انطلاق الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة

اكتملت التحضيرات اللوجستية في وزارة التربية والتعليم العالي، المتعلقة بالمرحلة الثانية من امتحانات الشهادة الرسمية «الثانوية العامة»، التي ستجرى خلال الأسبوعين المقبلين، بدءاً من اليوم (الإثنين)، وتنتهي السبت ما بعد المقبل، بإشراف وتنظيم لجنة خاصة بالامتحانات ومراقبين من وزارة التربية.

ويبلغ عدد المرشحين للامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة حوالي 4604 طلاب، وخصّص لهم 24 مركزاً، في محافظة البقاع. ففي زحلة خصّص 11 مركزاً، والبقاع الغربي وراشيا مركز واحد، وبعلبك ـ الهرمل 12 مركزاً.
كنعان

رئيسة دائرة المنطقة التربوية في البقاع، ومساعدة اللجان الفاحصة على مستوى لبنان آمال كنعان قالت لـ«البناء»، إنه بعدما «انتهينا من المرحلة الأولى من امتحانات الشهادة المتوسطة الرسمية «البروفيه»، التي انطلقت في البقاع، بمشاركة 7601 طالب وطالبة، من أصل 7920 مرشحاً، وبغياب 319 طالباً وطالبة، أي أن نسبة الغياب بلغت 4 % فقط، توزعوا على 39 مركزاً، 14 مركزاً في بعلبك، وستة مراكز في الهرمل، و12 مركزاً في قضاء زحلة، وثلاثة مراكز في قضاء راشيا، وأربعة مراكز في البقاع الغربي، وكانت قد جرت وسط جوٍ هادئ ومريح»، انتقلنا اليوم إلى المرحلة الثانية من الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة في البقاع على مرحلتين تمتد لأسبوعين».

ولاحظت كنعان «ان عدد المشاركين من الطلاب في الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة هذا العام شهد تراجعاً عن العام السابق، وهذا يتكرر سنوياً، لأسباب عديدة، منها: الهجرة إلى المدينة، والتسرّب المدرسي، والضائقة الاقتصادية التي تعتبر من أصعب العوامل، والتهافت على تقديم الطلبات الحرة، وبسبب تأزم الأوضاع في البلد، يسمح لهم بالترفع بواسطة إعطائهم «إفادات نجاح»، جعلت من تقديم الترشيحات تتدنى سنة بعد سنة».

أضافت كنعان: «اليوم أصبح يقيناً عند المواطنين، بأن امتحانات الشهادة الرسمية ستجرى مهما حصل، وهذا ما تصمم عليه وزارة التربية والتعليم العالي، كي تحافظ على سمعة الامتحانات والشهادة التي تعطيها الدولة اللبنانية، وهذا ما حصل إبان عدوان تموز 2006».

كنعان نوّهت بـ«عاملين أساسيين حصلا هذا العام وهما : «انضباط المعلمين بنسبة 99 %، وتحسن أداء القوى الأمنية بشكلٍ لافت وأفضل من الأعوام السابقة بنسبة 100 %، وهذا ما لاحظناه ونلاحظه خلال جولاتنا على مراكز الامتحانات الرسمية المحددة».

تراجع المدرسة الرسمية أمام الخاصة
وعن تراجع المدرسة الرسمية أمام المدرسة الخاصة رأت كنعان «انه ليس من السهل الإجابة عن ذلك، لأنه نسبي، ويعود الى مسألة عن أي مدرسة نتحدث»، مؤكدةً «أن هناك مدارس رسمية مستوى نجاحاتها ممتاز وهو منذ سنوات بنسبة 100%، وهناك طلاب "يتوسطون" لدخولها».

المدرسة و..المدير

وأبدت كنعان أسفها الى «أن غالبية المدارس الرسمية، وموضوع نجاحها أو عدمه، مرتبط بشخص المدير ونجاحه والضمير المهني والأخلاقي لديه، وعدم مساومته على مصلحة المدرسة والعطاء من دون حساب والتضحية من أجلها، ويكون قدوة أمام الكادر التعليمي في مدرسته، ويطبق القانون على الجميع دون تمييز، كل ذلك يجعل المدرسة في قمة النجاح».

