الديار: اميركا هددت بتجميد أرصدة مقرّبين ودعوة لاجتماع وزراء الخارجية العرب

بدأت قوات الامن السورية عملية الحسم في درعا بعد اسابيع على بدء عملية الاحتجاجات وفشل كل سبل الحوار مع المحتجين الذين تقودهم مجموعات سلفية كما ذكرت مصادر رسمية سورية. واشارت المصادر الى ان التعجيل في عملية الحسم كان مرده الى معلومات اشارت الى اتجاه لدى المسلحين بإعلان منطقة درعا يوم الجمعة امارة سلفية. وذكرت المعلومات ان الاوامر اعطيت للجيش السوري بتجنب المدنيين واطلاق النار على المسلحين ومداهمات نقاط محددة وضرب الجيوب المسلحة فقط، شرط انهاء الوضع الشاذ في درعا، في حين شهد ريف دمشق وجبلة مواجهات أدت الى اعتقال العديد من المسلحين الذين اقاموا انفاقا تحت الارض، فيما حسم الامن الوضع في جبلة بعد فشل كل جهود الحوار مع المحتجين، علماً ان المواجهات جرت وسط تعتيم اعلامي شامل. وقد تمكنت وحدات الجيش السوري من السيطرة على الوضع بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين الذين دعوا الى التصدي لوحدات الجيش. فيما ذكرت معلومات رسمية ان عدد القتلى في درعا وجبلة كان مبالغا فيه. وليلا، صرح مصدر عسكري مسؤول انه استجابة لاستغاثات المواطنين والاهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع الذي تمارسه المجموعات الارهابية المتطرفة قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح امس الاثنين الواقع في 25/4/2011 الى مدينة درعا لاعادة الهدوء والامن والحياة الطبيعية الى المواطنين وهي تقوم الان بمشاركة القوى الامنية بملاحقة هذه المجموعات حيث تمكنت من إلقاء القبض على العديد منهم اضافة الى مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر. وقد اسفرت المواجهات عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الامنية.

كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية المتطرفة. الى ذلك، اوعزت وزارة الداخلية السورية الى كل قيادات الشرطة والادارات المعنية بتقديم جميع الموقوفين عرفاً إلى القضاء المختص فورا، وذلك بناء على احكام المادة رقم 4 ف المرسوم التشريعي رقم 161 تاريخ 21/4/2011 القاضي بإنهاء حالة الطوارئ. وحسب روايات الناشطين، كما وزعتها الوكالات الاجنبية، فان قوات الامن السورية المدعومة بالمدرعات امس اقتحمت محافظة درعا الواقعة جنوب سوريا ، وسط اطلاق نار كثيف ، فيما تحدث شهود عيان عن سقوط ما لا يقل عن 14 قتيلا من المدنيين. واكد شهود العيان ان قوات الامن المدعومة بمدرعات دخلت درعا من اربعة محاور وسط اطلاق نار كثيف . وقال احد سكان بلدة درعا أن قوات الأمن السورية المدعومة بعربات مدرعة، دخلت المدينة أثناء الليل وفتحت النار على السكان. وأضاف الشاهد : «انهم يطلقون النار حالياً … في درعا المحطة وسقط خمسة قتلى على الأقل، بيوت درعا البلد أصبحت هي المشافي ووصف شاهد عيان المدينة بانها اصبحت عبارة عن «مقبرة من النساء والرجال والاطفال ، مؤكدا ان ما يحدث من اطلاق نار كثيف واقتحام قوات الامن درعا بالمدرعات لا يمكن وصفه. واشار الشاهد الى ان احد عناصر الجيش اطلق النار على زملائه لانه لا يريد ان يسمح للمصفحات بنقل الجرحى في الشوارع الى المستشفى. ونقلت وكالة الانباء عن شاهد عيان قوله: «ان ثماني دبابات ومدرعتين دخلت الحي القديم في مدينة درعا السورية المحاصرة وشوهدت جثث ملقاة على الارض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري .وأضاف الشاهد في درعا أن قناصة على أسطح مبان حكومية وقوات أمنية في زي عسكري يطلقون النيران عشوائيا على منازل منذ دخول الدبابات. وتابع «الناس يحتمون في المنازل. أرى جثتين قرب المسجد ولم يتمكن أحد من الخروج لابعادهما فيما قال نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان ان مسلحين دهموا ضاحية دوما في دمشق وأطلقوا الرصاص على مدنيين عزل.

