الديار: الخطر على الوجود والبقاء

أخيرا، عقد «اللقاء المنتظر والذي كان حتى الامس القريب مستحيلا، لكن الضرورات فرضت على الجميع الرضوخ لمقتضياتها وتلبية دعوة البطريرك الراعي للمشاركة في اللقاء حيث اعتبر المجتمعون بأنهم حضروا لان الوجود بات في خطر، وان البقاء اصبح مهددا، لذلك تجاوزوا جميع الملفات الخلافية وبعضها المثقل بالدم والدموع وعقدوا العزم على الاتفاق لان الضرورة تقضي بذلك لان المنطقة تعيش على فوهة بركان تهدد باقتلاع الاقليات في هذا الشرق، اضافة الى ان البطريرك الماروني الذي انتخب على قاعدة معالجة اوضاع مسيحيي الشرق منطلق من تحقيق اجماع مسيحي في لبنان لدعم الوجود المسيحي في مختلف الاقطار في هذا الشرق.

وفيما خصّ اللقاء المسيحي في بكركي اشار الزميل عيسى بو عيسى الى ان المباحثات تركزت على جملة من القضايا تولى طرحها كل من القادة الاربعة على حدة وكان البطريرك الراعي يتدخل عند الحاجة ولكن لم تكن هذه الحاجة مطروحة إلا من ضمن ما يطرح من ملفات على خلفية الهدوء والسكينة اللذان طبعا هذا اللقاء بحيث يبدو للمراقب وكأنه الاجتماع السادس او السابع على فرضية هذا التمازج وتبادل الافكار بين ما يفترض بهم انهم كانوا على خصام دائم، ويبدو ان النتيجة التي يمكن تلخيصها من هذا الاجتماع هو التفهم الحاصل لما يطمئن المجتمع المسيحي الى غده، ويمكن تلخيص النقاط التي تم طرحها بالتالي:

1 – الاوضاع المسيحية في لبنان وبلاد الشرق الاوسط واعتبار الوجود المسيحي في لبنان هو المدماك الاساسي لبقاء المسيحي في المشرق كافة، ومن هنا الدعوة الى التيقظ لما يحاك للاقليات في هذا الشرق.

2 – التطلع نحو الاحداث الجارية في بعض البلدان العربية على انها ليست معزولة بتداعياتها على الساحة اللبنانية وعلى المسيحيين التشدد في ابراز هويتهم ورسالتهم في هذا المشرق الاسلامي.

3 – التشديد على اهمية العيش المشترك مع المسلمين في كل البلدان التي يتواجد فيها المسيحيون وهذا بمثابة واجب عليهم.

4 – اهمية محاربة امكانية بقاء الفلسطينيين في البلدان التي تهجروا منها منعا لتوطينهم وحرمانهم من بلد مستقل لهم.

5 – لم يبحث المجتمعين في قضايا ومسائل السلاح والمقاومة على اعتبار ان البطريرك كان قد اعلن من روما بأن هذه المواضيع رهن طاولة الحوار ورسم استراتيجية مشتركة بين اللبنانيين وبالتالي موافقة العماد عون والنائب فرنجية وكافة المشتركين على هذا الطرح البطريركي.

6 – سجل الحاضرون لقاء جانبيا مع البطريرك السابق نصرالله بطرس صفير قبل البحث في إمكانية عقد لقاء ثان جماعيا او افراديا مع البطريرك الراعي. فيما اشارت معلومات اخرى ان اللقاء تضمن نقاشا في كل الامور ومنها موضوع سلاح المقاومة والتوطين وهواجس بيع الاراضي.

كما نقلت مصادر مواكبة لاجتماع بكركي، ان كل ما يطرح في العلن من هواجس طرح خلال اللقاء مشيرة الى ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اوكل لمطران بيروت للموارنة بولس مطر مهمة التواصل مع الاقطاب تمهيدا لاجتماعهم المقبل الذي سيعقد بعد القمة الروحية. واشارت المصادر الى ان عرض الافكار كان اوليا من دون نقاش وحلول ومن دون خلافات ولم يتداولوا بقضايا خلافية وايديولوجية.

وعلّق العماد عون على لقاء بكركي بالقول: «تحدثنا بصراحة عن سبب وجود كل شخص حيث هو، وهناك اجتماعات اخرى للمتابعة والجو مطمئن، مؤكدا ان هذا اللقاء لم يكسر الجليد بل بدأ نقاش قد يتحول الى حوار وهذا يريح الشعب اللبناني، واشار الى ان «المصافحة مع الآخرين حدثت منذ زمن وقد تحدث بأي لقاء والخلاف هو في السياسة. اما النائب سليمان فرنجية فأشار الى ان المصافحة مع الدكتور جعجع كانت عادية وتصافحنا و«حكينا كمان . وعلم ان الدكتور جعجع اعطى بعد عودته الى معراب توجيهات الى الدائرة الاعلامية وجميع المعنيين بوجوب التعاطي مع التيار الوطني الحر وتيار المردة بالمستوى نفسه الذي نتعاطاه، مع حزبي الكتائب والاحرار والكتلة الوطنية. كما وصف اجواء الاجتماع بالممتازة واكد ان ما جرى امس يشكل جزءا مما كان يعمل له منذ 5 سنوات بحيث عاد الى معراب متنفسا الصعداء.

كما وصف الرئيس امين الجميل الاجتماع بالممتاز، فيما وصفت مصادر متابعة بأن اللقاء كان ودياً جدا خاصة ان فرنجية وجعجع تبادلا اطراف الحديث والمزاح خلال اللقاء مع البطريرك صفير، كما اشارت معلومات الى خلوة قصيرة عقدت بين العماد عون والدكتور جعجع تطرقت الى الاوضاع في البلاد.

السابق
الشرق: الاجتماع الذي شكل البداية: راقبوا إعلامهم هنا
التالي
الانوار: الصرح البطريركي: اللقاء كان وطنياً بامتياز وستتبعه اجتماعات