النهار: واشنطن: إذا لم تبدأ الحكومة السورية بالتحرك سريعاً فإن الشارع سيجرفها

طالبت واشنطن الرئيس السوري بشار الاسد بالتحرك قبل فوات الاوان، ولاحظت ان الحكومة السورية لم تقدم أي دليل ملموس على أنها مستعدة لاجراء الاصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فذهب أبعد من ذلك، إذ ندد بالموقف "غير المقبول بتاتا" للاسد، محذرا من أن "كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه أن يحاسب" أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد في مقابلة أجراها معه الموقع لاالكتروني لمجلة "فورين بوليسي" الاميركية، انه لم ير حتى الآن أي دليل ملموس على ان الحكومة السورية "مستعدة لاجراء الاصلاحات السريعة التي يطالب بها المتظاهرون، وهذه الحكومة ليست حتى قريبة من تلبية هذه المطالب"، وأضاف: "واذا لم تبدأ بالتحرك السريع، فان الشارع سوف يجرفهم". وطالب الاسد باتخاذ "القرارات الصعبة" لاصلاح حقيقي قبل فوات الأوان.
وكرر ان السطات السورية لا تزال غير قادرة على ادراك عمق التغييرات التي تعصف بالمجتمع السوري، و"عليهم ان يبدأوا عملية انتقالية جدية، وألا يتحدثوا فقط او يقطعوا الوعود فقط" على ان يشمل ذلك توفير حقوق سياسية حقيقية، وان يبدأوا بتفكيك اجهزة القمع التي لا تحاسب الان. ووصف معظم طروحات الاصلاح التي وعد بها الرئيس الاسد بأنها "لا معنى لها"، لانه لا يمكن الحكومة السورية ان تتمتع بأي صدقية اذا استمرت في قمع التظاهرات السلمية.

وتحدث باسهاب عن عمق التغييرات التي شهدها المجتمع السوري في الاشهر الاخيرة، مشيرا الى الحيوية الكبيرة التي تبديها قوى المعارضة التي نجحت خلال اشهر في ان تتوسع وان تنظم نفسها وتتحرك بشجاعة وبشكل سلمي الى حد كبير. وقال انه اختار زيارة مدينة حماه "لان سكان حماه خلال الشهرين الماضيين اظهروا تفاديا ملحوظا للعنف". واشار الى انه خلال تجواله في المدينة رأى ابنية حكومية كثيرة لم تتعرض لاي اضرار باستثناء بناية فيها نافذتان مكسورتان، مقارنة بالاضرار الواسعة التي تعرضت لها السفارة على أيدي "زعران" النظام. وتحدث باعجاب عن الدور المهم الذي تضطلع به الفضائيات وشبكة الانترنت التي ساهمت في تشكيل مواقف وتوقعات الشباب السوري. ورأى ان الشباب السوري لن يقبل ما قبله الجيل السابق، واظهر بشكل قوي انه لن يتراجع في وجه التهديد بالعنف.

وسئل عن نقطة اللارجوع بالنسبة الى النظام السوري، فأجاب: "هذا فعلا ليس سؤالا للاميركيين. هذا سؤال يجب ان يوجه الى المعارضة السورية، وكثيرون منهم أقوياء. وأنا التقيت كثيرين منهم وصدقني انهم أقوياء أكثر مما يعتقد كثيرون في الواشنطن بوست او في مجلس الشيوخ الاميركي. هم يعرفون بالضبط ما يفعلونه… هذا ليس قرارا اميركيا. الامر الذي لن نفعله هو ان ندعي اننا نتحدث باسمهم، هم قادرون على ان يتحدثوا باسمهم". وفند المقولة التي تدعي انه قبل زيارته لحماه كان أسير دمشق، قائلا انه كان على اتصال دائم ليس فقط مع الحكومة السورية بل مع قطاعات سورية عدة بما فيها قطاع رجال الاعمال.
وأعلن فورد ان الضجة التي أثيرت حول زيارته لحماه لن تردعه عن التحرك والقيام بجولات جديدة في البلاد بسبب الضغوط الحكومية، وقال: "أنا لن أتوقف عما أقوم به. لا أستطيع ذلك. توجيهات الرئيس (باراك اوباما) واضحة جدا. ما نقوم به مبرر اخلاقيا. واستبعد ان تستدعيه واشنطن، كما لم ير أي مؤشرات لطلب الحكومة السورية منه مغادرة البلاد.

