الفلسطينيّون يعتصمون في حضن الأونروا

كان للأونروا أمس موعد مع أبناء مخيم الجليل. جاء الفلسطينيون من مخيمهم البعيد في البقاع ليعتصموا أمام المركز الرئيسي للوكالة في منطقة بئر حسن. هؤلاء كانوا قد اعتصموا مراراً وتكراراً أمام مراكز الأونروا في المخيم، لكن على ما يبدو، الرسالة التي أرادوا إيصالها لم تصل الى المقر الرئيسي في بيروت، لذلك تحمّلوا عناء الرحلة من البقاع الى بيروت، وذلك لإسماع أصواتهم وإيصال مطالبهم مباشرةً الى سلفاتوري لومباردو المدير العام للأونروا.

المعتصمون لم يقدّموا، كما جرت العادة في اعتصامات سابقة، مجرد مذكرة تطالب بتحسين القطاع الصحي في الوكالة. هذه المرة حملوا مرضاهم، ووضعوهم أمام مبنى الوكالة ليعاين لومباردو بنفسه ما يعانيه هؤلاء. المرضى الذين حضروا لم يتعدّ عمر أكبرهم ستّ سنوات. أما الأمراض التي يعانيها هؤلاء، فكانت تفرض على الأهل إبقاءهم في منازلهم، مهما كانت القضية التي جاؤوا من أجلها نبيلة. يقف المعتصمون أمام مركز الوكالة، يهتفون «الشعب يريد إسقاط المدير». لحظات حتى تُفتح لهم أبواب الأونروا، ليُسمح لهم بالدخول خلف الأسوار المرتفعة التي تحيط بالمبنى، والاعتصام في عقر دار الوكالة. ينضم لومباردو إلى المعتصمين. يريد الرجل أن يسمع مطالبهم مباشرةً. مشاركة الرجل تستفزّ الحضور أكثر. تتدافع النسوة باتجاهه وهن يصرخن به. تقترب آمال خطيب، وهي والدة لمعوّقَين يحتاجان إلى علاج. حملت الخطيب ابنتها، أما ابنها الثاني، فبقي في المنزل، ولم تستطع الإتيان به لأنه «يعاني ضموراً في العضلات»، كما تقول. تقترب المرأة من لومباردو وتصرخ به: «في بلدكم هل يتركون المعوقين بلا استشفاء؟ هل تتركون الأطفال المعوقين دون علم؟»، تسأل المرأة. تشرح الخطيب ما تعانيه ابنتها، التي لم تبلغ من العمر ست سنوات، من «ضمور في الدماغ والمخيخ، وعلاجها الشهري يكلّف مليوناً ونصف مليون ليرة، تدفع الأونروا منه 300 ألف ليرة فقط». تنسحب المرأة بعيداً عن مكان التجمع، يقترب رجل آخر من لومباردو. يدفع وليد عطور الكرسي المدولب الذي تجلس عليّه ابنته. الفتاة تعاني «الروماتيز، وهو أقوى من الروماتيزم». يشرح عطور كيف أنه لا يستطيع الالتزام بعمل محدد لكونه مضطراً إلى البقاء قرب «ابنتي التي تحتاج إلى تقويم ساقيها» يقول. هنا، يحاول لومباردو إلقاء كلمة ليشرح فيها الخطوات التي ستقوم بها الوكالة. يمنعه المعتصمون من ذلك، يجددون رفع شعارهم «الشعب يريد إسقاط المدير». ينسحب لومباردو إلى مكتبه، بعد ازدياد حدّة التوتر بين المعتصمين الذين كوّنوا حلقة من حوله. ينتهي الاعتصام، يعود الجميع إلى الحياة الطبيعية، الفلسطينيون إلى مخيماتهم، والأونروا ومديرها إلى الأزمة المالية.

السابق
خسائر أبيدجان: عليه العوض
التالي
الكتيبة الماليزية “تقاطع” التجار اللبنانيين