وقال ناشط من دمشق: «هناك مصابون أصيب كثيرون، الامن يكرر النمط نفسه في كل الاماكن التي تشهد انتفاضات مطالبة بالديموقراطية. يريدون اخماد الثورة باستخدام أقصى درجات الوحشية وأضاف أن كل وسائل الاتصال بدوما قطعت، ولكن أحد النشطاء تمكن من الفرار من الضاحية بعد بدء الهجوم فجرا والحديث عن الاوضاع. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 13 مدنيا على الاقل منذ أن دهمت بلدة جبلة الساحلية الاحد. وقال ناشطون «ان قوات الامن ومسلحين موالين انتشروا في الحي السني القديم في جبلة أمس بعد اندلاع احتجاجات مطالبة بالديموقراطية في البلدة قبل ذلك بليلة من جهتها قالت سهير الاتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الانسان امس ان السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديموقراطية في سوريا بمهاجمة ثلاث مدن.

وذكرت الاتاسي في بيان: ان هذه حرب وحشية تهدف الى ابادة السوريين المطالبين بالديموقراطية. وأشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط سادات لاجينر إلى أنه أصبح من غير الممكن تنفيذ الإصلاحات بعد وصول الحوادث الدموية إلى هذه المرحلة لأنه كلما تبنت الإدارة السورية أسلوبا مرنا ستتصاعد الاشتباكات والهجمات. وقال إنه من الممكن التوقف عند هذه المرحلة السلبية بشرط أن يتوصل كلا الطرفين إلى اتفاق وتحديد فترة زمنية لتنفيذ الإصلاحات التي تحتاج الى وقت كاف، أما بعكس ذلك فستظهر تطورات سلبية أثناء تطبيق الإصلاحات بخطوات سريعة وعاجلة. ولفت لاجنير إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تقدمان الدعم الكبير للمعارضين، ولهذا السبب لن يحصل الأسد على نتيجة للإصلاحات ولاتباعه أسلوبا مرنا تجاه المعارضين.

أما الكاتب في صحيفة «يني شفق" ابراهيم كاراجول فأشار الى أن سوريا دخلت مرحلة صعبة جداً وأن الرئيس بشار الأسد تأخر في تنفيذ الإصلاحات ومن أجل وقف الاشتباكات يجب منح المزيد من التنازلات ويجب على الأسد أن يتخذ خطوات حاسمة لتنفيذ الإصلاحات مع عدم المراوغة فيها لأن موقف المعارضين سيتشدد يوما بعد يوم ولا يمكن وقف الأحداث بالقوة وسفك الدماء. الى ذلك قالت صحيفة «وول ستريت جورنال " إن الحكومة الأميركية تستعد لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين رفيعي المستوى مقربين من الرئيس الاسد يشرفون حاليا على عملية قمع عنيفة للمظاهرات في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم قولهم: ان إدارة الرئيس باراك أوباما تستعد لاصدار مرسوم يخول الرئيس الأميركي تجميد أموال هؤلاء المسؤولين ومنعهم من ممارسة أي اعمال مع الولايات المتحدة. ولا يتوقع أن يكون لهذه العقوبات الاحادية الجانب التي ستتبناها واشنطن، الا تأثير محدود كون أن معظم المسؤولين المقربين من الرئيس السوري ليس لديهم الا القليل من الارصدة المالية في الولايات المتحدة. الا أن الصحيفة أوضحت أن العقوبات الأميركية الجديدة يمكن أن تؤثر على أوروبا، حيث الأموال السورية أكثر أهمية من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، لاتخاذ خطوة مماثلة للخطة الأميركية. الى ذلك، اكد مصدر رسمي ان المعابر الحدودية مع الدول المجاورة وخصوصا مع الاردن مفتوحة وذلك بعد ان نقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن وزير الدولة الاردني للاعلام طاهر العدوان، ان سوريا اغلقت حدودها البرية مع الاردن. وقال العدوان الذي يشغل ايضا منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة ان قرار اغلاق الحدود البرية بين الاردن وسوريا جاء من قبل الجانب السوري، مشيرا الى انه يتعلق بتطورات الاوضاع الداخلية السورية.

