هل ينافس موقع آريبا العربي فايسبوك الأميركي؟

مارك زوكريبيرج. صار اسما أشهر من أن يُعرّف. هذا المواطن الأميركي الذي يبلغ من العمر اليوم 27 عاماً استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يتحوّل من مبرمج عادي إلى رجل أعمال مشهور، بفضل إنشائه موقع التواصل الاجتماعي الأشهر اليوم «فايسبوك». فمنذ إطلاق الموقع في العام 2006 وحتى يومنا الحاضر، يكسب الموقع اهتماما أكبر من قبل مستخدميه.

لن نطيل الحديث عن مبادرة أدخلت الشاب الأميركي التاريخ من بابه الواسـع، لنسلط الضوء أكثر على مبادرة شبيهة من أصـول عربية، وهي موقع «آريبا»، وعنوانه «www.areebaareeba.com» الذي أطلقه مهندس الاتصالات الأردني أيمن أرشـيد منذ أربعة أشهر تقريبا. فها هو عربي في العـقد الرابع من عمره يترجم فكرة موقع اجتـماعي جديد على أرض الواقـع، ليواكب عــصر التواصل الالكتروني. والاهم من ذلك انه يـهدف إلى ربط منطقة الشرق الأوسط بجميع أنحاء العالم، وخلق روابط بين العرب المغتربين حول العالم.

لكن هل أبصر موقع «آريبا» النور لينافس موقع «فايسبوك»؟ يضحك أرشيد رداً على هذا السؤال الذي يصادفه يوميًا. وينفي للمرة المئة أن يكون قد بادر إلى إطلاق الموقع بهدف منافسة موقع آخر. يسأل: «لماذا لا يكون لنا منصة عربية تستقطب اهتمام الأجنبي؟». ويؤكد في الوقـت ذاته على أن الهدف الأول من الموقع هو «سدّ الفراغ بين العرب والغرب للتقريب بين الثقافتين».

من هنا، قد لا تتفق فكرة إنشـاء الموقــع مع مبدأ أرشيد الذي أطلق موقعه باللغة الانكليزية، بدلاً من اللغة العربية. يعزو السبب في ذلك إلى أنه حاول في البداية إطلاق الموقــع بالعـربية، «إلا أن تقنيات البرمجة التي استعملها لم تتوفر إلا بالانكليزية». رغم ذلك، يبدو أن أرشيد سيحمي موقعه من الانتقادات التي ظهرت عقب إطلاقه، لا سيما تلك التي سألت عن سبب غياب العربية. لذلك يسعى أرشيد حاليًا إلى إضـافة خيار اللغة العربية وبعض اللغـات الأخرى، مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية «آريبا». والاسم، للمناسبة، يحمل معنى مزدوجا، فهو يعني، بالطريقة التي يلفظ فيها، «قريبة»، أي تقريب الأشخاص من بعضهم البعض، بينما يشير المـعنى الثاني إلى كلمة العــربية باللغة اللاتينية. 4000 مستخدم في 4 أشهر يشبه الموقع كثيرا موقع «فايسبوك» من حيث المضمون، إلا انه يختلف كليًا بالشكل. يمكن للمستخدمين الذي وصل عددهم حتى الساعة إلى نحو أربعة آلاف مشترك، الانضمام إلى الموقع من أجل الاتصال بنظرائهم الآخرين في نفس المجال والتفاعل معهم. وقد تمّ تصميم الموقع بشكل مبتكر وبكفاءة عالية من خلال استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا البرمجيات. وبإمكانهم أيضًا، إضافة أصدقاء جدد إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم، وأيضًا تحديث ملفاتهم المهنية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم. الأمر الذي ساعد على نمو الموقع بشكل سريع.

ويتوقع صاحبه أن «يحدث تغييرا كبيرا في كيفية الاتصال والمــشاركة بين الأشـخاص وزملاء العمل والشركات التجارية وتبادل المعلومات».
يعترف أرشيد أن الموقع الحـديث الولادة لا يتمتع بتقنيات تجعله مميزًا عن غيره من المواقع، إلا أنه يتفوّق عليها باعتباره موقــعا عـربيا يتولى مهمة مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة. ويرى أرشيد أن الفرق بين «آريبا» و«فايسبوك» هو «أن الأول يعتبر موقع لتطوير الجانب الاجتماعي والمهني لإيجاد فرص عمل تفيد كل المجتمعات العربية الاقتصادية والاجتماعية». ويوفر الموقع بعد الروابط التي توصل بالشركات والمؤسسات التي يمكنها تسويق منتجاتها وخدماتها التي تقدمها إلى الزبائن لتخفيض ميزانيّة العلاقات العامّة والتسويق. الحماية من القرصنة يواجه موقع «فايسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى عمليات قرصنة يومية، وصلت إلى حدّ الإصابة بأضرار شخصية في بعض الأحيان. ويبدو أن «آريبا» سيقف بالمرصاد أمام محاولات القرصنة، حيث تم استخدام أحدث الطرق التكنولوجية لمحاربة أي اختراق من قبل القراصنة أو أي هيئات ومنظــمات لها علاقة بخرق المواقع. ويؤكد أرشيد على «وجود فريق خاص يعمل على مدار الساعة وهو متخصص في تكنولوجيات المواقع الاجتماعية، لمنع القرصنة وخرق معلومات الموقع، حيث يسمح للأطفال بالمشاركة في الموقع من دون خوف عليهم من أي تحرشات».

في السياق ذاته، يأخذ الموقع بعين الاعتبار القواعد التي تـمنع بنــشر صور ومواضــيع غير أخلاقية، ويتــولى الفريق المكلّف بحذفها عند ورودها. مع هذا يرى أرشيـد أن خدمات الموقع ليست الأفضل مقارنة مع المواقــع الأخرى، إلا أن هناك مخططات وأفكــارا جـديدة قد ترجحه بأن يكون من بين الخمـسة الأولى عالميا!».

ولكل مستخدم معلوماته الشخصية على الموقع، يمكنه الاحتفاظ بها لنفسه أو مشاركة الآخرين بها. هنا أيضًا يمكنه اعتمـاد الصورة التي يختارها، وكتابة الحــالة الشخــصية التي تعبّر عنه. ويسمح له بمناقشة الموضوع الذي يريده، سياسيًا كان أم اجتماعيا أو دينيًا، ولا احد يمنعه من مدح زعيم أو سياسي وانتقاد آخر.

ويغلب الحضور العربي على الموقع حتى الآن، وخاصة من الجنسيات المصرية، السورية والأردنية، فيما يؤكد أرشـيد أن «إطــلاق الموقع في البداية سجّل نسبة حضور أجنـبية وصلت إلى 80 في المئــة، لكنــه نال مؤخــرًا إقبالاً عربيًا ملحوظًا بسبب الحملة الإعلامية التي أطلقها»..

ويبقى الـسؤال، هل سيــتمّ التــخلي عربيا عن «فايسبوك» بوجود «آريبا»، أو ستتم الاستفادة من الموقعين لتوسيع دائرة التواصل بين الناس؟

السابق
لقاء تضامني
التالي
حواجز محبة للمطالبة بمنع التدخين