الاخبار: ميقاتي يرفض التكنوقراط والجميّل يدعـو إلى إنقاذ وطني

وعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بإعادة تشغيل محركات ماكينة الاستشارات لتأليف الحكومة. وقد ترافق ذلك مع عودة الحديث عن «حكومة إنقاذ وطني»، تناولها كل من الرئيسين نبيه بري وأمين الجميل، وسط تأكيد زوار ميقاتي عدم اقتناعه بمبدأ التكنوقراط

في عطلة نهاية الأسبوع، لم يطرأ على الأزمة الحكومية سوى وعد الرئيس نجيب ميقاتي بأنه سيعيد اليوم تشغيل «موتورات» التأليف باعتبار أنّ التأخير الحاصل لم يعد مسموحاً بالتغاضي عنه. ونقل زوار الرئيس المكلف عنه قوله إنه لا يريد حكومة من لون واحد، مشيرين إلى أنه يقصد بحكومة اللون الواحد أن تكون قوى 8 آذار تملك أكثر من ثلثي عدد الوزراء فيها، كذلك أكد ميقاتي أمام زواره عدم تحبيذه حكومة تكنوقراط، لأن القضايا التي ينبغي أن تعالجها الحكومة العتيدة بحاجة إلى رافعة سياسية.
وعدّد ميقاتي أولويات حكومته دون التطرّق الى ملفَّي المحكمة الدولية وسلاح المقاومة. وعندما سئل عن هذين البندين، أشار إلى أنّ أيّ نص في أي بيان وزاري يُكتَب عنهما سيبقى حبراً على ورق، مضيفاً «لا أحد في لبنان قادر على نزع سلاح حزب الله، ولا أحد من اللبنانيين قادر على وقف عمل المحكمة الدولية». وردّاً على ما يُشاع بشأن نيّته إرجاء تأليف الحكومة إلى ما بعد عودة الهدوء إلى سوريا، أكّد ميقاتي لزوّاره أن الأوضاع في سوريا تحتّم على اللبنانيّين الإسراع في تأليف الحكومة.
وفي الملف الحكوميّ، انضمّ أمس رئيس حزب الكتائب، أمين الجميّل، إلى محور الرئيس نبيه بري في المطالبة بتأليف حكومة «إنقاذ وطني»، منتقداً منطق «التكنوقراط» لأنّ «الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً ووطنياً». وبعكس التهويل والضغط اللذين يمارسهما حلفاؤه في قوى 14 آذار، لفت الجميّل إلى أنّ «العناوين الكبيرة لم تعد تمثّل معضلة في الوقت الراهن، فالمحكمة الدولية باتت بعهدة الأمم المتحدة، أما نزع سلاح حزب الله، فلن يحصل بعصا سحرية».
وتعليقاً على مطالبة بري بتأليف حكومة «إنقاذ وطني»، أكدت مصادر عين التينة لـ«الأخبار» أن كلام بري لا يعني العودة إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية السابقة التي أثبتت فشلها، ولا قبول ما جرى الحديث عنه لناحية اللجوء إلى شخصية مقبولة من قوى 14 آذار. أما معاون الرئيس بري، النائب علي حسن خليل، فحدّد أمس بعض الثوابت التي ترتكز عليها وحدة لبنان والحكومات الوطنية، فأشار إلى «المحافظة على قوة الوطن التي تتجلّى في مقاومته وشعبه وجيشه»، لافتاًَ الى أن «موجبات الصمود تتطلب منا الترفع والوعي، ويجب ألا تمنعنا الاختلافات عن إنتاج حكومة سياسية تؤمن ارتباط الشعب بوطنه».
ومن ناحية قوى 14 آذار، يمكن تلخيص موقف الأكثرية السابقة بما قاله النائب أحمد فتفت، الذي أشار إلى أنّ «حزب الله مرتاح لهذا الواقع، وهو يشجع الناطق باسمه العماد ميشال عون على التصعيد على نحو غير مقبول من دون أيّ ضوابط»، لافتاً إلى أن «معلوماته تشير الى أن حزب الله ما زال مصمماً على الفراغ الحكومي وغير معني بتأليف الحكومة حالياً، ومن أجل ذلك لا يمارس أيّ ضغط على العماد عون». ودعا فتفت الرئيس ميقاتي إلى الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة، مضيفاً: «لو كنت مكانه لاعتذرت وشرحت للناس الأسباب».
من جهة أخرى، دعا الوزير يوسف سعادة، أمس، إلى تأليف حكومة قوية وقادرة بأسرع وقت ممكن، لكنّ الأهم من موقف سعادة، هو المناسبة التي تحدث فيها، وهي حفل رسمي نظمه تيار المردة لمناسية إطلاق «الوجود السياسي والشعبي للتيار في زحلة والبقاع»، إذ عقد التيّار اجتماعاً موسّعاً لكوادره على مدى يومين، مثّل خلاله سعادة رئيس التيار سليمان فرنجية. وكان من المفترض أن يطلق فرنجية شخصياً هذه الخطوة، لكنّ أسباباً متنوّعة أوجبت اعتكافه عن إطلاق نشاطات تياره رسمياً في البقاع، أبرزها احتمال تفسير حضوره الشخصي من جانب بعض الحلفاء على أنه موجّه ضدهم. وقد تناول سعادة هذا الموضوع في حواره مع كوادر المردة البقاعيين، فأكدّ أنّ حضور التيار في البقاع يتكامل مع الحلفاء، وأن فرنجية أقدم على خطوة رائدة في التنظيم خلال توسيع دائرة عمل التيار ودعم الحلفاء في البقاع، لكنّّ تعزيز تيار المردة حضوره السياسي والشعبي في زحلة والبقاع، راقبته تيارات سياسية حليفة بقلق، ولا سيما أن أبرز كوادر «المردة» البقاعيين، الذين يخضعون لدورات في «الأكاديمية»، كانوا في الأساس من عداد الناشطين في التيار الوطني الحر، وهم الآن سيتولّون «الحراك» السياسي والتنظيمي والشعبي للتيار الأخضر. ورفض قادة محليون في التيار الوطني الحر وتيار «الكتلة الشعبية» التعليق على خطوة المردة، واكتفى الطرفان بتأكيد التحالف السياسي الذي يجمعهما مع النائب سليمان فرنجية.

فيلتمان وحماية إسرائيل

على صعيد آخر، علّق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، على زيارة جيفري فيلتمان الى بيروت بالقول: «لا توهموا أنفسكم بأنّ تعثُّر تأليف الحكومة أو ترجمة وتفسير ما ورد في خطاب أوباما هو ما جعل فيلتمان يهرع الى لبنان، بل ما جرى في مارون الراس».
أما الناطق الرسمي في السفارة الأميركية في لبنان، راين كليها، فأشار إلى أنّ فيلتمان «حمل معه رسالة الى الزعماء اللبنانيين من الرئيس الأميركي باراك أوباما»، موضحاً أنّ الهدف الأساسي للزيارة هو التشاور مع القادة اللبنانيين حول أحداث لبنان والمنطقة. وشدد كليها على أن «عدم ذكر لبنان في خطاب الرئيس أوباما لا يعني أنه لم يعد مهمّاً للولايات المتحدة»، مشيراً الى أن لبنان «ثار عام 2005 وكانت ثورته بداية الثورات في المنطقة».

السابق
المستقبل: أوباما يتراجع: حدود الدولة الفلسطينية ليست خط الـ67
التالي
الجمهورية: تايم: إزدهار تجارة السلاح في لبنان