الانباء: حزب الله يضخ التفاؤل بتشكيل الحكومة وميقاتي على حذره

اقفل الاسبوع اللبناني على ستارة تفاؤل لم تلبث ان انحسرت مع احتدام المواجهة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي على خلفية مقاطعة الاخير للجلسة النيابية التشريعية التي دعا بري لها الاربعاء المقبل، كما مع اتساع الاشتباك السياسي والاعلامي بين بري وكتلته ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري واعضاء كتلته النيابية.

واللافت انه في الوقت الذي هدأت حرارة مواقف العماد ميشال عون وفريقه «الوطني الحر» انتقلت هذه الحرارة الى الرئيس بري وكتلته، منذ اصبحت دعوته لانعقاد مجلس النواب بغياب الحكومة في مرمى المعارضة الجديدة مضافا اليها الكتلة الطرابلسية الرباعية التي ينتمي اليها الرئيس المكلف نفسه.

بين الليرة والوطن!

بري وضع جدول اعمال الجلسة المشكوك بدستوريتها من 49 بندا، بينما المطلوب على مستوى مختلف الكتل بند واحد، هو التجديد او التمديد لحاكم مصرف لبنان، الذي بات اولوية اولى بالنسبة لمعظم القوى المحلية، تحت عنوان الحرص على استقرار الليرة اللبنانية الذي كرسه سلامة خلال سنواته الماضية، في حين يرى البعض ان الخوف على الليرة لا يجوز ان يكون اكبر من الخوف على الوطن، في اشارة الى الاولوية المطلقة التي يجب ان تعطى لتشكيل الحكومة، والى جانب دعوة المجلس للانعقاد من اجل الحاكم، يتعين على المجلس الانعقاد للبحث بالعقبات المعيقة لتشكيل الحكومة.

حزب الله متفائل

في هذه الاثناء تابع حزب الله ضخ التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، فيما بقي الرئيس المكلف على حذره المشوب بالتحفظ، حيث اكدت اوساطه على ايجابية الاتصالات الجارية، لكنها ابقت النتائج رهن اجوبة ينتظرها الرئيس ميقاتي حول بعض الاسماء المطروحة للتوزير، بشكل حاسم، اذ ان العماد عون مازال يطالب عمليا بكل الوزارات التي كانت من حصة 14 آذار، اضافة الى حق ابداء الرأي بالوزير الماروني السادس.

ومع العودة الى حكومة الثلاثين وقبول العماد ميشال عون بتعديلات على الحصة والحقائب، ظهرت معطيات جديدة تركت انطباعا بأن ما يجري ليس اكثر من تقاذف للمسؤولية عن عرقلة تشكيل الحكومة بين الرئيس المكلف وبين القوى التي رشحته لتشكيل الحكومة!

الاعتبارات الخارجية

ومع تعاظم الادلة على ارتباط تأخير تشكيل الحكومة بالاعتبارات الخارجية المتصلة مباشرة بما تصفه الاكثرية السابقة بمؤامرة اسقاط حكومة الوحدة الوطنية، والمتأثرة سلبا بالاضطرابات الحاصلة في العالم العربي، وخصوصا في سورية.

اعلام التيار الوطني الحر نقل عبر قناة «او تي في»، عن اوساط الرئيس ميقاتي ان الايحاء بان الكرة اصبحت عنده، كما اشار العماد عون، انما هو مغاير للحقيقة.

ويعكس هذا القول اشارة خفية الى استمرار جمود الامور، وهذا ما اسهم في ارتفاع حرارة النقاش السياسي، والمرشح للمزيد من السخونة يوما بعد آخر، وحتى يتبلور مصير الجلسة النيابية المقررة في الثامن من يونيو، والمشكوك بانعقادها، في ظل المقاطعة الواسعة التي تواجهها.

بري يلغي لقاء مع ميقاتي

تفاؤل حزب الله بتشكيل الحكومة، قد يكون هو ما حمل الرئيس نبيه بري على التريث بإعلان تأجيل الجلسة النيابية العامة، وعلى امل ان يتم تشكيل الحكومة بسحر ساحر، فتسقط التحفظات من جانب المعارضة الجديدة وبعض الوسطيين الذين اغضب موقف بعضهم المقاطع، وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي، رئيس مجلس النواب الذي يبدو انه فوجئ بالامر، وكان رد فعله الفوري الغاء لقاء مقرر مع الرئيس المكلف، والانتقال فورا الى مقره الجنوبي في «مصيلح»، ومعه معاونه النائب علي حسن خليل الذي غاب عن اللقاء مع ميقاتي في موعد متفق عليه، بينما حضر حسين خليل وحيدا.

رد فعل بري لم يوفر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، الذي وصفه عضو كتلة بري النائب علي بزي «بالمراهق السياسي» و«بالسعد الطائر» الذي يظن ان بمقدوره حشر الوطن في حقائب سفره «وكذلك حملته على الرئيس فؤاد السنيورة عبر ما نسب اليه من تهديد بمواجهة جلسة مجلس النواب بموقف من المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى، وهو ما نفاه السنيورة رسميا، بينما نأى المجلس الشرعي الأعلى بنفسه عن هذا التفصيل السياسي.

وقد رد النائب كاظم الخير عضو «كتلة المستقبل» على خطاب بزي: «النائب الذي هبط على اللبنانيين وأصبح في خريفه السياسي يتصدى لمهاجمة ربيع لبنان».

السابق
دروس لبنانية من الثورات العربية!
التالي
الانباء: سليمان استقبل البطريرك الراعي وعرضا أموراً لبنانية ومسيحية