الشرق: عدم توافر البدائل يطيل في عمر القذافي وصالح والاسد

اعترفت اوساط ديبلوماسية اوروبية غربية بان ما يؤخر حسم معركة ازاحة العقيد معمر القذافي ليست قدرته العسكرية والشعبية الواهية، بل لان البدائل المتاحة لخلافته غير متوافرة، خصوصا ان مجالات التفاهم بين المعارضين في ليبيا منعدمة كليا مثلما هو حاصل في مصر التي دخلت مرحلة ضياع مرشحة لان تستمر طويلا جراء عدم اتفاق قوى الثورة الشعبية على كيفية الانتقال من الشارع الى السلطة، فضلا عن التخوف المتبادل بين هؤلاء من امكان سيطرة جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر تنظيما سياسيا وشعبيا واضح المعالم بعكس معظم من نزل الى الشارع في مجال الانقلاب على الرئيس حسني مبارك!

وترى الاوساط الديبلوماسية المشار اليها، ان استخدام حلف النيتو السلاح ضد القذافي لم يصل بعد الى حد اقناع الاخير صراحة بان ايامه اصبحت معدودة، لاسيما ان التدخل العسكري البري غير وارد حتى اشعار اخر، اضافة الى ان النزعة الانقلابية لدى الليبيين لم ترق الى مستوى البحث عن قائد بديل او عن نظام مختلف عن اداء ثورة القذافي الاثرية وهذا ما يعرفه الليبيون من غير ان يؤدي ذلك الى تحسين تفاهمهم على النظام الخلف، حيث يخشى ان يؤدي تضارب المصالح الشخصية والمناطقية في ليبيا الى وضع البلد امام خريطة التقسيم من دون حاجة الى اعلان مسبق!

والملاحظ، ان الجار المصري فقد تأثيره الميداني في ليبيا مثله مثل الجار التونسي، حيث الانشغالات المصرية الداخلية تمنعهم من ان يقولوا رأيهم وهذا ينطبق ايضا على الانشغالات التونسية التي بحسب مصادر مطلعة لا تشجع على الوصول الى ارث سياسي مختلف عما كان لدى الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وما ينطبق على ليبيا ينطبق حرفيا وشكلا ومضمونا على الحال في اليمن، حيث يقال ان القصد من ترك المصادمات الدامية على ما هي عليه، هو زيادة رقعة الدم بما يسمح بتمرير تقسيم اليمن بين شمالية وجنوبية كما كان حالها قبل الوحدة التي ظلت في قالب سياسي وشعبي واداري عشوائي، مع الاخذ في الاعتبار الثورات المذهبية التي اشتعلت في اليمن عن سابق تصور وتصميم من دول عربية واجنبية في آن؟!

والملاحظ ان المملكة العربية السعودية لم تعد متحمسة لدعم الرئيس علي عبد الله صالح، فيما تؤكد المعلومات المتداولة ان البدائل المرتقبة بعد ازاحة الرئيس اليمني ان السعودية ليست بعيدة عن نظرتها الى امور دولة متاخمة لها، وتؤكد مصادر مطلعة ان مجلس التعاون الخليجي يعرف تماما سلبيات الانتفاضات الشعبية في عدد من الدول العربية، ويعمل قادته على اعداد ورقة تفاهم تجنب دولهم اية خضة غير مستبعدة، مع العلم ان الجرح في البحرين لا يزال يطرح علامات استفهام بالنسبة الى صلابة الموقف السائد للمملكة في وجه ما تتطلع ايران اليه جراء الافادة من النسبة الشيعية المرتفعة في البحرين!

والذين يتساءلون عمن يحمي الثورة في مصر، هم من نوع المتسائلين عمن يحمي الثورة في تونس، وهذا التساؤل ليس بعيدا عن ليبيا واليمن وهكذا بالنسبة الى ما هو حاصل في سورية التي يقول اعلامها ان البلد تخطى هوة مصيرية، فيما المعلومات تتحدث عن بدائل غير واضحة لنظام الحزب الواحد!

وهكذا يتضح لدى المراقبين وباجماع قل نظيره ان الحسم في ليبيا واليمن وسورية يحتاج الى اكثر من التصميم على التغيير اي معرفة معالم المرحلة اللاحقة من غير حاجة الى تخطي بعض الاعتبارات ذات الطابع الاقليمي والدولي والتي على علاقة بالمصالح الدولية المتبادلة؟!

ويبقى سؤال وجيه عن سبب تركيز قطر الاعلامي والسياسي والديبلوماسي على اظهار الوضع في كل من ليبيا واليمن وسورية وكأنه ميؤوس منه؟! او انه مؤشر الى مخطط تغييري جامع؟!

السابق
البيرق: علي نقل رغبة سورية ملحة في التاليف
التالي
العلويّون يُشاركون في القمّة الروحيّة