المستقبل : سليمان يشدد على الحوار وتهدئة الخطاب..

تزامنُ الاحتفال بالعيد السادس والستين للجيش اللبناني مع التصدي لخرق إسرائيلي في الوزاني، أكد أهمية ودور الجيش المحوري في المبادرة للزود عن لبنان وارضه وضرورة تحصينه عتاداً وعديداً للانطلاق بخطى ثابتة وواثقة نحو ترويض الصعاب ومواجهة كل عدو متربص شراً بالوطن، فيما أكدت كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في المناسبة الثوابت المعهودة في خطاب القسم والدعوة الى التهدئة وتعزيز المناخ الديموقراطي، اذ شدد الرئيس سليمان على "حاجة لبنان الى اطر تمثيل وتوازن اكثر دقة وتطوراً خصوصاً من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد، عصري وعادل"، مشيراً الى ان "النسبية قد تكون النظام الذي يمكن ان يتفاهم عليه اللبنانيون شرط تحديد مفاهيمه واطره الفضلى"، دعا "السياسيين وقادة الرأي الى العمل على تهدئة الخطاب السياسي الحاد والمرتفع، واعتماد نهج التهدئة وتعزيز منطق الحوار، الهادف الى حماية لبنان وتحصينه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية"، وإذ أكد التزام قرارمجلس الأمن الدولي الرقم 1701"، شدد على ان "لبنان يحتفظ بحقه في استرجاع كامل اراضيه التي لا تزال محتلة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، والعمل على تحديد وحماية حدوده البحرية(..)".
من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال ترؤسه وفداً من كبار ضباط القيادة هنأ الرئيس سليمان بالمناسبة، أن "الشغل الشاغل للمؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الدقيقة، هو الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد أكان على الحدود الجنوبية بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية والاستعداد لمواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل، أم في الداخل بالتعاون مع سائر الاجهزة الامنية(..)".
وكانت التطورات في المنطقة الحدودية الجنوبية استقطبت الاهتمامات نظراً الى طابعها النوعي في ضوء البعد الخطير الذي اكتسبه الخرق لـ "الباطن" اللبناني متجاوزاً مسلسل الانتهاكات اليومية الجوية المعهودة للقرار 1701، حيث تصدت وحدات من الجيش لقوة إسرائيلية من 15 عنصراً اثر تخطيها في الوزاني المنطقة المتحفظ عنها لبنانياً والخط التقني لمسافة 70 مترا، فحصل تبادل لاطلاق النار، عادت بعده الدورية الاسرائيلية من حيث اتت، فيما بقيت وحدات الجيش في حال استنفار ونشطت حركة الاتصالات التي تولتها قيادة قوات الطوارئ الدولية مع الجانبين لإعادة الامور الى نصابها.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان ان "دورية قوامها 15 عنصراً من جيش العدو الإسرائيلي عبرت نهر الوزاني متخطين المنطقة المتحفظ عنها لبنانياً والخط التقني لمسافة 70 مترا تقريبا. تصدت لها قوى الجيش المتمركزة في المنطقة، وحصل تبادل إطلاق نار، حيث انسحبت الدورية المعادية عند السابعة والدقيقة الخامسة والعشرين صباحاً من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر الجيش"، مشيرة إلى أن "وحدات الجيش لا تزال في حال الاستنفار لمواجهة أي طارئ، وتجري متابعة الحادث بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان".
ووسط أجواء من التوتّر الشديد والإستنفار المتبادل على جانبي الحدود، نشرت القوات الدولية العاملة في الجنوب نحو 15 آلية مدرعة على طول الخط الممتد من العباسية حتى الوزاني وتولت قيادتها في الناقورة إجراء اتصالات بالقيادة الإسرائيلية والجيش اللبناني طالبة ضبط النفس والتزام القرار 1701.
في المقابل، ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية لاذاعة "صوت اسرائيل" ان "جنوداً من جيش الاسرائيلي تعرضوا لاطلاق النار عندما كانوا يقومون باعمال الدورية في محاذاة السياج الحدودي، من دون ان يجتازوا الخط الازرق ولم تقع اصابات". واضافت ان "مدفعية الجيش الاسرائيلي ردت على مصدر الرمي، ما ادى الى جرح احد الجنود اللبنانيين". واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال جلسة لجنة الخارجية والامن البرلمانية ان "اسرائيل لا تسعى لتصعيد الاوضاع على حدودها مع لبنان "، لافتاً الى أن "الجنود الذين تعرضوا هناك لاطلاق النار صباح اليوم تصرفوا كما يتوقع منهم".
وفي وقت اغتنم "حزب الله" الاعتداء الإسرائيلي ليؤكد أن "أي اعتداء على أي طرف من أطراف معادلة الجيش والشعب والمقاومة هو اعتداء على لبنان ككل(..)"، بدا أن التدخل السريع للجيش لجم انزلاق الوضع الحدودي نحو مزيد من التدهور.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم حيث سيطرح فيها من خارج جدول الأعمال الملف النفطي البحري، هذا الملف الذي حضر أمس على طاولة لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في جلسة طارئة برئاسة النائب محمد قباني والتي أقرت اقتراح القانون المتعلق بتحديد الحدود البحرية لطرحه على جلسة مجلس الوزراء تمهيداً لعرضه في الجلسة النيابية العامة يوم غد الاربعاء بعد الموافقة عليه.
من جهة ثانية، لم تحل رعاية الرئيس سليمان وحضوره العيد السادس والستين للجيش من دون مواصلة جولاته الحوارية مع القيادات فاستقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتشاور معه في سبل اعادة اطلاق الحوار الوطني.

السابق
السفير : “النفط البحري” إلى القوننة حكومياً ونيابياً
التالي
موقف جنبلاط يغيب “تضامناً مع الشعوب المقهورة”