تقشف وزارة الشؤون الاجتماعية

كأن لقمة عيش أكثر من 4 ملايين نسمة (مع التحفظ على الاحصاء) لم تكفِ الدولة اللبنانية كي «تسدّ رمق» جيوب بعض المسؤولين فيها، حتى امتدّت يد «التقشف»، أو ربما التقصير، لتصل إلى لقمة عيش أكثر من 10 آلاف لبناني ولبنانية، من ذوي الاحتياجات الاضافية، فتحرمهم مستحقات، هم والمؤسسات والجمعيات الحاضنة لهم، أحقّ بها من خزائن الدولة ودهاليزها المالية.
ربما طفل أصمّ وآخر أبكم، وثالث فقد رجليه، ورابع يعاني من الديسلاكسيا لا يفقهون حجج وزير الشؤون الاجتماعية، ولا يبالون بحكومة تصرّف واخرى قيد التشكيل، جلّ ما يعرفونه أنهم أحياء، ومن حقهم أن يكونوا أحياءً، ومن حقّ الجمعيات التي ترعاهم أن تنال مستحقاتها المتوقفة منذ أشهر تكاد تصل.. إلى عام.
أمس، وجّهت 42 مؤسسة وجمعية معنية بشؤون المعوقين وحقوقهم وتأهيلهم، كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في مؤتمر صحافي عقد في دار نقابة الصحافة، أطلعته فيه على واقع هذه المؤسسات والصعوبات والتحديات التي تواجهها، بعد أن تخلفت الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية عن إنصافها، ما يهدد بتراجع خدماتها.
الحركة
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة نقابة الصحافة ألقاها عضو مجلس النقابة فؤاد الحركة، شدّد فيها على «أن السياسة الاجتماعية في لبنان بحاجة إلى الكثير من التنسيق والعمل، لمساعدة أصحاب الحاجات الإضافية، إفساحاً في المجال للتفاعل والمشاركة في مجتمعهم»، مؤكداً مسؤولية الحكومة والمجتمع المدني، في مدّ يد العون والمساعدة، ليتكامل بذلك دور المجتمع عبر قطاعيه الرسمي والأهلي شرف الدين
ثمّ عرض رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات ومؤسسات ذوي الاحتياجات الإضافية موسى شرف الدين لهذه القضية، معتبراً أنها قضية هامة، ومن أولويات القضايا الاجتماعية.

