خطباء الجمعة: تحولات المنطقة تفرض علينا الحذر والانحياز إلى الدولة

وزعت دار الفتوى خطب الجمعة التي ألقاها بعض خطباء المساجد في عدد من المناطق، تناولوا فيها موضوع السجناء الإسلاميين المحتجزين بدون تهم حتى اليوم، كما تحدثوا عن أوضاع العامة في لبنان.
الرفاعي اكد مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي "أن مسألة السجناء بما يسمى الإسلاميين وبقية السجناء الآخرين يقتضي منا مفهوم العدل، وكذا الشعور الإنساني أن يعاملوا أولا معاملة حسنة تليق بكرامة الإنسان مع حفظ حقوقهم الدينية وخصوصياتهم الشخصية، وثانيا تعيين مواعيد لمحاكماتهم بشكل سريع جدا، وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، إذ هو حق حفظته الأديان والقوانين المرعية الإجراء، وبعدها من تثبت إدانته ينال حكمه ضمن الأصول، ومن تثبت براءته يطلق سراحه مع التعويض عليه في ما لحق به من أضرار نفسية ومادية، إذ من غير المقبول دينا ولا إنسانيا أن يبقى هؤلاء في السجن قيد الاحتجاز هذه المدة الطويلة التي نرفضها جملة وتفصيلا من غير أن يقدموا إلى المحاكمة العادلة والمعاملة الإنسانية الكريمة مع ملاحظة أن إبقاءهم رهن الاحتجاز بهذه الطريقة من غير محاكمة مع ما بلغنا بالتواتر عن أحوالهم الغير مرضية ينعكس سلبا أيضا على عائلاتهم وذويهم وأحبابهم خارج السجون، وبالتالي يشعر الإنسان حقيقة أن سجن هؤلاء بالطريقة الظاهرة هو سجن وتعذيب لكل أهليهم وذويهم وأسرهم، وهذا يتنافى مع مفهوم العدل والأخلاق الكريمة والإنسانية، معلنين تأييدنا وتفاعلنا مع بيان صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية بهذا الخصوص والمتابعة حتى النهاية".
وأضاف الرفاعي أنه "لا يجوز أن يبقى البلد بهذا الفراغ لجهة التوصل إلى حل لمشكلة الحكومة، وبدء الحوار الجاد بين كافة الأطراف حتى لا يشعر فريق أنه مغبون أو وقع عليه ظلم".
وقال: "في هذه المناسبة، ندعم وقف القدس الذي أنشأ وقفيته صاحب السماحة مفتي الجمهورية، داعين إلى دعمها والتبرع السخي للغاية التي أنشئ من أجلها، مباركين في الوقت ذاته لأهلنا وإخواننا في فلسطين المحتلة التفاهم الذي وقعت حروفه الأولى برعاية مصرية كريمة بين حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية، سائلين الله أن يتمم هذه المصالحة على خير، وأن تشكل حكومة الوحدة الوطنية، وأن ترفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني بعودة مقدساته وأرضه إليه".

عريمط شدد الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط على "أن ما يجري في المنطقة العربية من تحديات ومن تغيرات ومن حركات للشعوب تؤكد بأن المنطقة العربية تشهد تحولا تاريخيا في نظرتها إلى الحاضر والمستقبل، وهذا يدعو اللبنانيين إلى التيقظ والحذر والانحياز إلى مؤسسات الدولة وتقويتها وتحصينها لتكون الملاذ الآمن للمواطنين، والتنبه من الأخطار الصهيونية المستفيدة من المرحلة الانتقالية التي تمر فيها المنطقة".
واشار الى انه "في ظل هذه الأجواء نرفض الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة بإقامة الأبنية المخالفة بحجج واهية يسوقها المعتدون والمخالفون بحماية وغطاء من قوى الأمر الواقع المعيقة لبسط الدولة سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية".
وأمل "أن تتحرك الجهات المختصة لوضع حد لمشكلة السجون والمساجين الموقوفين والإسراع بإجراء المحاكمات في ظل من العدالة والإنصاف، فالمواطن اللبناني يريد حلولا لمشاكل البطالة والغلاء والهجرة والخوف من الحاضر الذي يريده حاضرا واعدا للمحافظة على لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا".
بدوره ناشد عضو المجلس الإداري لأوقاف بيروت الشيخ أحمد البابا المواطنين في بيروت "الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء، ومساعدة الدولة على ممارسة دورها في حماية المواطنين وأرزاقهم وأعمالهم، وضرورة تقديم أقصى المعونة والدعم لمؤسسات الدولة لوضع حد للمخالفات والتجاوزات التي يقوم بها البعض بإقامة الأبنية على أرض الغير سواء كانت هذه الأراضي للدولة أو للمواطنين اللبنانيين أو الأشقاء العرب أو أوقافا إسلامية أو مسيحية"، داعيا الدولة وأجهزتها إلى "تطبيق القوانين وردع كل المتطاولين على الأملاك العامة والخاصة، وضرورة وضع حد نهائي للمشكلات التي يحركها البعض بين الحين والآخر بشأن قضية المساجين والموقوفين أيا كانوا ولأي منطقة انتموا، فالعدالة هي حق الجميع والقوانين يجب أن لا تميز في تطبيقاتها بين مواطن وآخر ليبقى لبنان واحة للحرية والسلام والأمان".
وقال رئيس هيئة رعاية السجناء وأسرهم الشيخ ماهر جارودي: "إن أخوة لنا قابعين في غياهب السجون اللبنانية منذ سنين عديدة، موقوفين لم تسند إليهم حتى تاريخه تهمة، ولم يحقق معهم أحد، وعددهم يتجاوز المائتين، يتعرضون لانتهاكات يومية، ولم يقترفوا جرما، ولم يعتدوا على أحد، تشردت أسرهم ولم يبق لهم معيل إلا الله تعالى، ونحن نرى ونقرأ ونسمع كل يوم عن مخلين بأمن البلاد والعباد، وعن أناس يعتدون على الأملاك العامة والخاصة لم يستدع منهم واحد للتحقيق، فالكيل بمكيالين وتحقيق العدالة على شريحة من اللبنانيين دون أخرى، ممارسة خطيرة تمهد لأزمة وطنية كبرى".
واضاف: "وعليه، فقد أطلق سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، موقفا مطالبا برفع الظلم عن كل مظلوم داخل السجون وإحقاق الحق، نأمل أن يتلقف المعنيون كلام سماحته، ويتفهموا كل ما ورد في خطابه، وإننا نهيب بكافة أجهزة الدولة وخاصة السياسية والقضائية، ضرورة الإسراع في معالجة ملف الموقوفين الإسلاميين بإخلاء سبيلهم فورا، والتعويض عليهم تلك السنين الطويلة، وإلا فإننا سائرون إلى مزيد من الشعور بالظلم والقهر ولا يصب هذا الظلم في بناء الدولة".

السابق
القاعدة تغرد في تويتر
التالي
المكتب العمالي ل “امل”: لنبذ الخلافات وبناء جسم نقابي متعاف