الانباء: مصادر بري تنفي خروج رئيس جبهة النضال الوطني من الخارطة

كسرت تصريحات رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط رقابة الأجواء السياسية المحيطة بتشكيل الحكومة، من دون الجزم بأنه سيؤدي إلى اختراق في جدار الأزمة. واعتبر جنبلاط في رفعه الغطاء عن «الأكثرية الجديدة» التي تكونت بفضله انذارا مبكرا لهذه الأكثرية، وليس طلاقا بالثلاثة، كما يستدل من تصريحات لاحقة له.

مواقف جنبلاط التي استنفرت حلفاءه الجدد اطلقها بعد لقاءين له على التوالي مع مفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني، ثم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وبعد سلسلة مواقف تمهيدية اطلقها الوزير غازي العريضي منتقدا الابطاء غير المبرر في تأليف الحكومة، سدد رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ضربة قوية للأكثرية الجديدة المختلفة حول الحصص والحقائب الوزارية وكشف إعلان جنبلاط، عبر صحيفة «الأنباء» الاشتراكية انه لم يعد ممكنا تغطية الأكثرية الجديدة بعدما فشلت فشلا ذريعا في تشكيل الحكومة، ما وضع مستقبل هذه الأكثرية على المحك، كما كشف عمق الهوة الفاصلة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري من خلفهم، وبين ثنائي حزب الله وحليفه العماد ميشال عون، ومن ورائهما دمشق، التي زارها جنبلاط منذ بضعة أيام وعاد من بحرها عطشانا… وعلى أمل ألا يعود كذلك في زيارة مقبلة غدا الخميس.

وقال جنبلاط: إذا كان البعض من القوى السياسية لا يبحث سوى عن مصلحته المباشرة، فإننا لا نستطيع الاستمرار في تغطية هذا الموقف بعد الآن، لأن السقوط في هذه الدوامة هو إسقاط للبلد برمته، واضاف: حبذا لو يستفيق المتحفظون لأن الأكثرية الجديدة أعجز من أن تشكل حكومة.

والملاحظ ان جنبلاط حيد رئيس الحكومة المكلف من حملته بالقول: إن ميقاتي لبى معظم المطالب السياسية قدر المتاح، ولم يأت على ذكر الرئيس ميشال سليمان الذي جدد التأكيد أمام زواره أنه سيكون هو من يسمي وزير الداخلية، كما سيعطي رأيه بجميع الوزراء.

في هذا الوقت، نقلت صحيفة «الجمهورية» عن مصادر في «التيار الوطني الحر» قولها إن «كلام رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط هو في إطار الضغط على المعنيين لتسريع تأليف الحكومة»، في حين نقلت «الجمهورية» عن قطب بارز في قوى 8 آذار قوله إن كلامه «لا يخيفنا، لا بل على العكس فنحن واثقون من أننا سنصل إلى نتائج إيجابية وسنقلب البلاد في الاتجاه الصحيح، ولا أحد يخيفنا».

وعما إذا كانت الأكثرية الجديدة خائفة من أن ينقلب جنبلاط مجددا، أجاب المصدر نفسه: «لا نعتقد أنه سيفعلها هذه المرة، لكنه يحاول وضع قدم احتياطية في المقلب الأميركي، ويحاول إرضاء الأميركيين وفي الوقت نفسه لا يقطع مع السوريين»، معتبرا أن «مقومات «التكويع» غير متوافرة، فالأمور لاتزال غامضة ولا يستطيع أن «يكوع»، أما إذا انقلبت الأمور فيستطيع، ولكن عندئذ لا نملك إلا خيار قلب الطاولة على الجميع».

بدوره النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري استبعد ان تشكل مواقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التفافا. وقال أمس لسنا أمام مشهد جديد من الاصطفافات أو خريطة جديدة من العلاقات الداخلية.

واعتبر خليل ان كلام جنبلاط هو للحث على التشكيل وتجاوز التفاصيل.

وسئل إذا كانت الزيارة الأخيرة له مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله إلى سورية لمعالجة الأزمة الحكومية قال خليل: ان الحكومة لم تكن جزءا من البحث خلال الزيارة الأخيرة، بل إن الظروف الراهنة تستوجب الإسراع في تشكيل الحكومة

السابق
التاريخ يصنع نفسه في الشرق الأوسط
التالي
الحكومة والقرار الظني