تقنيات في التدريب المهني وسوق العمل المشكلة الأكبر

رداً على الاصوات التي تحبط عزيمة طلاب التعليم المهني، ولتغيير النظرة الدونية القائمة على ان هذا التعليم موجه للفاشلين في التعليم الاكاديمي، وفي خطوة للتأكيد على ان المؤسسات الاجتماعية لن تتحول عن نهجها في توفير العلم والتأهيل لذوي الاوضاع الاجتماعية الصعبة وعلى الاخص بعد فصل عقود التدريب المهني عن عقود الرعاية الاجتماعية، قامت مؤسسات الرعاية الاجتماعية، القطاع التربوي بإفتتاح معرضها العلمي <تقنيات في التدريب المهني> امس في قصر الاطفال، حيث تم عرض عدد من المشاريع وفق الاختصاصات المهنية الموجودة في المؤسسة الى جانب عرض بعض الوسائل والاساليب الداعمة والمساندة للعملية التدريبية التي تعزز دافعة الطلاب للتعلم· وللكهرباء وساعات تقنينها اثر كبير على مشاريع الطلاب العلمية حيث احتلت حيزاً كبيراً، ومنهم من ابتكر مشروعا يعتمد على <خط كهرباء الدولة> وآخر على <خط الاشتراك> وكيفية تحويل التيار تلقائياً في حال انقطاع الكهرباء، والأثار السلبية على الأدوات الكهربائية، ومشروع آخريشرح كيفية توليد الطاقة الكهربائية من المياه، وعلى الأخص ان لبنان يشتهر بكثرة الانهار والينابيع·

وعن الم تسربين من المدارس ووضعهم تساءل مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية محمد بركات، مشيرا الى ان <الوزارتين الاكثر مسؤولية عن هذا الموضوع هما الشؤون الاجتماعية والتربية ومع اقرارهما بحقوق التعليم لكل طفل وناشئ، الا ان المدارس الرسمية ترفض المتخلفين والمتسربين منها، وكذلك الحال في معظم مؤسسات وزارة الشؤون>·

وأعلن بركات ان مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومؤسساتها المهنية لن تتحول عن نهجها في توفير العلم والتأهيل والتدريب كحق من الحقوق الأساسية للمتدربين من ذوي الاوضاع الاجتماعية والتعليمية الصعبة، وفقا لقدراتهم، معتبرا ان حصول اي منهم على الافادة او الشهادة الممنوحتين من مؤسسة بيروت المهنية يفتح امام المتخرج منهم فرص العمل والانتاج·

وكان لطلاب القطاع الطباعي جزءاً من المعرض حيث قدموا مشروعاً عن آلة الطباعة وطريق عملها وكيفية تطورها الى هذا اليوم وفق الطريقة الالكترونية، ولهذا القطاع دور كبير ورئيسي في دورة الحياة الاقتصادية، في لبنان، لما يتمتع به من كفاءة عالية وجودة نادرة <بحسب امين سر نقابة الطباعة في لبنان نزيه حسن كركي> مشيرا الى ان <مؤسسة بيروت المهنية ودار الايتام تكتسبان اهمية كبرة في تربية اجيال متعلمة متخصصة في هذا المجال ومجالات اخرى>، لافتاً الى ان المطبعة استضافت عدداً من الطلاب حيث خضعوا لفترة تدريبية على الآلات الحديثة والمتطورة، واطلعوا على المراحل المتعددة التي تمر بها المطبوعة، مشيراً الى ان تجاوب الطلاب مع هذه الآلات كان جيداً من حيث استيعابهم لعملها وسرعة تدريبهم عليها، مما اكسبهم معلومات ودروساً فن الطباعة حيث تقوي تخصصهم وتغني رصيدهم العلمي·

بدورها، اشارت المهندسة دانية الصفدية الى ان عجلة هذا المعرض انطلقت بفضل الجهاز العامل على عرض ما يستخدمونه من تقنيات بعضها من انتاجهم ويستعملونها في عملية التأهيل والتدريب بعد ان لمسوا اثارها في ايصال الاهداف والمفاهيم التربوية، لافتة الى انهم أرادوا اظهار اهمية التعليم التدريب والتقني، إزاء النظرة الدونية له علي انه موجه للفاشلين في التعليم الاكاديمي، في حين ان نظام تربوي هام، موجه للطلاب الذين يميلون للعمل التقني والتطبيقي فيهيئهم ليجعلهم قادرين على الايفاء بمتطلبات سوق العمل، او بمتابعة تأهيلهم في المستويات المهنية العليا، مشيرة الى ان مؤسسات الرعاية الاجتماعية آمنت بأهمية التعليم المهني، منذ الخمسينات، إذ أنشأت مراكزها المهنية في بيروت لتنشرها بعد ذلك في مختلف المناطق اللبنانية>·

واعتبرت ان <عبر عملية التأهيل والتدريب، يستفيد المتابعون من برامج متعددة لعل اهمها هو برنامج التدريب الميداني الذي نطلق عليه اسم <برنامج الاستطلاع الصناعي> والذي يتطلب ارسال المتدربين لتمضية فترة ميدانية وعملية في سوق العمل حيث يتدربوا على احدث الماكينات والآليات ويصقلون معلوماتهم ومهاراتهم العملية· وقد تطور هذا البرنامج ليثمر ويثبت علاقة وشراكة بين ارباب العمل وبين مؤسسات الاجتماعية التي باتت تشكل مقصداً لتأمين اليد العاملة المنتجة لهم>·

وعن المشاكل التي يواجهها التعليم المهني والتقني ودور الدولة في ايجاد الحلول لها، اشار ممثل رئيس مصلحة الادارة والتنفيذ في المديرية العامة للتعليم المهني المهندس امين كشلي، الى ان ابرز هذه المشكلات هي: تطوير لتواكب متطلبات العصر، واعادة النظر في مراحل التعليم المهني والتقني وشهاداته، والعمل على ايجاد كتاب مهني موحد· كما يجب العمل على التنسيق والتكامل مع المؤسسات الاقتصادية لتأمين مجالات التدريب المهني بكافة اشكاله والتنسيق كذلك مع الهيئات المدنية بهدف تكثيف التوجيه وايجاد شراكة بين هذه الهيئات والمؤسسات التعليمية ولا سيما مؤسسات الرعاية الاجتماعية الكريمة·

السابق
الشباب اللبناني الفلسطيني يحيي يوم الأسير
التالي
نشاط تربوي إلى نهر القاسمية