حشود عين الحلوة والمية ومية فاقت التوقعات

فاقت مشاركة أبناء مخيمي عين الحلوة والمية ومية في مدينة صيدا التوقعات والتقديرات، مما شكّل إرباكا للجنة المنظمة بسبب الحاجة إلى المزيد من الحافلات التي تقل اللاجئين "العائدين" عبر مارون الراس. ومنذ الصباح الباكر، توافد شيب المخيم وشبابه نساؤه وأطفاله رافعين الأعلام الفلسطينية، مع شعار وحيد: "الشعب يريد العودة إلى فلسطين". من مختلف مداخل المخيم ومخارجه وطرقه، خرجوا مجموعات مجموعات باتجاه مراكز التجمع بالقرب من "عالم المرح" ومهنية صيدا والحسبة في محيط عين الحلوة، وبالتحديد عند الطريق السريعة التي تصل صيدا بالجنوب. ومع الوقت، تبين للجنة المنظمة وجود مشكلة لوجستية فعلية على الأرض، وانه ينبغي إيجاد حل سريع منعاً للفوضى، خصوصاً بعدما غادرت الحافلات بمجملها نقاط التجمع باتجاه مارون الراس، فيما بقي المئات (قدّرتهم اللجنة المنظمة بالآلاف) على الأرض ينتظرون حافلات إضافية تأخرت في الوصول. وتجمع عدد كببر من الأهالي وسط الطريق بهدف الضغط لتسريع تأمين الحافلات. وعمل الجيش اللبناني على ضبط الأمن في محيط التجمعات، إلى أن تم تأمين حافلات صغيرة قامت بنقل الجموع المتبقية إلى مارون. وقدرت مصادر في اللجنة المنظمة أعداد المشاركين من عين الحلوة والمية ومية بحوالى 15 الف "عائد" إلى فلسطين، بينما كانت التوقعات تتمحور حول سبعة أو ثمانية آلاف. ومع توارد الأنباء عن سقوط الشهداء والجرحى، ساد الوجوم والترقب مخيم عين الحلوة، ما تسبب بقلق كبير لدى الأهالي الذين راحوا يسألون عن أبنائهم ويستفسرون عن أسماء الشهداء والجرحى خاصة، حيث إن عدد المشاركين من المخيم تجاوز 15 ألفا، وزاد في قلق الأهالي انقطاع إرسال الخطوط الخلوية. ولم يعرف العدد الحقيقي للشهداء من أبناء المخيم باستثناء الشاب عماد أبو شقرا، الذي شوهد جثمانه على شاشات التلفزة أثناء نقله إلى سيارة الإسعاف، بالإضافة إلى وجود عدد من أفراد عائلته معه في مارون الراس، كانوا من المشاركين في المسيرة. وتحدثت عن سقوط شهيدين من المخيم فيما أفاد شهود عيان عن سقوط أربعة شهداء. إلا أن أي جهة فلسطينية مسؤولة لم تؤكد الأمر. وكانت مكبرات الصوت في مخيم عين الحلوة قد بثت الأناشيد الثورية والوطنية، إضافة إلى الآيات القرآنية حدادا على الشهيد أبو شقرا. وأدى الوضع إلى إرباك قيادة الفصائل الفلسطينية في المخيم، والتي لم يكن لديها الجواب الشافي للأهالي المستفسرين عن أولادهم. في المقابل، بدأت ليلا سيارات الإسعاف تنقل عددا من الجرحى العائدين، والذين وصفت حالتهم بالخطرة إلى مستشفيات صيدا.

السابق
لماذا يتجاهل الشباب اللاطائفي أزمة الكيان اللبناني؟
التالي
إحياء النكبة الفلسطينية يقلّص شرعية إسرائيل الدولية ويفاقم أزمتها الإقليمية