أضافت: «ان ثقة الأهالي بالمدرسة الرسمية هي «المعيار» الأساسي والنهائي للمدرسة، لأن بعض المناطق لا تزال تنظر إلى المدرسة الرسمية وكأنها درجة ثانية، وهذا يعود إلى قلة الثقة من قبل الأهالي فيها، ويعود ذلك إلى المدير وأساتذته».
في المقابل «تجد مدارس رسمية من حيث البناء والتجهيزات مؤمّنة بشكل أفضل فيما نتائجها ليست مرضية، ومدارس أخرى ليست بالمستوى المطلوب لكن نتائجها ممتازة 100 %، فيما يتم النظر إلى المدرسة الخاصة درجة أولى وهذا خطأ، فهنالك مدارس خاصة ترفض التلميذ الكسول حفاظاً على سمعتها، وإن كان قد تأسس فيها، فيما نحن لا نملك (المدارس الرسمية) خيار الرفض لأي تلميذ، لأننا في هذا الخيار نكون قد حكمنا على التلميذ بالتدمير ورميه في الشارع».
التنافس الرسمي

وقالت: «ان من الأمور التي تجعل المدرسة الرسمية تمتلك القدرة التنافسية مقابل المدرسة الخاصة، يكمن في امتلاك القدوة عند المدير والكادر التعليمي الرسمي أمام الأهالي، بحيث يضعون (الأساتذة) أبناءهم في المدارس الرسمية، لا أن يسجلوهم في مدارس خاصة، وهذا يلعب دوراً هاماً وحافزاً في بناء الثقة بين الأهل والمدرسة الرسمية، وأن أي مدرس رسمي يسجل أولاده في المدارس الخاصة لا يملك ثقة بنفسه».

ولفتت كنعان إلى «أنه ليس هناك من قانون يُلزم الوزارة بخيار إلزام مدرسي التعليم الرسمي بتسجيل أولادهم في المدارس الرسمية حتى الآن، لكن يمكن للوزارة أن تقوم بخطط معينة، عبر نص قانوني يحتاج إلى تغطية سياسية، ويتمثل بعدم استفادة أي استاذ رسمي من المنح التعليمية للذين يسجلون أولادهم في المدارس الخاصة، وهذه فكرة طرحت سابقاً منذ سنتين، لكن ظروف البلد لم تسمح بالسير بها وإقرارها».
دور السياسيين
وقالت كنعان :«إن النواب والسياسيين لهم دور في المجتمع المدني ويتحملون المسؤولية الإيجابية تجاه تفعيل ودعم المدرسة الرسمية والتعليم الرسمي، حتى ننافس المدرسة الخاصة، التي تمتلك الدعم السياسي والديني والمالي».
وتوقفت كنعان عند تقييم الأهل للمدرسة الرسمية ونتائجها، أما المدرسة الخاصة، فرفضت هذه الفكرة، معتبرةً «أن ذلك ليس معياراً صحيحاً، مشيرةً إلى «أننا جميعاً نلتقي على المصلحة العامة، ولدينا الغيرة على نجاح المدرسة الرسمية وتميزها وتفوقها بجدارة، والمحافظة على سمعتها بين شهادات دول العالم، لتحظى بموقع الإحترام والتقدير في كل الجامعات في دول العالم».

الوزارة..حريصة
وأبدت كنعان «حرص وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، والتعليم الرسمي على تحقيق مستوى رسمي وأداء تعليمي جيد وعال، وعلى تحقيق الجدية في امتحانات الشهادة الرسمية والمحافظة على قيمتها التربوية في المجتمع اللبناني والعالمي».
وختمت كنعان قائلة :«إن التحدي ليس سهلاً، أمام ما يمر به لبنان من ظروفٍ صعبة. وعلى الرغم من ذلك، فإننا أنجزنا الشهادة الرسمية بنجاح وتفوق، تأكيداً على حرص الوزارة على تخطي الصعاب والحفاظ على الشهادة الرسمية ومستواها أمام الجامعات المنتشرة في دول العالم».

وشكرت أمال كنعان الإعلام اللبناني والإعلاميين، في مواكبتهم الجدية للشهادة الرسمية، مؤكدة على «الدور الهام للإعلام في التوعية، وعلى أن الشهادة الرسمية ليست لعبة أو مزحة، ففيها الجدية والتعب والضمير الحي».

السابق
الكتيبة الإيطالية تعبّد الطريق العام في صريفا
التالي
الألـم يبـدّد الشـعور بالذنـب!