النهار: موجة التفاؤل تُسابق تعقيدات المرحلة النهائية واستبعاد الولادة قبل الاثنين وتبديل في حقائب

الاسد مستقبلاً جنبلاط: نأمل في تجاوز اللبنانيين خلافاتهم واعلان الحكومة قريباً

جعجع يحذر من حكومة اللون الواحد ومصادر ميقاتي تذكر بانها حكومة الجميع

مع ان صورة الرئيس السوري بشار الاسد مستقبلاً امس في دمشق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي اكتسبت ابعاداً استثنائية في وجهيها السوري واللبناني وسط الظروف التي يجتازها كل من البلدين، بدا من الصعوبة استخلاص نتائج حاسمة لهذا التطور وتأثيره على التعجيل في الولادة الحكومية الموضوعة على نار الاكثرية منذ ظهر الاربعاء الماضي.
ذلك ان العامل الثابت الوحيد تقريباً الذي تجمع عليه أوساط قوى الاكثرية تمثل في تأكيدجدية المحاولة الجارية لتذليل كل العقبات المتبقية في طريق تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يحجب جملة تناقضات ومعلومات بعضها يشوبه تضارب حول "شياطين التفاصيل" ولو محصورة بعدد أقل من العقد السابقة.

واستنادا الى معلومات توافرت لـ"النهار" ليل أمس، بدت التوقعات الموغلة في التفاؤل والتي تحدثت عن احتمال اكتمال التشكيلة الحكومية اليوم في غير محلها. وتفيد المعلومات انه على رغم الاجواء الايجابية التي تشيعها القوى المعنية بالاتصالات الجارية، ليس متوقعاً في افضل الاحوال ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل اذا سارت الامور من دون عقبات اضافية وأمكن تذليل ما تبقى منها راهناً. وتحدثت تلك القوى عن خطوات متقدمة وايجابيات ترجمت في البحث في التفاصيل حقائب واسماء، لكنها رأت ان التفاؤل بتأليف سريع للحكومة لم يكن في اطاره الصحيح.

وكانت الاتصالات استمرت أمس وظل اكثرها بعيدا من الاضواء، فيما استرعى الانتباه ارتفاع منسوب التفاؤل لدى بعض الاوساط مساء عقب عودة النائب جنبلاط والوزير العريضي من دمشق.

وعلم ان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما قام العريضي بزيارة كل من بري وميقاتي بعد الظهر واطلعهما على اجواء زيارة جنبلاط لدمشق. كما قام معاون بري السياسي النائب علي حسن خليل ومعاون الامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل بزيارة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان واطلعاه على حصيلة الاتصالات التي يجريانها علما ان الخليلين تابعا اتصالاتهما ايضا مع الرابية عبر الوزير جبران باسيل.
على ان كثافة الاتصالات لم تحجب الصعوبات الماثلة في تجاوز بعض العقد والتفاصيل التي برز في شأنها تناقض واضح بين القوى المعنية بالتأليف.

وفي هذا السياق لوحظ ان محطة "المنار" كررت لليوم الثاني رمي كرة انجاز التأليف في ملعب رئيس الجمهورية اذ اعتبرت انه "بعد انجاز معظم المهمة وحسم الاسماء بالنسبة الى حصة "تكتل التغيير والاصلاح" فما بقي هو انتظار المعنيين جواب رئيس الجمهورية في شأن الوزير الماروني السادس وبناء عليه تنتهي الامور قبل نهاية الاسبوع، وخصوصاً اذا ما تم تخطي الاجواء غير الايجابية التي طبعت الاتصال الليلي أول من أمس بين بعبدا وفردان".

وفي سياق مماثل، قالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار انه امكن تجاوز 95 في المئة من العوائق والحواجز وان الموضوع انتهى على خط عون من حيث الحقائب المخصصة له والعمل متواصل مع رئيس الجمهورية لتسمية الماروني السادس بعد ابقاء وزارة الداخلية للعميد المتقاعد مروان شربل. كما اكدت ان المقعد السني السادس اصبح في حكم المتفق عليه الى حد بعيد من نصيب فيصل كرامي "ما لم تحصل تبدلات في الساعات الاخيرة".

