قطوعٌ جديد الأحد المقبل فماذا عن المعالجات؟

ماذا سيحدث بعد غد الأحد في الخامس من حزيران في جنوب لبنان؟
هناك سباق بين الرسائل القصيرة النصيَّة التي تُرسَل عبر الهاتف الخليوي وبين المساعي التي تقوم بها قيادة الجيش لتمرير النهار على خير.
المواطن العادي يسأل بتوجس:

ما الحكمة من تخويف الناس من خلال إغراقهم بالرسائل الخليوية والتي يقول بعضها ان الخامس من حزيران هو نقطة الإنطلاق للإضطرابات في الجنوب. ان عامل التخويف لا يقتصر على اللبنانيين المقيمين الذين يتلقون هذه الرسائل بل يطاول أيضاً الكثير من المغتربين الذين يبقون على تواصل مع بلدهم من خلال هاتفهم الخليوي، فتلاحقهم الرسائل الخليوية حيث هم وفي أي بلد يقيمون فيه، وإذا كانوا يخططون لتمضية عطلة الصيف في لبنان فإن الرسائل الخليوية التي تُغرقِهم من شأنها أن تُحبِط أمنياتهم بتمضية العطلة في الربوع اللبنانية.

هنا تترتَّب مسؤوليات جِسام على المسؤولين اللبنانيين، من دون استثناء، لجعل بعد غد الأحد يمر من دون مضاعفات، نقول هذا الكلام لأن ما شهده الجنوب منذ أسبوعين في منطقة مارون الراس، في ذكرى النكبة، كان من شأنه أن يُشعل حرباً، فهل يتكرر الإختبار الأحد المقبل؟

قيادة الجيش اللبناني واعية لكل الإحتمالات والمخاطر، وهي في هذا الإطار تُكثِّف اتصالات التنسيق مع قوات الطوارئ الدولية من أجل تمرير قطوع الأحد على ما يُرام. وفي سياق الإجراءات المنوي اتخاذها عُلِم أن القيادة في صدد الإعلان عن ان الشريط الشائك عند بوابة فاطمة والنقاط الأخرى المشابِهة، هي منطقة عسكرية يُحظَّر الإقتراب منها أو الوصول إليها.
يُفهَم من هذا الإجراء انه نقطة وسط بين منع التحرك وبين السماح به وصولاً إلى الشريط الشائك، ونقطة الوسط هذه قد تكون إقامة تجمع في مكان جنوب الليطاني، على ألا يقترب من الشريط الشائك لكي لا يُعطي ذريعة للعدو الإسرائيلي للقيام بأي اعتداء أو ارتكاب أي جريمة.

ماذا تعني كل هذه التطورات؟
تعني ان بعض المسؤولين متنبِّهون لِما يمكن أن يحدث ولِما يمكن أن يكون البعض يُحضِّر له.
إذاً السباق محموم ولكن ما يجب أن يؤخَذ في عين الإعتبار ان البلد لم يعد يحتمل أي هزَّة لا على المستوى الأمني ولا على المستوى العسكري ولا على المستوى الحكومي، ولا على المستوى النيابي، إذا البلد يخشى كل الهزات على كل المستويات فكيف إذا كانت هزة من النوع الذي يتداخل فيها العنصر الداخلي بالعنصر العربي والعنصر الإقليمي فالدولي في جنوب لبنان؟
إن المسألة تحتاج إلى شيء من الحكمة مع شيء من الحزم، فأعظم الأخطار هي التي تأتي من الحدود الجنوبية.

السابق
بكركي: بين البابا والأمبراطـور
التالي
أدستور جديد.. أم نظام مافيوي؟!