بعدئذ تلا شرف الدين نص الكتاب المفتوح وجاء فيه: « نتوجه إليكم باسم حقوق الأشخاص المعوقين، والجمعيات المعنية بتربيتهم وتأهيلهم على تنوعهم، والتي تطال ما لا يقل عن 10 آلاف مواطن لبناني، (يضاف اليهم عوائل الابناء )، يرزحون بصمت تحت صعوبات وتحديات حياتية تهدد مستقبلهم، مطلقين صرخة احتجاج على اجراءات وعقبات تضرب العمل الاجتماعي والتأهيلي مع الاشخاص المعوقين، وتهدده بتراجع خدماته، وهذا ما كنا قد حذرنا منه، خصوصاً خلال اجتماع ممثلي المؤسسات والجمعيات مؤخراً، مع وزارة الشؤون الاجتماعية في الرابع من الشهر الحالي (الماضي)، وعليه استمهلتنا وزارة الشؤون الاجتماعية، الشريك الوحيد للقطاع الاهلي، لتسوية ما تتخبط به تلك المؤسسات من إجراءات إدارية، تنعكس سلباً على عمل المؤسسات الاجتماعية. لكن يبدو أن ما يسود الوزارة قد يستمر ويضعنا في مواجهة المجهول».
واذ اعتبر أن وزارة الشؤون الاجتماعية شريك أساسي للقطاع الاهلي في لبنان، ودورها حماية المؤسسات الاجتماعية و ضمان حقوق الاشخاص المعوقين، أشار شرف الدين الى بعض تلك العقبات والمشكلات التي تحتاج الى مواجهة وحل من قبل الوزارة وهي:
{ تأخر كبير في دفع المستحقات للمؤسسات المتخصصة العاملة مع الاشخاص المعوقين. فبعد مراجعة طويلة دفعت فاتورة الفصل الثالث من العام الماضي في 10/5/2011 واحيلت منذ اسبوع تقريبا فاتورة الفصل الرابع من العام ذاته الى وزارة المالية، دون بذل الجهد الكافي لتحصيل الحقوق من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية في مواعيدها. وحتى تاريخه يكون قد مضى ثمانية اشهر تأخير في دفع المستحقات ولا يمكن للمؤسسات الاستمرار في عملها وتأمين متطلباتها، وهذا ما يهدد الكثير من هذه المؤسسات ويحملها أعباء اضافية، مع الخلل الكبير الذي اصاب موازناتها ما يؤثر على فعالية عملها.
{ تجدد العقود السنوية بين وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية خلال شهر تشرين الاول، وترفع الى ديوان المحاسبة للدرس والرقابة وترد في غضون شهرين قبل نهاية السنة، غير ان ما حصل هذا العام هو ان وزارة الشؤون أحالت العقود الى الديوان بتاريخ 28/12/2010 وأعادها الديوان في 17/2/2011 لتمكث بعدها في ادراج الوزارة لتوقع بعد ذلك من معالي الوزير بتاريخ 1/4/2011، مع ان المؤسسات كشريك تتحمل المسؤولية الوطنية عن تأهيل ورعاية الاشخاص المعوقين وهذا سيؤثر حتما على موازنات المؤسسات وعلى سير عملها وعلى دفع مستحقات وانتظام رواتب العاملين والبرامج الاجتماعية والتربوية والتأهيلية، وهذا ما لا تستطيع المؤسسات الاجتماعية تحمل تبعاته. اذ تحتاج العقود الى تسوية في مجلس الوزراء لتغطية الفصل الاول من هذا العام ولا ندري كيف؟ ومتى؟ سيتم ذلك مع وجود حكومة تصريف اعمال.
{ تدفع الوزارة اصلا ثلثي سعر الكلفة الذي اقرته في العام 2004 ولم تدع اللجان المختصة لاجراء دراسة سعر الكلفة لهذه السنة؟
{ نتيجة ورود معلومات خاطئة لديوان المحاسبة من وزارة الشؤون الاجتماعية اتخذ قرار من ديوان المحاسبة يقضي بحسم ما يوازي 16,4% من مساهمة الوزارة، ما يخفض مساهمة الوزارة للمؤسسات بحجة تعجيل المادة التاسعة من العقد وهذا مخالف لما جرت عليه العقود ودراسة سعر الكلفة السنوي منذ خمسين عاما وتحمل المؤسسات اعباء اضافية على المساهمة لا تستطيع المؤسسات القيام بهذه المسؤولية في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتابع: سبق لوزير الشؤون الاجتماعية ان التزم أمام ممثلي المؤسسات الاجتماعية بتاريخ 4/5/2011 بارسال كتاب توضيحي الى ديوان المحاسبة يشرح فيه طريقة عمل هذه المؤسسات وفعلاً حصلت المراسلة بتاريخ 10/5/2011، لنفاجأ بعدها بتاريخ 17/5/2011 بتسليم المؤسسات الاجتماعية العقود من الوزارة مع شطب يدوي من المساهمة السنوية يخفضها ما يوازي 16.4 % دون انتظار مراجعة قرار ديوان المحاسبة ومتابعة هذه المراجعة لمصلحة العمل الاجتماعي في لبنان مع ما تتحمله المؤسسات من اعباء اضافية لاستكمال المساهمة السنوية طوعا، شعورا منها بالمسؤولية تجاه قضايا الانسان في لبنان.
وختم: «ان عقد الشراكة ومسؤولية الدولة اللبنانية عن ابنائها تستلزم اعادة الامور الى نصابها، وهذا التراكم دق ناقوس الخطر وحملنا على اطلاق هذا النداء كخطوة نضعها بين ايدي فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية والحكومة والمعنيين والرأي العام اللبناني».
تصعيد
وردّاً على سؤال «البناء» حول إمكانية تصعيد الاحتجاج إذا لم تتم الاستجابة إلى الكتابة المفتوح قال شرف الدين: «كلنا ثقة بفخامة رئيس الجمهورية، لكن حيوات أكثر من 10 آلاف معوق في لبنان، تستحق التصعيد، وفعل كل ما يلزم من أجل تحقيق المطالب».
وعن المعلومات الخاطئة التي وصلت الى ديوان المحاسبة قال شرف الدين: «هي معلومات تتعلق بأولويات الحاجات لمؤسساتنا، حيث ورد إلى ديوان المحاسبة أن بعض المصاريف غير ضرورية، ومجموع كلفة هذه المصاريف حوالى 16.4 % من المستحقات المتوجبة على وزارة الشؤون الاجتماعية».الجمعيات والمؤسسات المشاركة
جمعية أصدقاء المعاقين – الشوف، جمعية الإصغاء (للصم)، المركز الوطني للتنمية والتأهيل – عبيه، شعاع الامل – زحلة، جمعية الشباب الاسلامي (مجمع الرحمة الطبي)- طرابلس، الجمعية اللبنانية للتثلث الصبغي- بيروت، جمعية المواساة والخدمات الإجتماعية ـ صيدا، فيستا- الديشونية، جمعية تمكين للعيش باستقلالية-النبطية – Avance بعبدا، جمعية العناية الالهية – زغرتا، مبرة الرابطة النسائية الإسلامية، مركز المنى، جمعية الينبوع – جونيه، Sesobel ـ عينطورة، جمعية الرعاية للمعاقين والمرضى- البيت السعيد- صيدا، جمعية التضامن والتنمية – صيدا، جمعية لنا المستقبل- صيدا، مؤسسة الزورق- فرن الشباك، إيمان ونور- انطلياس، مساكن الحياة – الفنار، مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية البصرية، الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين- الصرفند، الفلوكة – فرن الشباك، الكرمة – تعلبايا، جمعية العاملين الاجتماعيين الأرمن – زفارتنوتس – برج حمود، جمعية الحنان لذوي الإحتياجات الخاصة – العباسية، الطفل السعيد – عاليه، نادي الشراع – بيروت السفينة – أم النور للتربية المختصة – البترون، واحة الفرح – الكورة، فيستا- طرابلس، مركز مصان – صور، جمعية رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة – عيتا الشعب، المدرسة اللبنانية للضرير والأصم – بعبدا، الجمعية اللبنانية للتوحد – بيروت، مؤسسة الأب روبرتس للأحداث والصم – سهيله، جميعة التدريب على السمع والنطق – عين عار، جمعية أصدقاء عند الحاجة للصم – طرابلس، جمعية أولياء الصم في لبنان، مركز التعلم للصم- بعبدا، جمعية الامداد الخيرية الاسلامية – بيروت، أيام الرجاء- زحلة، الجمعية اللبنانية للتربية المختصة – البسطا التحتا.

السابق
في الجنوب الحق مش عالطليان
التالي
قبلان: لتأليف حكومة إنقاذ وطني في أسرع وقت