مخيمات اللجوء تستذكر شهداء مارون الراس

ما زالت وقفة مارون الراس في ذكرى النكبة، حيّة في المخيمات الفلسطينية، من خلال الشهداء الذين ثبّتوا بدمائهم خطوة أولى على درب العودة الطويل، إلى فلسطين المحتلة. وأحيا أمس مخيما البرج الشمالي والبص في صور، ذكرى الشهيدين محمود محمد سالم ومحمد سمير الصالح، اللذين سقطا برصاص الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد الماضي. وفي الحفل التأبيني في البرج الشمالي، كانت كلمات لممثلي "حزب الله"، و"حركة فتح"، و"جمعية المشاريع"، حيوا فيها الوقفة، كخطوة أساسية على طريقي العودة والوحدة. وفي مخيم البص، سجّل ممثلو "حركة أمل"، و"حزب الله"، و"حركة فتح"، محطة مارون الراس كتاريخ لتكريس الحق، والانتصار له. أما مخيم عين الحلوة، فشهد مهرجاناً تكريمياً لثلاثة من أبناء المخيم استشهدوا في مارون الراس، دعت إليه الفصائل الفلسطينية، في قاعة زياد الأطرش. وألقيت كلمات شددت على أهمية الرسالة التي كتبها الشهداء، وضرورة الحفاظ على وحدة الفلسطينيين وتضامنهم في وجه العدو الصهيوني.

كما جالت وفود قيادية من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في لبنان، على عائلات الشهداء والجرحى، في مختلف مخيمات اللجوء. وأشادت الوفود بتضحيات الشهداء والجرحى، مؤكدة أن "هذه التضحيات رسمت مساراً جديداً، وأكدت بالدم أن حقوق الشعب الفلسطيني هي ملك لأصحابها، وحق العودة كان وسيبقى محور ومركز هذه الحقوق".
 
من جهتها، دعت "لجنة دعم المقاومة فلسطين"، في بيان لها أمس، إلى "استمرار مسيرات العودة من أرض فلسطين وما حولها، وتطويرها كشكل من أشكال المقاومة على طريق التحرير". ووجهت اللجنة التحية إلى "جرحى وشهداء مسيرة العودة، الذين أضحوا وساماً على جبين الشرفاء والأحرار"، معتبرة أن "ما جرى شكل نقطة تحول في الصراع وحقّ العودة". وتكريماً "لشهداء العودة الذين سقطوا على تخوم فلسطين في مارون الراس والجولان"، أضاءت المنظمات الشبابية والطلابية اليسارية في ساحة الشهداء في صيدا ليل أمس الأول، الشموع تقديراً لبطولاتهم وتضحياتهم. كما رفع الشباب والطلاب علم فلسطين، وأنشدوا الأناشيد الوطنية، وأحرقوا علم إسرائيل.وكانت المنظمات الطلابية قد أقامت حاجزا بالقرب من تمثال الشهيد معروف سعد، لتوزيع قصاصات تحمل التحية لشهداء العودة إلى فلسطين. وأصدرت المنظمات الشبابية والطلابية اليسارية في صيدا بياناً أشارت فيه إلى أن "جماهير شعبنا قد دشنت صفحة جديدة من تاريخ النضال العربي الفلسطيني، وأكدت ثابتةً لا تقبل الشك وهي أن المقاومة الشعبية والمسلحة طريق وحيد لاستعادة حقوقنا المشروعة في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وكل أرضنا العربية التي يحتلها العدو الإسرائيلي والأميركي".

ولمناسبة "الذكرى الـ 63 للنكبة" افتتح في خان الإفرنج في صيدا معرض "ذاكرة فلسطين بعيون الطوابع البريدية" لشفيق طالب. وتضمن المعرض مجموعة كبيرة من الطوابع البريدية، التي تؤرخ لحقبات هامة وأساسية من تاريخ فلسطين بدءاً من العهد العثماني مروراً بعهد الانتداب البريطاني وحتى تاريخ النكبة، بحضور النائبين بهية الحريري وعلي عسيران، وممثل السفير الفلسطيني عبد الله عبد الله مدير مكتبه جمال عيسى، وعدد من ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية وفاعليات صيداوية وجنوبية وحشد من المدعوين.

السابق
شباب مستقلون في النبطية يعتصمون احتجاجاً على الغلاء
التالي
الشرق الاوسط: انتشار كثيف للجيش السوري في قرى حدودية