليو الماضي عن وجود أكثر من 100 عميل لاسرائيل داخل الحزب.
وأكد ديبلوماسيون عرب وأجانب في عواصم عربية وغربية أن "الأوضاع داخل الحزب باتت هشة بحيث اجتاحه منذ العام الماضي فقدان كبير للثقة في هياكله التنظيمية وبعدد من قياداته, خصوصاً بعد اغتيال مغنية بدمشق في فبراير ,2008 على أيدي مجهولين وصفهم حسن نصر الله بعملاء اسرائيل من دون أن يذكر انتماءهم أو جنسيتهم مهدداً بالانتقام, رغم أنه لا يملك, حسب قياديين في حركة "أمل" الحليفة له, أدلة حاسمة على أن الاسرائيليين هم وراء الاغتيال".
وأشار الديبلوماسيون إلى وجود شكوك داخل الصفوف الثلاثة الأولى في الحزب بشأن إمكانية اغتيال مغنية على أيدي كوادر فيه تنتمي إلى جناح معارض, ويبلغ عدد أفراده أكثر من خمسين اعتقلوا جميعاً واختفت غالبيتهم حيث أبلغ ذووهم بأنهم "استشهدوا إما خلال تدريبات وإما أثناء مهمات خارج لبنان" (في اليمن وسورية والبحرين).
في سياق متصل افادت القناة الاسرائيلية العاشرة مساء أمس ان الانفجار الذي وقع مساء الجمعة الفائت في مبنى بمنطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت, استهدف مصطفى مغنية ابن عماد مغنية, وسط معلومات عن استهدافه اجتماعا قياديا كان يحضره نصر الله.
من جهة اخرى اعرب مسؤولون رسميون في كل من باريس ولندن وبرلين خلال الاسبوعين الماضيين لديبلوماسيين اوروبيين عن توقعهم اندلاع حرب اسرائيلية ضد "حزب الله" والجيش اللبناني والمفاصل السياسية العليا للدولة اللبنانية من مقرات رئاسات الجمهورية والحكومة والنواب ووزارة الدفاع اضافة الى الثكنات العسكرية في كل المحافظات والبنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على امتداد الخريطة اللبنانية بما فيها بنى المنظمات الفلسطينية المتطرفة خارج المخيمات في مرتفعات قوسايا بالبقاع الاوسط وقواعد اخرى في البقاع الجنوبي على حدود سورية وفي المنطقة الساحلية في بلدة الناعمة على طريق بيروت – صيدا.
وقال ديبلوماسي بريطاني ل¯ "السياسة" في لندن امس ان الوحدات الفرنسية والاسبانية والايطالية العاملة داخل قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان والتي تمثل العمود الفقري للقوات الدولية هناك لم تعد متحمسة للتطبيق الكامل لقرار الامم المتحدة 17010 الداعي الى تجميد العمليات الحربية بين اسرائيل و "حزب الله" طالما ان الحزب يعاديها ويهاجم جنودها وضباطها بشكل مستمر ومن دون مبرر وانما فقط للرد على مواقف "دول هذه القوات من الوضعين المتداعيين في ايران وسورية وبالتالي فان تلك الدول لم تعد متمسكة اطلاقا بالبقاء داخل "يونيفيل" وهي تتحين الفرص للانسحاب مفسحة في المجال امام اسرائيل لان تقلع شوكها بيديها في لبنان وامام "حزب الله" والحكومة وقيادة الجيش اللبناني بالا تختبئ بعد الان تحت المظلة الدولية طالما الطرفان, حسب نشرة "فورين بوليسي" الاميركية اول من امس يقفان قاب قوسين او ادنى من الحرب التي تتقدم مسرعة كلما حدث انهيار اخر في النظام السوري بسبب مجازره المستمرة ضد الشعب.
واكد الديبلوماسي البريطاني ان حزب الله ارسل الى سورية منذ بدء الثورة اكثر من الفي عنصر من مقاتليه وزعتهم السلطات السورية على المواقع التي تراها اكثر اصرارا على تحدي النظام الا ان تغيرات حصلت خلال الاسبوعين الماضيين بعد ارتفاع حدة الثورة في حماه خصوصا ودير الزور وريف دمشق حيث ارسل الف من مقاتلي حزب الله الى تلك المناطق لدعم رجال الامن والاستخبارات منهم 500 عنصر ارسلوا الخميس الفائت الى مناطق حماه الثائره لقتل اكبر عدد من المتظاهرين في محاولة لاخماد الانتفاضة.
ونقل الديبلوماسي عن تقارير امنية اوروبية من لبنان وسورية واسرائيل تأكيدها ان عشرات الشاحنات والفانات المدنية مازالت مستمرة في نقل مقاتلين من "حزب الله" و "حركة أمل" الشيعيين عبر الحدود الرسمية وغير الرسمية السورية في محاولة يائسة لدعم النظام ومنع انهياره.
 

السابق
بعد ايلول
التالي
التصويت لن يحل الأزمة السياسية ولا الأزمة المالية