الى ذلك، طلبت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي «الوقف الفوري لعمليات القتل في سوريا. واكدت مفوضة حقوق الانسان في بيان ان قوات الامن عليها ان توقف اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. واضافت ان واجب الحكومة القانوني الدولي هو حماية المتظاهرين السلميين وحق التظاهر بسلام. من جهة اخرى، قالت مفوضة حقوق الانسان انها تسلمت لائحة تضم اسماء 76 شخصا قتلوا الجمعة خلال تظاهرات سلمية. لكنها اضافت ان عدد القتلى قد يكون اكبر من ذلك بكثير. وعبرت عن اسفها لان «الاسرة الدولية طالبت بإلحاح الحكومة السورية بوقف اطلاق النار على شعبها، لكن هذه الطلبات لم تلق صدى . فيما اوضح المتحدث باسم البيت الابيض ان من حق الشعب السوري ان يقرر مصيره بنفسه. على صعيد آخر، تسلم الرئيس بشار الاسد رسالة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة تتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة ووقوف الامارات الى جانب الشعب والقيادة السورية لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها سوريا قام بتسليمها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات لدى استقباله الرئيس الاسد له بعد ظهر امس.

الى ذلك تم الاحد تشييع الشهداء السبعة الذين سقطوا السبت برصاص مجموعات إجرامية مسلحة في بلدة نوى التابعة لمحافظة درعا من مشفى تشرين العسكري إلى قراهم وبلداتهم في مواكب مهيبة حيث حملت جثامينهم الطاهرة على الاكتاف ملفوفة بعلم الوطن وعزفت موسيقى الجيش لحني الشهيد والوداع. كما تم تشييع الشهيدين اللذين سقطا في منطقة المعضمية بريف دمشق وحمص برصاص مجموعة اجرامية مسلحة. وجرت للشهداء ابراهيم ابراهيم وعماد محمدعلي وعيسى دردر وحازم العلي ونهاد ديوب ونضال حبيب الهوشي وكمال نصور وباسل علي ودانيال فوزي مراسم مهيبة وردد المشيعون من ذوي الشهداء هتافات تدعو لوحدة الوطن وتماسك أبنائه وتؤكد الاستمرار في تقديم التضحيات في سبيل الوطن وصموده وأمنه واستقراره متسائلين لمصلحة من تعمل هذه المجموعات المسلحة التي انتهكت كل المحرمات. كما شيع اهالي قرية حمام واصل في محافظة طرطوس الشهيد ابراهيم حسن ابراهيم الى مثواه الاخير.

من جهتها شيعت قريتا السودا وشاص في طرطوس ثلاثة من ابنائهما استشهدوا برصاص المجموعات الاجرامية المسلحة في منطقة جوبر اثناء توجههم الى سوق الهال في منطقة الزبلطاني لتسويق محصولهم وهناك تعرضت لهم المجموعة الاجرامية واطلقت النار عليهم ثم قامت بالتمثيل بجثثهم. والشهداء هم ابراهيم حنش ووائل عيسى من قرية السودا وسعيد شاهين من قرية شاص واستقبل موكب التشييع بالورود والهتافات التي تؤكد على الوحدة الوطنية والحفاظ على امن سوريا واستقرارها. اوضح مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف ان الاحتجاجات في ليبيا واليمن وسوريا او قبلها في تونس ومصر هي احتجاجات شعبية ومطالب مشروعة للشعوب العربية، لافتاً الى انه كما كان الموقف بتونس ومصر عندما طالبنا بأهمية الاستجابة لمطالب الشعوب هذا هو الموقف ايضاً اليوم.

وفي حديث الى قناة «الجزيرة "، أمل التفاهم حول الوضع في اليمن في وضع قريب، لافتاً الى ان الوضع في سوريا سيتم التشاور حوله في اجتماع وزراء الخارجية العرب القريب. وأكد الباحث والكاتب الروسي المعروف نيكولاي ستاركوف ان ما نشاهده اليوم في المنطقة العربية هو عملية تدميرية منظمة تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا بهدف تخريب النظام السياسي والاقتصادي العالمي. وأشار الكاتب الروسي في حديث تلفزيوني إلى السيناريوهات التي تتبعها الولايات المتحدة لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى عبر سفك الدم بالشوارع مع حملات التحريض عبر وسائل الاتصال والانترنت، لافتاً إلى موضوع القناصة في شوارع المدن العربية التي شهدت احتجاجات مؤخراً. وأضاف ستاركوف أن انفجار وتزامن الثورات دفعة واحدة وبتسلسل مريب وفي منطقة محددة تعتبر عصباً اقتصاديا خطيرا ً في العالم، ليس صدفة، بل هو ما خططت له الولايات المتحدة الأميركية.

السابق
البلد: حكومة ميقاتي في مهب احداث سورية
التالي
الأهالي وتهريب السلاح