“الأنباء”: هل بدأت “معركة كسر العظم” لانتخابات 2013 في طرابلس؟

 كتبت صحيفة "الأنباء" الكويتية: لم يصدر أي رد رسمي ومباشر عن الرئيس ميقاتي أو مكتبه الاعلامي في شأن الهجوم الذي شنه عليه الرئيس سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية التي وصف فيها ميقاتي بأنه وكيل حزب الله ورئيس حكومة حزب الله، وقال عن ميقاتي والصفدي بأنهما أدوات في تنفيذ قرار الاسد ـ نصرالله بإطاحته، ونقل عن ميقاتي حرصه على عدم الدخول في سجال مع الحريري وتركيزه على تفعيل عمل الحكومة وانتاجيتها.

أما أوساط ميقاتي السياسية فإنها تتساءل: "أين غدرنا بالحريري؟" مذكرة ان ميقاتي خلال حكومته الأولى "أجرى انتخابات 2005 وفق قانون ضمن للحريري الأكثرية النيابية، ووقع بروتوكول التعاون بين لبنان ولجنة التحقيق الدولية، وأقال الضباط الأربعة من مناصبهم، وعين اللواء أشرف ريفي والقاضي سعيد ميرزا المقربين من الحريري في منصبيهما، وأطلق اسم رفيق الحريري على مطار بيروت الدولي، وغير ذلك الكثير".

تضيف أوساط ميقاتي إنه "تحالف مع المستقبل في كل الانتخابات النقابية في طرابلس والشمال منذ 2005، ووقفنا الى جانبهم في كل المحطات التي كان آخرها انتخابات 2009، فأين وقفوا إلى جانبنا؟ لقد تخلوا عنا وغدروا بنا عندما تركوا ميقاتي بعد انتخابات 2005 بلا رئاسة حكومة أو توزير أو مقعد نيابي".

وفي كلام سياسي من نوع آخر يقول مقربون من الرئيس ميقاتي ان الرئيس سعد الحريري يرتكب خطأ اضافيا عندما يخوض "معركة شخصية" مع الرئيس نجيب ميقاتي و"يشخصن" أزمة خروجه من الحكم الناجمة عن أخطائه أولا وسوء ادارته السياسية للوضع، ويرى هؤلاء ان الحريري أخطأ في حظر دخول حلفائه الى الحكومة الجديدة رغم وجود أصوات مخالفة صدرت عن الرئيس السنيورة والجميل وفي الاندفاع في معركة إسقاط الحكومة حتى قبل ان تبدأ عملها وفي رفض أي اعتراف بها أو تعاط وحوار معها.

ويساند قيادي في 8 آذار موقف ميقاتي وفي عملية الرد على اتهام الحريري له بأنه يترأس حكومة حزب الله، فيقول ان الصحيح، وإزاء إصرار الحريري على القول ان ميقاتي يترأس حكومة حزب الله، هو أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى هي حكومة حزب الله، ذلك أن ناخبي الحزب في دائرة بعبدا ـ عاليه هم الذين أتاحوا عبر أصواتهم أن يفوز فريق 14 آذار في انتخابات 2005 بـ 11 نائبا، على أساس اتفاق رباعي لحظ بالدرجة الأولى حماية المقاومة، ما منح هذا الفريق أكثرية برلمانية سمحت له بان يختار السنيورة لرئاسة الحكومة.

أما الوزير الصفدي فإنه أصدر بيانا رد فيه بعنف على كلام الحريري واصفا كلامه ب "النابي"، متهما إياه بالخروج عن تراث أبيه وباعتماد التحريض المذهبي بين السنة والشيعة وبين السنة والعلويين، والآن بين السنة أنفسهم، وتحريض الناس بعضهم على بعض في طرابلس، وقال الصفدي: "الاساءة الشخصية نتغاضى عنها، لكننا لا ولن نفرط بكرامة طرابلس وهي ليست ملكا لأحد، ولا الطائفة السنية يمكن اختصارها بشخص مهما علا شأنه، فكما ان لا أحد أكبر من بلده، كذلك لا أحد أكبر من طائفته".

وينقل عن أوساط الصفدي قولها: "عندما سأل الحريري ماذا فعلنا مع محمد الصفدي، كان عليه أن يسأل ماذا فعل الصفدي لنا؟" والإجابة حاضرة في جعبة الحريري، بحسب مناصري الصفدي الذين يقولون "إننا استقبلناه في طرابلس عام 2005 عندما كان لا يعرف كيف يمشي في شوارعها، ورفض الصفدي الاستقالة من حكومة فؤاد السنيورة الأولى، ما عرضه لمخاطر جدية، أليست تلك تضحية يستحق عليها الشكر مثلما شكر جنبلاط؟ عليه أن يكون واقعيا ويتواضع قليلا".

وعن اعتذار الحريري من أهل طرابلس والنائبين السابقين مصطفى علوش ومصباح الأحدب، لأنه لم يتحالف معهما بدلا من ميقاتي والصفدي، ردت أوساط الصفدي بالقول: "نحن علينا أن نعتذر من الطرابلسيين، لأننا قبلنا تحالفا فرض عليهم زعامات من خارج المدينة، ونائبا من خارج نسيجها هو سامر سعادة، وقبله إلياس عطا الله"، معتبرة أنه «لو لم نتحالف معه عام 2009، وخضنا الانتخابات مع ميقاتي في وجهه، لما نجح له نائب واحد في طرابلس".

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن المعركة بين الحريري وميقاتي والصفدي حرب سياسية مفتوحة ستصل إلى معركة كسر عظم لإنتخابات طرابلس في العام 2013 حيث بدأت من الان وستعد الدائرة الأسخن على صعيد لبنان.
 

السابق
“السياسة”: استخبارات “يونيفيل” تحدد 100 موقع لـ “حزب الله” في جنوب الليطاني
التالي
“الأنباء”: أوساط معارضة تبدي ارتياحها الى نتائج زيارة السنيورة الى السعودية