اسماء

هذه المعطيات تضاربت مع معلومات توافرت ليلا لـ"النهار" من جهات مواكبة لعملية التأليف اذ استبعدت اسناد المقعد السني السادس الى فيصل كرامي لعدم امكان تمثيل طرابلس بثلاثة وزراء علما ان ميقاتي كان التقى فيصل كرامي أول من أمس. واضافت ان هذا الامر تجري معالجته، كما ان موضوع حقيبة الاتصالات يتجه الى تسوية على قاعدة نزعها من الوزير شربل نحاس واسنادحقيبة العمل اليه في مقابل اسناد الاتصالات الى المهندس غابي ليون القريب من العماد ميشال عون. واشارت ايضا الى ان منصب نائب رئيس مجلس الوزراء قد يسند الى الارثوذكسي الوزير السابق سمير مقبل ضمن حصة رئيس الجمهورية التي تشمل مارونيين وأرثوذكسيا، فيما يتولى فايز غصن حقيبة الدفاع، الى وزارة دولة يتولاها سليم كرم وهما من حصة النائب سليمان فرنجية.

ولعل اللافت في هذا السياق ان المصادر نفسها كشفت
ان اسناد حقيبة الداخلية الى العميد مروان شربل ليس محسوما بعد كما يتردد. أما تسمية رئيس الجمهورية الماروني السادس، فتؤكد المصادر أنها متروكة للرئيس الى ما بعد اطلاعه على التشكيلة التي سينجزها الرئيس ميقاتي وعند ذلك يوافق عليها أو لا يوافق. وأكدت أن الرئيسين يضعان عندها اللمسات الاخيرة على التشكيلة وكل ما يخص رئيس الجمهورية يترك للمرحلة الاخيرة. وقد تردد في هذا المجال اسم ناظم الخوري للمقعد الماروني السادس.
وردت مصادر الرئيس ميقاتي امس على قول البعض إن هذه الحكومة ستكون حكومة اللون الواحد، فذكرت بأن ميقاتي "انتظر فريق 14 آذار حوالى شهرين للمشاركة في الحكومة ولا يزال يدعو الى مشاركة الجميع. أما وأن فريقا قرر طوعا عدم المشاركة فليس جائزا القول إنها حكومة اللون الواحد والاكيد ان هذه الحكومة التي ستشكل لمواكبة التحديات القائمة ومعالجة المشكلات الكثيرة في البلد ستكون حكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر". كما أوضحت مصادر ميقاتي أن ما قيل عن أجواء اتصاله أول من أمس بالرئيس سليمان لم تكن ايجابية "غير صحيح فالرئيس ميقاتي اطلع رئيس الجمهورية على حصيلة المشاورات التي أجراها ويتابعها وكانت الاجواء ايجابية".

الأسد وجنبلاط

وعن لقاء جنبلاط الرئيس الاسد أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن الاسد أعرب خلاله عن "أمله في أن يتجاوز اللبنانيون خلافاتهم وأن يتم الاعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية قريبا لما فيه خير اللبنانيين ومصلحتهم".
وأفاد بيان للحزب التقدمي الاشتراكي انه تم خلال الزيارة التشاور في تطورات الاوضاع في لبنان "وكانت الآراء متفقة لناحية ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة لما لذلك من دور في حماية استقرار لبنان".
وأعرب جنبلاط عن "أمله في أن تتخطى سوريا هذه المرحلة الحساسة من تاريخها عبر اقرار الاصلاحات التي أطلقها الرئيس الاسد بما يعزز وحدتها الوطنية ويحصن قوتها ومناعتها".

جعجع

وعلى صعيد المواقف الداخلية من تأليف الحكومة، برز أمس موقف لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر أنه "من الافضل أن يبقى البلد دون حكومة على تشكيل حكومة كالتي يفكرون فيها". وقال ان "الحل الوحيد هو تشكيل حكومة تكنوقراط"، مشددا على أن "حكومة اللون الواحد ستضر بمصلحة الوطن وستكون أسوأ عشر مرات مما نحن عليه".

السابق
الانباء: جدل في لبنان حول منح دكتوراه فخرية إلى جيمس ولفنسون
التالي
البناء:ضخ أموال لمنع التغيير في السعودية