وشدد على ان الولايات المتحدة لا تدعم حركة سورية معارضة معينة او شخصية معارضة معينة، كما انها لا تدعم أي خطة انتقالية معينة، لان ذلك سيؤدي الى ردود فعل عكسية كما حدث في العراق في 2004. وقال ان عملية التغيير "يجب ان تتم بسرعة سورية، وليس بسرعة تتقرر في واشنطن او لندن او بروكسيل". لكنه قال ان حكومته سوف تواصل التنسيق مع الاطراف الدوليين ومع الاوروبيين وجيران سوريا لتنسيق المواقف بالنسبة الى فرض العقوبات على فاعليات النظام وليس على الشعب.

(وكانت وزارة الخارجية الاميركية قالت امس ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستناقش مع المسؤولين الاتراك الوضع في سوريا اليوم خلال زيارتها لتركيا).
وأوضح فورد ان الهدف هو إيجاد "المساحة لسياسة حقيقية وحرية التعبير دون التهديد بالعنف".

¶ في باريس صرح ساركوزي في مقابلة مع قناتي "تي اف 1" و"فرانس 2" عقب العرض العسكري السنوي في مناسبة العيد الوطني الفرنسي: "موقف الرئيس السوري بشار الاسد غير مقبول بتاتا. ولكن، بحسب معلوماتي، لا قرار في الامم المتحدة يطالب بالتدخل".

وسئل عن الصمت في الامم المتحدة حيال القمع الدامي للاحتجاجات في سوريا، فاجاب: "اعتقد انه يجب تشديد العقوبات على نظام يلجأ الى التدابير الاكثر وحشية مع شعبه"، وقال: "اننا نعيش في عالم جديد اليوم. لا يمكن ديكتاتورا اينما كان ان يتمتع بالحصانة والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية… الديموقراطية، انها حق لكل شعب حول العالم وعلى فرنسا مع شركائها وحلفائها بالاتفاق مع الامم المتحدة ان تدفع في اتجاه احترام هذا الحق… كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه ان يحاسب" امام المحكمة الجنائية الدولية. الا انه لم يسم من يقصد بهؤلاء "الحكام الديكتاتوريين".

لافروف
في المقابل، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ان موسكو تقف ضد عزل الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الموالية له"، لأن "الاسد على رغم ارتكابه عددا كبيرا من الأخطاء يظهر الآن نيته تحقيق إصلاحات، وقد أعلن العفو مرتين، وبادر إلى إطلاق عملية الحوار الوطني في البلاد".
ودعا في مقابلة مع إذاعة "صوت روسيا" عقب لقائه أوباما في واشنطن، المجتمع الدولي إلى عدم رفض إمكان إقامة حوار مع الأسد حتى لا يتكرر السيناريو الليبي الذي لا يتفق ومصلحة الشعب السوري.
وسئل عن سبب اعتراض موسكو على إصدار قرار عن مجلس الأمن بالتنديد بتصرفات الرئيس السوري فاجاب: "إن مجرد التنديد من دون طرح أجندة بناءة من المجتمع الدولي في الشأن السوري لن تفيد، خصوصا ان المطلوب الآن تبني موقف مسؤول وبعيد عن الاعتبارات الآنية الضيقة حيال التطورات في سوريا".

السابق
الجمهورية: الأستونيون أطلقوا وسط تساؤلات عن الثمن مديرية الأمن العام محسومة …ويبقى الإخراج
التالي
الحياة: وزير الداخلية والبلديات شربل يقول: شاركنا من بعيد والدور الأكبر لـ«المعلومات»