الشرق: الاجتماع الذي شكل البداية: راقبوا إعلامهم هنا

مهما كان اللقاء بين أركان الموارنة الأربعة، أمس، في بكركي برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وليست الأهمية لأن ثمة إتفاقاً على «كل شيء قد تم التوصل اليه فهذا شأن بعيد جداً، إنما لأن توافقاً تم كل ان الحال المسيحية قد بلغت حداً من التردي غير مسبوق ومن شأنه ان يقضي على آخر مقومات ودور المسيحيين في لبنان، وإن معرفة ذلك والإقرار به يعتبران خطوة أساساً إن لم يكن على طريق إستعادة الدور، وهذا دونه صعوبات، فعلى الأقل لوقف التدهور ولو عند الحد الأدنى.

الشرق علمت ان الأقطاب الأربعة بدأوا الكلام وفق ترتيب بروتوكولي بدءا برئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل فرئيس مجلس الوزراء الأسبق العماد ميشال عون، فالوزير السابق النائب الحالي سليمان فرنجية و«حضرة الدكتور سمير جعجع على حد ما ورد في البيان الرسمي الختامي.

المتحدثون الأربعة أجمعوا على الآتي:

أولاً: إن الوضع المسيحي في غاية التردي سياسياً وإدارياً وديموغرافياً.

ثانياً: إن لا بد من عملية إنقاذ سريعة، قبل الوصول الى نهاية شبه محتومة قد يكون من أبرز عناصرها تفريغ لبنان من مسيحييه.

ثالثاً: الإقرار بأن أدواراً أدّاها كل من المتحدثين، في مكان ما وزمان ما، قد أسهمت في ضرب الدور المسيحي في لبنان.

رابعاً: الإقرار بأن الخلافات بين الأربعة انعكست شروخاً خطيرة بين الأنصار والمحازبين داخل الصف المسيحي الذي أصيب بشرذمة كبيرة.

خامساً: لا بد من عمل سريع إنقاذي.

سادساً: أعرب كل من الأربعة عن استعداده لتلبية كل ما يطلب منه شرط ان يأتي ذلك من سيد بكركي.

سابعاً: جدد كل من الأربعة ثقته المطلقة بغبطة البطريرك وبدور بكركي، وإن سجّل بعض التمايز في النظرة الى هذا الدور إنطلاقاً من تجربة كل منهم مع البطريرك السابق مار نصر الله بطرس صفير.

هذا في مجال التوافق على نقط بدت وكأنها مشتركة بين ضيوف البطريرك. أما نقط الخلاف، فتميزت بالآتي:

أولاً: دافع كل طرف عن وجهة نظره ومواقفه السياسية وقد اعتبر كل منهم ان مواقفه هو في مصلحة المسيحيين ولبنان كما يراها، وبدا واضحا ان الخلاف كبير (وهو أصلا معروف) في ما بينهم.

ثانياً: انتقد كل من الأربعة مواقف الطرف الآخر. وهنا يذكر أنهم تحولوا الى طرفين: الجميل وجعجع من جهة وعون وفرنجية من جهة ثانية. مع الملاحظة ان الانتقاد جاء هادئاً جداً وحضارياً جداً وبعيداً عن عصبية عون وباطنية جعجع ودهاء الجميل وعفوية فرنجية.

ومن أبرز المحطات التي كان لها وقع المفاجأة الايجابية الطريقة التي تعامل بها فرنجية وجعجع اللذان بادرا الى مصافحة بعضهما البعض بما يوازي الحرارة من دون ان يطلب اليهما البطريرك ذلك.

تلك هي بعض المعلومات غير المعلنة من داخل اللقاء الذي يعتبره البعض لقاء تاريخيا حتى ولو اقتصر على المصافحة ولم يبلغ حد المصالحة بالمفهوم السياسي على حد ما قال عون في مؤتمره الصحافي الأسبوعي مساء أمس.

وفي التقدير ان هذا الجهد الذي بذله البطريرك وتجاوب الأقطاب الأربعة الموارنة معه، سيكون على المحك في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً وإن التجارب الماضية لا تشجع كثيراً لذلك، يضيف المراقبون: إبقوا عيونكم على الإعلام التابع لهؤلاء الأقطاب خصوصاً المواقع الالكترونية التي هي أكثر ما يزيد في طين الخلافات بلّة لما كانت تحتويه، حتى يوم أمس، من تحريض وسموم وأذية.

السابق
الشرق الاوسط: لبنان:توقيف 7 أشخاص وزعوا منشورات وملصقات لدعم “ثورة الشام”
التالي
الديار: الخطر على الوجود والبقاء